كتب: أمنية الصناديلى ومى فهيم وابتهال مخلوف ومحمد عثمان ونشوى يوسف – وكالات الأنباء فى حادثة هى الأكثر دموية والتى شهدتها أوروبا فى السنوات الأربعين الاخيرة بعد اعتداءات مدريد فى 11 مارس 2004 قتل 150 شخصاً على الأقل فى الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها باريس ليل الجمعة، كما أصيب 200 آخرين، 80 منهم حالتهم خطيرة، وفقاً لمصادر مقربة من التحقيقات. وقتل نحو 150 شخصاً بعملية احتجاز رهائن فى مسرح فى العاصمة الفرنسية باريس، ليل الجمعة، بينما قتل 40 آخرون على الأقل بهجمات متزامنة نفذها 8 مسلحون، كما يعتقد حتى الآن، فى أماكن أخرى بالعاصمة. واحتجز 8 مسلحين المئات من روّاد مسرح «باتاكلان» فى العاصمة الفرنسية، قبل أن تقتحم الشرطة المكان وتنتهى عملية الاحتجاز بمقتل أكثر من 100 شخص بالإضافة إلى المهاجمين. كما هاجم مسلحون ومفجرون مطاعم وحانات مزدحمة وقاعة للموسيقى فى أماكن مختلفة فى باريس،ما أدى إلى مقتل العشرات. «داعش تتبنى الهجوم» وتبنى تنظيم «داعش» الإرهابى المسئولية عن تلك المجزرة، وفق ما أورد موقع «سايت» الأمريكى المتخصص فى متابعة الحركات الإرهابية على الإنترنت، فى تعليق نشره التنظيم على صفحات مجلته الإلكترونية «دابق». ونقل «سايت» عن «دابق» باللغة الفرنسية: «أرسلت فرنسا طائراتها إلى سوريا، لقصف الأطفال والمسنين، واليوم فإنها تشرب من ذات الكأس المرة فى باريس». من جهة أخرى أورد التعليق على المجلة الالكترونية: «بعد باريس حان الآن دور روماولندن وواشنطن». وقالت الشرطة الفرنسية «إن جميع الرهائن المحتجزين والبالغ عددهم 100 شخص فى مسرح باتاكلان فى باريس، قد قُتلوا فى عملية احتجاز رهائن نفّذها مسلحون فى هذا المسرح الباريسي، وانتهت باقتحام قوات الأمن للمكان». وقالت المصادر «إن نحو 1500 متفرج كانوا موجودين فى المسرح لحضور حفل موسيقي». وقال المسئول فى شرطة باريس ميشال كادو إن «هجوم عناصر الشرطة كان فى غاية الصعوبة، لأن الارهابيين لجأوا إلى الطابق العلوى وكانوا يرتدون احزمة ناسفة». كما قال مصدر مقرب من التحقيق «إن ثلاثة منهم فجروا انفسهم بأحزمتهم الناسفة، أما الرابع الذى كان يرتدى ايضاً حزاماً ناسفاً، فقد أصيب برصاص الشرطة قبل أن ينفجر وهو يقع». «هولاند يفرض حالة الطوارئ ويتوعد الإرهابيين» وأعلن الرئيس فرانسوا هولاند فرض حالة الطوارئ بجميع أنحاء فرنسا،وتعهد بردّ قاسٍ على الاعتداء الإرهابى غير المسبوق الذى ضرب فرنسا ليل الجمعة الماضى، وأكد هولاند فى كلمته التليفزيونية بعد التفجيرات وإطلاق النار فى عدد من الشوارع واحتجاز رهائن فى مسرح باتاكلان، أن «فرنسا ستخوض معركة بلا شفقة ولا رحمة ضد الإرهاب». وأضاف هولاند: «إذا نجح الإرهابيون فى اقتراف فظاعات من هذا النوع، فيجب أن يعرفوا قبل ذلك أنهم سيواجهون فرنسا مصممةً، موحدةً، ومتجمعةً، وفرنسا التى لا تخاف رغم أنها تُعرب اليوم عن ألم لا يوصف». وأضاف هولاند فى كلمته التى جاءت بعد ساعة من تأكد خبر الهجوم الواسع والمنسق فى باريس: «هاجم برابرة عدة نقاط فى العاصمة بنية القتل، قتل أكثر ما يُمكن». ويعد هذا التعهد اعترافًا ضمنيًا بأن الحالة الأمنية فى فرنسا تجاوزت خطة الدفاع ضد الإرهاب التى تسمى فى فرنسا «فيجيبيرات» والتى تتكون من أربع درجات متصاعدة تمثلها الألوان التالية: الأصفر والبرتقالى والأحمر والقرمزى وذلك حسب درجة التهديد بوقوع هجمات