كشف مسؤول عسكري كبير في حركة الجهاد الإسلامي أن حركته تمتلك آلاف الصواريخ وانها قادرة على استهداف مدن في العمق الاسرائيلي في حال قامت اسرائيل بعمليات اغتيال جديدة في قطاع غزة. وقال أبو إبراهيم احد ابرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد في مقابلة لوكالة فرانس برس "اذا استهدف الاحتلال اي قيادي من اي فصيل فلسطيني او اي مدني سترد السرايا بقوة وستوسع دائرة الرد الى ابعد من اسدود".
واضاف ان "العدو يدرك الى اي مدى تصل صواريخ السرايا". واكد المسؤول العسكري نفسه ان قدرات حركته العسكرية "زادت تطورا كما ونوعا" موضحا ان الحركة تمتلك "الاف الصواريخ". واشار الى ان هذه الصواريخ تتمتع "بدقة كبيرة بفضل السلاح المتطور" الذي حصلت عليه السرايا مستغلة "بعض التسهيلات بسبب الثورات وخصوصا سقوط النظام المصري".
وتفيد مصادر قريبة من الفصائل الفلسطينية في غزة ان هذه الفصائل "ومنها سرايا القدس تمتلك عددا من الصواريخ من نوع فجر-3 وفجر-5 يصل مداها الى ستين كلم وحتى 110 كلم". واشارت المصادر نفسها الى انه بعد "اطلاق صاروخ سام-7 على مروحية في اغسطس الماضي غابت المروحيات عن الجو في المعركة الاخيرة".
والمح المسؤول العسكري في سرايا القدس الى ان حركته لديها ما يمكن ان يجبر الطائرات المروحية على الامتناع عن التحليق في اجواء غزة، لكنه رفض تاكيد امتلاكها صواريخا مضادة للمروحيات الهجومية. من جهة اخرى، قال المسؤول نفسه ان "غزة تحملت حربا شرسة (نهاية (2008- بداية 2009) ولن تنكسر والمقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها وشعبها"، مؤكدا ان حركته استفادت من "التجربة والخسائر استطاعت دعم وتطوير وحدتها الصاروخية بصواريخ بعيدة المدى".
واضاف ابو ابراهيم الذي كان يرد على سؤال عن الرد الاسرائيلي المحتمل في حال اطلاق صواريخ على مدن اسرائيلية انه "في حال تطور العدوان ممكن ان تستخدم صواريخ تصل المدن ما بعد بعد اسدود" التي تبعد نحو 35 كلم عن غزة و نحو 30 كلم عن تل ابيب.
وتابع "لكل معركة ظروفها. نستخدم صواريخ محلية او هاون او عبوات موجهة حسب حجم العدوان". واوضح ان سرايا القدس قامت "بتعديل احداثيات الصواريخ" للافلات من نظام الاعتراض الاسرائيلي المعروف بالقبة الحديدية الذي اسقط عشرات الصواريخ.
وتابع ان السرايا تستخدم "70 % من الصواريخ المصنعة محليا في وحدة الهندسة الخاصة بسرايا القدس والان لدينا صواريخ موجهة ودقيقة توازي صواريخ غراد تم استخدامها في الرد على العدوان الاخير واعتقد الاحتلال انها غراد".
وكانت اسرائيل شنت سلسلة غارات خلال اربعة ايام على قطاع غزة اسفرت عن سقوط 25 قتيلا بينما اطلقت سرايا القدس اكثر من مئتي صاروخ على اسرائيل، قبل التوصل الى تهدئة فجر الثلاثاء بوساطة مصر. وعبر المسؤول العسكري في سرايا القدس عن اعتزازه "بتوازن الرعب" الذي حققته حركته مع اسرائيل في جولة العنف الاخيرة.
وقال "لا نسعى لايقاع قتلى اسرائيليين من صواريخنا. نحن نبحث عن توازن الرعب فقط. رسالة الرعب اهم لدينا من القتل: ان يبقى مليون ونصف في الملاجئ ونسمع استغاثاتهم انهم يتوجعون مثل شعبنا". واوضح ان سرايا القدس ردت في التصعيد الاخير "اغتيال زهير القيسي" امين عام لجان المقاومة الشعبية التي تعتبر حليفا لحركته.
وقال "لم ننتصر على اقوى رابع جيش في العالم لكن الهزيمة اقر بها العدو فهو لاول مرة يتعهد" للوسيط لمصري "بوقف الاغتيالات بعدما كان في السابق تهدئة مقابل تهدئة". واضاف "لا نثق بالاحتلال وندرك انه لا يلتزم لكننا سنفاجئ الاحتلال اذا ارتكب حماقة بتوسيع دائرة الرد".
وحول عدد عناصر السرايا، قال انه "بالالاف ولدينا سرايا ومجموعات عسكرية وعناصر مجهزة ومدربة بالتدريبات المتطورة جدا ولديها الاحتياطات الامنية اللازمة لادراكنا بغدر العدو". واكد ان حزب الله اللبناني "داعم اساسي" لحركته خصوصا "بتسهيل التدريبات للمجاهدين".
كما اعترف بالدعم الايراني "الكبير" لحركته. وقال ان "ايران هي الداعم الاوحد في بعض المراحل خاصة لاسر الشهداء والجرحى وجمعيات خيرية تابعة للفصائل بما فيها الجهاد"، مؤكدا ان "الاحداث في سوريا لم تؤثر على علاقتنا او الدعم من ايران". لكنه نفى حصول حركته على اسلحة ايرانية، قائلا ان "العدو يعرف الاسلحة التي نملكها ومنها صواريخ روسية". كما نفى وجود "اي تنسيق مع جهات او مجموعات في الخارج سواء في سيناء (بمصر) او غيرها".
وحول تكهنات باحتمال شن هجوم عسكري على ايران، قال ان "ايران ليست بحاجة لنا ولا لغيرنا. انها بلد قوي عسكريا ونستبعد ضربها عسكريا بسبب الظروف الاقليمية". واضاف ان "معركتنا الاساسية في فلسطين لكن اذا ضرب العدو الصهيوني ايرانوغزة معا فسنرد بقوة".