«بصمات إيران تبدو واضحة على كافة الصواريخ التي تستخدمها (حماس)»، كان هذا تعليق مسؤولون إسرائيليون وخبراء أمنيون على نجاح حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في إطلاق عدد كبير من الصواريخ، خلال الأيام الماضية. السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، أوضح أن «إيران تفعل كل ما بوسعها منذ فترة لإيصال الصواريخ إلى غزة»، وأضاف: «إيران تدعم (حماس) بقوة بالطبع، كما أن تنظيم (الجهاد الإسلامي) يعتبر تنظيما مملوكا بالكامل للدولة الفارسية». وتابع« ديرمر»: «(حماس) تمكنت أيضا من زيادة نسبة الصواريخ المصنعة محليا، ورغم أن صواريخها الأهم والأشد تأثيرا تأتي من الخارج، إلا أن بصمة إيران ظاهرة حتى في الصواريخ المصنعة محليا، وخاصة تلك التي يستخدمها تنظيم (الجهاد)، حيث يقول مصدر في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن إيران أمدت الفصائل الفلسطينية بالمعرفة اللازمة لتصنيع الصواريخ محليا» ورغم أن إسرائيل بالفعل من إيقاف شحنة من صواريخ طويلة المدى كانت مرسلة من إيران إلى «حماس»، إلا أن المسؤولون الإسرائيليون يعتقدون أن هذه الصواريخ ليست الوحيدة لأن «حماس» تستخدم صواريخا مماثلة لتلك التي تمكت مصادرتها بالفعل في العمليات العسكرية الجارية حاليا. وتقول مجلة «تايم» الأمريكية إنه على الرغم من أن الحرب بين غزة وإسرائيل «ساخنة» إلا أنها تعكس حربا باردة أخرى بين إسرائيل وإيران، حتى أن أحد المعلقين في صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية قال: «على الرغم من أن إسرائيل يبدو وكأنها تستهدف الساحة الفلسطينية إلا أنها في الواقع تحاول ضرب الأدوات الإيرانية في المنطقة»، و أشار مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته، إلى أنه «يجب أن يتم التفاوض مع إيران في وقف دورها كمحرض على العنف في المنطقة من خلال إمداد المنظمات المناهضة لإسرائيل بالسلاح». وتضيف المجلة أن «الخبر الجيد لإسرائيل في هذا الشأن أن عمليات تهريب الأسلحة إلى (حماس) تأثرت كثيرا بالإطاحة بالرئيس المعزول، محمد مرسي، خاصة في ظل معاداة نظام السيسي لحركة (حماس) وتدميره للكثير من الأنفاق». ويقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، إد رويس: «السؤال المحوري من هو من يعطي (حماس)التمكين والقدرة على العمل؟.. والإجابة هنا واضحة للغاية: إنها إيران».