إرهابية أو تهديد الأمن. وعرضت صحيفة «لو باريزيان» تقريرًا عن قانون الطوارئ مشيرة إلى أن هذه هى المرة الأولى التى يطبق فيها على جميع الأراضى الفرنسية وهو إجراء نادر رغم أنه تم إقراره عام 1955 أثناء احتلال فرنسا للجزائر. ولم يستخدم القانون على مدى 60 عامًا إلا مرات تعد على أصابع اليد الواحدة، وكانت آخر مرة تم استخدامه جزئيًا عام 2005 أثناء عملية الشغب فى الضواحى حيث تم تطبيقه فى تسع مقاطعات فقط. ودومًا ما توجه للقانون انتقادات واسعة داخل فرنسا، إذ يخول قانون الطوارئ الفرنسى للسلطات اتخاذ إجراءات استثنائية منها منع التجول كليا أو جزئيا، وتفتيش المنازل والاعتقال بدون إذن قضائي، ويعطى الحكومة سلطات واسعة مثل الرقابة على وسائل الاعلام ومنع التجمعات وإغلاق الملاهى ودور السينما، ويحد من الحريات العامة ومنها التنقل، والرأى، وهو ما يعكس حجم الخطر الذى تواجهه فرنسا عقب الهجمات. ومن المقرر أن يمتد العمل بحالة الطوارئ فى فرنسا وفقًا للدستور لمدة 12 يوما. ويلزم أن تطلب الحكومة إذا اقتضت الضرورة تمديده التوجه للبرلمان قبل نهاية المدة. ويتزامن ذلك مع استعداد فرنسا لاستضافة قمة المناخ أواخر نوفمبر الجارى وتستقبل فرنسا فيه وفود من 160 دولة نحو 60 من قادة ورؤساء العالم. «زعماء العالم فى صدمة» رد زعماء العالم بابداء صدمتهم وإعلان تعهدات بالتضامن مع فرنسا فى أعقاب قتل العشرات فى هجمات وقعت فى باريس ليل الجمعة. وأصدر مجلس الأمن الدولى بيانا أدان فيه «الهجمات الإرهابية الهمجية والجبانة» التى تضمنت استخدام مهاجمين بنادق وقنابل فى عدة أماكن من بينها الاستاد الرياضى الوطنى وقاعدة رئيسية للموسيقي. وأبدت الولايات المتحدةوروسيا تأييدهما فى رسائل إلى الرئيس الفرنسى فرانسوا أولوند على الرغم من اختلافهما بشأن قضايا كثيرة من بينها الحرب فى سوريا والتى أججت عنف الإسلاميين. وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما للصحفيين فى البيت الأبيض» مرة أخرى نشهد محاولة شائنة لإرهاب المدنيين الأبرياء. «نقف مستعدين وجاهزين لتقديم أى مساعدة تحتاجها الحكومة والشعب فى فرنسا». وقال الكرملين إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعث بخالص تعازيه لأولوند ولكل الشعب الفرنسى فى أعقاب «الهجمات الإرهابية المروعة فى باريس». وقال إن «روسيا تدين بقوة هذا القتل غير الانسانى وهى مستعدة لتقديم أى مساعدة وكل المساعدة للتحقيق فى هذه الجرائم الإرهابية». وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج «أنا مصدوم بعمق من الهجمات الإرهابية المرعبة فى باريس الليلة. مشاعرى مع أسر الضحايا ومع جميع من تأثروا ومع شعب فرنسا». وفى أوروبا قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى بيان شعرت بهزة عميقة بسبب الأنباء والصور التى تصل إلينا من باريس. مشاعرى فى هذا الوقت مع ضحايا ما يبدو أنه هجوم إرهابى بالإضافة إلى عائلاتهم وكل الشعب فى باريس. وكان وزير الخارجية الألمانى يحضر مباراة كرة قدم بين فرنسا وألمانيا مع أولوند عندما هوجم الاستاد.. وقال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون على حسابه على تويتر «صُدمت بسبب هذه الأحداث التى وقعت فى باريس، مشاعرنا وصلواتنا مع الشعب الفرنسي. سنفعل كل ما فى وسعنا من أجل المساعدة». أدان الفاتيكان هجمات باريس ووصفها بأنها «عنف إرهابى مجنون» ودعا إلى