صدر عن مشروع "كلمة" للترجمة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كتاب "الخوف من البرابرة"، للفيلسوف الفرنسي البلغاري تزفيتان تودوروف، ترجمة د. جان جبّور. ووفقا لصحيفة "العرب" اللندنية يبتعد مؤلف الكتاب عن نظرية "صدام الحضارات" أو بالأحرى يتجنّب الإطار الأيديولوجي لهذه النظرية، ليبحث في النزاعات والصراعات التي يشهدها عالمنا اليوم، محللاً أبرز الاتجاهات الثقافية والفكرية والسياسية التي تتشكّل منها هذه الصراعات، والتي تهدّد بالمزيد منها في السنوات والعقود القادمة. والكتاب عبارة عن عرض تحليلي يجعلنا المؤلف من خلاله نجتاز قروناً من التاريخ الأوروبي، ملقياً الضوء على مفاهيم البربرية والحضارة، الثقافة والهوية الجماعية، لكي يفسّر الصراعات التي تتواجه فيها اليوم البلدان الغربية مع سائر أنحاء العالم. يقول تودوروف "إن صدام الحضارات قد يكون على هذا النحو: الديمقراطيات الغربية من جهة، والإسلام من الجهة الأخرى. عالمان متقوقعان في اختلافاتهما التاريخية والثقافية، والدينية ولذا فهما محكومان بالصراع. إزاء التهديد لا يعود هناك مجال للحوار أو للاختلاط. وما من خيار سوى التشدّد، لا بل الحرب.. وبكل الوسائل المُتاحة". ويرى أن الغرب في سعيه لدحر "البرابرة" معرض لأن يصبح مثلهم، بل إن العالم بأسره مُهدّد بمثل هذا المصير، ما لم يفهم بالضبط العناصر المكونة للنزاعات العالمية، ويجد طرقاً خلاقة لحلها. يقول تودوروف: "إذا كان لزاماً علينا الدفاع عن الديمقراطية، فإنه لأمر جوهري كذلك ألا ندع الخوف يسيطر علينا ويدفعنا الى ردود فعل مُفرطة. لأن التاريخ يُعلّمنا أن الدواء قد يكون أسوأ من الداء".