أعلن رسمياً عن سبب اعتقال فنان السينما الإيرانى العالمى جعفر بناهى، قال محمد حسينى، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامى فى إيران، فى تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: «سألنا السلطات الأمنية عن سبب اعتقال بناهى، فقالوا إنه كان يصنع فيلماً ضد النظام بعد الأحداث التى أعقبت انتخابات رئاسة الجمهورية»، والمقصود مظاهرات الاحتجاج على نتائج الانتخابات التى جرت فى 20 يونيو 2009، وفاز فيها أحمدى نجاد، حيث اعتبرتها المعارضة نتائج مزورة. هذه هى المرة الأولى التى يعلن فيها رسمياً عن سبب اعتقال بناهى منذ أول مارس الماضى، أو بالأحرى السبب الحقيقى للاعتقال، فقد سبق أن صرح النائب العام فى إيران بأن السبب لا علاقة له بالسينما، أو كون بناهى مخرجاً للأفلام!، وقالت زوجة الفنان الذى ساهم مساهمة بارزة فى وضع السينما الإيرانية المعاصرة على خريطة السينما العالمية إنه عندما اعتقل كان يصور فيلماً داخل المنزل، ولا علاقة له بالأحداث. كان بناهى قد سافر إلى مهرجان مونتريال فى أغسطس، والتقى المعارضة فى الخارج وارتدى الكوفية الخضراء، وهو لون «الثورة الخضراء»، التى قادها حسين موسوى الذى نافس نجاد فى الانتخابات ولكن بناهى عندما تلقى دعوة من مهرجان برلين فى فبراير منع من السفر. وفى الوقت نفسه، مع الإعلان عن سبب اعتقال بناهى، منعت السلطات محمد خاتمى من السفر إلى طوكيو لحضور مؤتمر عن نزع الأسلحة النووية، وهو الذى رأس الجمهورية الإيرانية لولايتين متعاقبتين بين 1997 و2005، وكان خاتمى قد انتقد قمع مظاهرات الاحتجاج بعد الانتخابات، وطالب بالإفراج عن المعتقلين، واتهم السلطات ب«الكذب» و«المغامرة» فى السياسة الخارجية، خاصة فى قضية الملف النووى، وتعرض خاتمى مع موسوى الرئيس الأسبق لمجلس الوزراء، ومهدى كروبى، الرئيس الأسبق لمجلس الشورى، وأنصارهم الذين يرفضون نتائج الانتخابات لاعتداءات معنوية وجسدية. وقد وقع 50 سينمائياً إيرانياً أغلبهم يعيشون فى المنفى، على رأسهم عباس كياروستامى، بياناً طالبوا فيه بالإفراج عن بناهى وغيره من السينمائيين المعتقلين فى إيران، وفى المؤتمر الصحفى الذى عقد فى باريس يوم الخميس الماضى، لإعلان برنامج مهرجان كان ال63 (12 23 مايو) أعلن جيل جاكوب، رئيس المهرجان، أنه وجه دعوة رسمية إلى بناهى للاشتراك فى إحدى لجان التحكيم. [email protected]