رد حاسم لمواجهة انتشار «الكراهية التى تدفع للقتل». وقال الأب فديريكو لومباردى المتحدث باسم الفاتيكان فى بيان «نحن ندينه بأشد لهجة ممكنة نحن والبابا وكل محبى السلام.» قال الرئيس الصينى شى جين بينج للرئيس الفرنسى فرانسوا أولوند بعد الهجمات التى وقعت فى باريس وأدت لسقوط نحو 120 قتيلا إن الصين مستعدة للانضمام إلى فرنسا والمجتمع الدولى فى زيادة التعاون الأمنى ومكافحة الإرهاب. وقالت تعليقات نُشرت على موقع وزارة الخارجية الصينية على الانترنت إن شى أدان أيضا خلال اتصال هاتفى بأولوند الهجمات التى وقعت يوم الجمعة وقدم تعازيه لعائلات الضحايا. ألغى الرئيس الإيرانى حسن روحانى زيارة إلى إيطالياوفرنسا فى أعقاب هجمات باريس فيما توجه وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف إلى فيينا للمشاركة فى محادثات بشأن سوريا. وفى القاهرة أدانت الرئاسة المصرية «بأقسى العبارات الحوادث الإرهابية الآثمة» التى وقعت فى العاصمة الفرنسية باريس.. وقال المتحدث الرئاسى علاء يوسف قوله إن الرئيس عبد الفتاح السيسى كلف السفير المصرى فى باريس «بنقل خالص التعازى والمواساة للقيادة السياسية الفرنسية وحكومة وشعب الجمهورية الفرنسية.» وفى الرياض نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسئول فى وزارة الخارجية قوله إن السعودية تدين بشدة «أعمال التفجيرات الإرهابية» التى شهدتها العاصمة الفرنسية. وقالت وكالة الأنباء القطرية إن قطر عبرت عن «استنكارها الشديد للهجمات المسلحة والتفجيرات بالعاصمة الفرنسية باريس». وفى أبو ظبى قالت وكالة أنباء الإمارات إن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة أدان «الهجمات الإرهابية الإجرامية التى وقعت فى باريس.» وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن مسئولا فى وزارة الخارجية الكويتية أدان الهجمات واصفا إياها بالجبانة. «الصحف الفرنسية والعالمية تتشح بالأسود» وتبارت وسائل الإعلام الفرنسية فى التغطية عقب أحداث. وصدرت الصفحات الأولى للعديد من الصحف الشهيرة متشحة بالسواد وعناوين صادمة، فخرج غلاف صحيفة «لو فيجارو» - ذات التوجه اليمينى- متشحًا بشريطين أسودان وعنوان «الحرب فى قلب باريس». كما اختارت صحيفة ليبراسيون اليسارية عنوان «مجزرة فى باريس» لتستهل تغطيتها للحدث. وذكرت صحيفة «لوموند» فى عنوانها الرئيسى أن هجمات غير مسبوقة ضربت فرنسا. ووصف عنوان موقع «هيفينجتون بوست» الفرنسى الاعتداء بأنه الأكثر دموية فى تاريخ فرنسا وذلك أسفل عنوان «الجمعة 13» فى إشارة إلى وقوع الهجمات فى يوم يحمل سوء الطالع المضاعف حسب المعتقدات الشعبية فى التشاؤم من اقتران رقم 13 مع الجمعة. وقال عنوان صحيفة «لو بارزيان» الباريسية: «هذه المرة .. هى الحرب» فى إشارة إلى التحدى الذى يواجه فرنسا فى المستقبل القريب. أما مجلة «لكيب» المعنية بالشأن الرياضى فاختارت الخروج بغلاف أسود بالكامل عنوان «الرعب»، مشيرة إلى وقوع هجمات إرهابية فى محيط استاد فرنسا فى منطقة «سان دينيس» وفى باريس. عالميا تحت عنوان «ليلة الرعب فى باريس» قالت صحيفة «الإندبندنت البريطانية إن باريس عاشت واحدة من أسوأ الليالى على الإطلاق بعد أن أطل عليها الإرهاب القبيح بوجهه للمرة الثانية فى نفس العام. ونقلت الصحيفة تصريحات رئيس الوزراء البريطانى التى أعلن فيها عن تضامنه الكامل مع فرنسا كما نقلت تغريدته