نظم «التحالف العالمي للأديان والسلام»، في مقره بوسط لندن، ندوة حول حوار الأديان تحت عنوان: «الإيمان طريق الأمل والحب»، وتحدث خلال الندوة ممثلون عن 5 أديان هي الإسلام والمسيحية والبوذية والسيخية والهندوسية، هم العالم الإسلامي العراقي، سيد يوسف الخوئي، والباحث المسيحي، جاستين براند، والراهب البوذي، فراماها باتساكورن بايوباسو، ورجل الدين الهندوسي، أكاريا سونيراو، والراهب السيخي، جاجراج سيناغ. الندوة أدارها كريس ماثيو وحضرها عدد كبير من المهتمين بحوار الأديان من بريطانيا وإيطاليا وجنوب أفريقيا والصين والهند والعراق ومصر والأردن وفلسطين، السبت، وتناول المتحدثون مفهوم الحب في كل دين وضرورة الوصول إلى الله من أجل سعادة الإنسان وشعوره بالطمأنينة، كما تطرق النقاش للبحث عن أرضية مشتركة للتفاهم والتعايش السلمي بين الأمم على مختلف معتقداتهم. وخلال فقرة أسئلة الجمهور، فوجئ المتحدثون على المنصة، بسؤال من شاب بريطاني لم يبلغ العشرين من عمره، لا يزال يدرس في إحدى جامعات بريطانيا، سألهم قائلا: «أعتذر لكم جميعا فأنا لم أستطع اعتناق أي دين، لقد حاولت لكنني غير مقتنع، ولا أعاند فكرة الإيمان بل أريد أن أؤمن، أريد منكم فقط أن تقنعوني الآن ثم أرشدوني إلى أفضل الأديان بالنسبة لي». سؤال الشاب أصاب المنصة بالدهشة، ثم بدأ كل عالم دين يقنعه بوجود الله، قال له الراهب الهندوسي: الطعام الذي تأكله من أين يأتيك؟ بالتأكيد شخص ما يحضره لك، ثم أشار إلى المنضدة وقال له: «هذه المنضدة.. هل خلقت نفسها؟ بل هناك نجار صنعها، كذلك الشمس والقمر والسحب والمحيطات والنجوم الضخمة كل هذه الأشياء بالتأكيد هناك اله صنعها، وهذا الإله جدير بأن نعبده لأنه يرعانا ويحمينا من الكوارث». ثم قال له العالم الإسلامي ردا على سؤال الطالب: «الإيمان بالله مهم جدا للإنسان كي يشعر بالطمأنينة والاستقرار، وليدرك أن المظالم لا تموت، وعند الله تجتمع الخصوم ليعطي كل ذي حق حقه، الإيمان ضرورة لكل إنسان، ولذلك بعث الله الرسل ليهدونا للإيمان». وعن أنسب الأديان له، قال الراهب السيخي: «كل الأديان توصلك إلى الله، أنت من يحدد أنسب الطرق، المهم أن يمتلئ قلبك بالمحبة، وأن تتعايش بسلام مع من اختاروا دينا آخر، أو اعتنقوا دينا آخر أو ولدوا على دين آخر، هذا العالم له إله واحد تدعو له كل الديانات، يجب أن تدرك ذلك جيدا، وينبغي عليك أن تختار ما يناسبك». ثم سأل أحد الجمهور سؤالا آخر: «إذا كانت الأديان مهمة للبشر ومفيدة فلماذا إذن تسببت في نزاعات وحروب وراح ضحيتها مئات الآلاف؟» فأجابه عالم الدين البوذي بأن «المشكلة ليست في الأديان وإنما في الفهم الخاطئ للأديان»، ثم قال الباحث المسيحي، جاستين براند: «كل الأديان الكبيرة تؤمن بالسلام ولكن الغلو في الدين والتشدد في إحكامه يقود إلى التطرف ونبذ الأخر ومن ثم التعصب الذي يتحول إلى العنف». وتطرق النقاش للحديث عن تنظيم «داعش» المتشدد، فقال العالم الإسلامي، سيد يوسف الخوئي: «هؤلاء يفسرون الدين تفسيرات خاطئة، لا يدركون تطورات العصر، يتصرفون وكأنهم عام 600 ميلادية، إذن المشكلة ليست في الإسلام أبدا، المشكلة في التفسير الخاطئ للإسلام، بينما الدين الإسلامي برىء من العنف ويحث على المحبة والسلام، وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تؤكد معنى وأهمية السلام في التعايش السلمي بين الشعوب». وفي نهاية الندوة، حرص الحضور على التقاط عدد من الصور التذكارية مع ضيوف المنصة، وتشابكت الأيدي في لحظات حميمية تعبر عن السلام وقيم التعايش بين الموجودين على اختلاف معتقداتهم وألوانهم.
