.. ومن الزميل الأستاذ فوزي مخيمر نائب رئيس تحرير الأخبار تلقيت التعقيب المهم التالي: - تابعت مقالكم اليومي بالأخبار حول خطبة الداعية السعودي الدكتور عدنان الخطيري في أحد مساجد إمبابة وخاصة ما يتعلق بدعوته لإقامة دولة إسلامية في مصر، في وقت تعمل فيه السعودية نفسها وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل إقامة ورعاية الحوار بين الأديان، والتعاون المشترك بين اتباع الفلسفات الوضعية. وقد حظيت بحضور مؤتمرين كبيرين. الأول في مكةالمكرمة: حيث عقد »المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار« لمناقشة الحوار والتعاون في المشترك الإنساني مع اتباع الفلسفات الوضعية المعتبرة التي تتبعها شعوب كثيرة في بلدان شرق آسيا وجنوبها، بالإضافة إلي أتباعها المنتشرين في أنحاء العالم وهو المؤتمر الأول من نوعه إذ أن هذه الشعوب تمثل ثقلا بشرياً كبيراً ومنها أتباع الهندوسية والبوذية والسيخية والشنتونية، وغيرها من الفلسفات الوضعية، ومن ثم فإنه من الأهمية الحوار مع هذه الفئات من شعوب العالم نحو ملياري نسمة يعيشون في الصين والهند واليابان وسيريلانكا والكوريتين وغيرها. والثاني في »مدريد«. وهذا ما أكده د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي من »أهمية التواصل والتعاون والحوار مع أتباع الثقافات والفلسفات المعتبرة، وأن حوار المسلمين معهم وممثليهم يُسهم في تعريفهم بالإسلام، وما فيه من مبادئ الخير والبر والتفاهم والحث علي التعايش المشترك، والتعاون علي مواجهة التحديات وتحقيق العمل الإنساني المشترك في عمارة الأرض، وأن التعريف بالإسلام في أوساط هذه الفئات جعل كثيراً منهم يدخلون في دين الله الخاتم«. أما »رابطة العالم الإسلامي« فقد عقدت مؤتمرها العالمي للحوار في العاصمة الاسبانية »مدريد« الذي وجه بعقده خادم الحرمين الشريفين تأكيداً علي أهمية الحوار العالمي. وجاءت كلمة العاهل السعودي في مؤتمر مدريد قوية ومؤثرة ومفاجئة للعالم وليس للحاضرين فقط، عندما قال: »جئتكم من مهوي قلوب المسلمين من بلاد الحرمين الشريفين، حاملاً معي رسالة من الأمة الإسلامية ممثلة في علمائها ومفكريها الذين اجتمعوا مؤخراً في رحاب بيت الله الحرام. رسالة تعني بأن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح. رسالة تدعو إلي الحوار البناء بين أتباع الأديان. رسالة تبشر الإنسانية بفتح صفحة جديدة يحل فيها الوئام بإذن الله محل الصراع«. وأضاف الملك عبدالله قائلا: »إننا جميعا نؤمن برب واحد بعث الرسائل لخير البشرية في الدنيا والآخرة، واقتضت حكمته سبحانه أن يختلف الناس في أديانهم ولو شاء لجمع البشر علي دين واحد، ونحن نلتقي اليوم لنؤكد أن الأديان التي أرادها الله لإسعاد البشر يجب أن تكون وسيلة لسعادتهم لذلك علينا أن نعلن للعالم أن الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلي النزاع والصراع، ولنقول إن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان ولكن بسبب التطرف الذي أبتلي به بعض أديان كل دين سماوي وكل عقيدة سياسية«. وينهي الزميل الأستاذ فوزي مخيمر رسالته قائلا: »حقاً.. لحظات تاريخية أن يقف خادم الحرمين في هذا الجمع الدولي نحو خمسمائة والفريد في نوعه، وعلي مرأي ومسمع من العالم ليصافح الجميع من أتباع الديانات السماوية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية من الرموز الدينية: مشايخ وعلماء، وقساوسة ورهبان، وحاخامات، وبوذيين، وهندوس، وكونفوشيوسية.. ليعلن أن الإسلام يحترم كل الأديان ويقدر أصحاب الفلسفات الوضعية المعتبرة«. شكراً للزميل فوزي مخيمر علي هذا التوضيح، وأتمني أن تلقي حقائق الأديان وسماحتها ووسطيتها التي أكدها، وركز عليها، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله صدي إيجابيا لدي بعض علماء، ودعاة، الأديان السماوية لعل وعسي يتخلي هذا البعض عن أفكار ودعوات بعيدة كل البعد عن هذه الحقائق، وكثيراً ما تسببت في احتقانات وفتن وصراعات.