على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» والتى قال فيها: «صدمت بسبب الأحداث التى وقعت فى باريس.. قلوبنا وصلواتنا مع الشعب الفرنسى ومستعدين لفعل أى شيء للمساعدة». قالت صحيفة ديلى تليجراف البريطانية إن أكثر من 128 شخصا قتلوا وإصابة 200 آخرين جراء إطلاق النار بكلاشينكوف وهجمات انتحارية. وأشارت الصحيفة إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن الوسيلة التى حصل بها منفذو الهجمات على الأسلحة الأوتوماتيكية ولكن ذهبت الصحيفة إلى أن استخدام تلك الأسلحة يلقى الضوء على تجارة الأسلحة غير المشروعة فى السوق السوداء وتباطؤ قادة الاتحاد الأوروبى فى اتخاذ إجراءات صارمة للتصدى لها. ورأت ديلى تليجراف أن الهجمات الإرهابية الأخيرة ومذبحة شارلى أبدو التى وقعت فى يناير 2015 كلها تكشف عن سهولة حصول المتطرفين على تلك الأسلحة. «أعنف هجوم دموى فى أوروبا» وتعتبر الهجمات التى استهدفت باريس مساء الجمعة، وأوقعت ما لا يقل عن 150 قتيلاً بحسب حصيلة مؤقتة للسلطات الفرنسية، الأكثر دموية التى شهدتها أوروبا فى السنوات الأربعين الأخيرة بعد اعتداءات مدريد فى 11 مارس2004. - فرنسا 7 يونيو 2014 جهاديان فرنسيان هما الشقيقان سعيد وشريف كواشى يقتلان 12 شخصاً بينهم خمسة رسامين فى مقر الصحيفة الأسبوعية «شارلى إيبدو» فى باريس التى كانت تلقت تهديدات لنشرها رسوما كاريكاتورية للنبى محمد فى 2006 و2012. وقتل عناصر أمن الجهاديان فى اليوم الثالث من فرارهما. وأعلن الشقيقان كواشى انتماءهما لتنظيم القاعدة فى جزيرة العرب فيما أعلن أحمدى كوليبالى انتماءه لتنظيم داعش الإهابي. - النروج 22 يوليو 2011 متطرف يمينى يدعى أندرس بيرينغ برايفيك يفجر قنبلة قرب مقر الحكومة فى أوسلو موقعاً ثمانية قتلى، ثم يطلق النار فى مخيم صيفى للشبيبة العمالية فى جزيرة أوتويا فيقتل 69 شخصاً معظمهم من الفتيان. وهو يقضى حالياً عقوبة بالسجن 21 عاماً، وهى العقوبة القصوى فى الترويج، ويمكن تمديدها إلى ما لا نهاية طالما أنه يعتبر خطيراً. - بريطانيا 7 يوليو 2005 أربعة اعتداءات انتحارية منسقة فى ساعة الزحمة فى ثلاثة قطارات مترو وحافلة فى لندن توقع 56 قتيلاً و700 جريح. وتبنتها مجموعة تنتمى إلى تنظيم القاعدة. - إسبانيا 11 مارس 2004 انفجار عشرة قنابل قرابة الساعة 7,40 فى مدريد وضاحيتها فى أربعة قطارات ما أدى إلى وقوع 191 قتيلاً وحوالى ألفى جريح. وتبنت الاعتداء خلية إسلامية متطرفة أعلنت انتماءها لتنظيم القاعدة. - بريطانيا 15 أغسطس 1998 انفجار سيارة مفخخة فى مدينة أوماغ الصغيرة شمال غرب إيرلندا الشمالية يوقع 29 قتيلاً و220 جريحاً بينهم العديد من الشبان. وتبنت الاعتداء مجموعة صغيرة منشقة عن الجيش الجمهورى الإيرلندي. ووقع الاعتداء وسط عملية السلام التى كانت جارية فى إيرلندا الشمالية بعد أربعة أشهر على توقيع اتفاقات إبريل 1998 المعروفة باتفاقات الجمعة العظيمة. - إسبانيا 19 يونيو 1987 اعتداء بالسيارة المفخخة نفذه تنظيم إيتا الانفصالى الباسكى فى مرآب مركز تجارى فى برشلونة (شمال شرق) يوقع 21 قتيلاً و45 جريحاً. - إيطاليا 2 أغسطس 1980 انفجار قنبلة فى قاعة الانتظار فى محطة بولونيا (شمال) يوقع 85 قتيلاً و200 جريح. وكان الاعتداء الاكثر دموية فى تاريخ إيطاليا. وحكم على اثنين من عناصر مجموعة إرهابية من اليمين المتطرف بالسجن المؤبد لكنه لم يتم التعرف إلى مدبرى الاعتداء.