معايشة داخل منزلين في الكوم الأخضر والمريوطية

تراكم الأطباق المتسخة، في حوض المطبخ، لم يعد به مكان لأى طبق جديد، وتُخزن الملابس المتسخة، في وعاء كبير تضعه أمام غسالة يدوية، استعدادا لغسلها فور عودة المياه في أي وقت، هذا هو حال عزة عبدالغفار، من سكان الكوم الأخضر، التي أجبرها انقطاع المياه على ركن الغسالة الأوتوماتيك وشراء أخرى يدوية.
وتستكمل عزة، وهى أم ل3 أطفال،:«نفسنا نلاقى حلا لمأساتنا، أنا عندى أطفال محتاجين أغير لهم كل شوية، وببقى عايزة أحميهم في الحر ده، وبضطر أقعدهم 3 أيام من غير ما يستحموا»، وأضافت:«ده غير إنى بقيت بطبخ بالكوز وحاسة إننا رجعنا 100 سنة لورا».
ويقول زوجها عمرو العروسى: «أنا صاحب العمارة إللى أنا ساكن فيها، والسكان طالعين نازلين محملنى مسؤولية انقطاع المياه وبقولهم لو لقيتوا عندى مياه تعرفوا إنى إللى قاطعها».
وأضاف:«الحل الأخير بالنسبة لى إنى أركب طرمبات مياه أو ماسورة تحت الأرض لجلب المياه؛ فلا يوجد حل للتغلب على أزمة المياه غير ذلك».
«إحنا بقينا بنستحمى بالكوز، على الأرض، زى الأرياف.. بنملى البانيو ميه وناخد منه بالكوز»، كلمات رددتها فاطمة بدر، التي تسكن في المريوطية، لتصف حياتها دون مياه، فالمياه تأتى ساعتين فقط صباحا، وساعة مساء، على حد قول فاطمة، من سكان المريوطية.
وأضافت:«أنا اخترعت حنفية لجركن المياه، ما يتيح لى فرصة الضغط عليه وسكب المياه على المواعين، وذراعى تخدل وتعبت جدا من هذا الوضع المستمر منذ شهر ونصف».
وتابعت فاطمة:«ذات يوم قررت انتظار المياه ومراكمة المواعين حتى تأتى في أي لحظة وأغسلها، وقبل تصبين المواعين انقطعت المياه، خلال أقل من نصف ساعة، وغسيل الملابس أصبح أمراً مرهقاً، لأننى أصبحت أقف طوال فترة الغسيل أمام الغسالة الأوتوماتيك بكوز المياه، واتحرق من قلة المياه».
وأوضحت فاطمة:«أنا بقيت بشترى مياه للشرب ب30 جنيهاً، لا تكفى أسرتى أسبوعا، فأصبحنا ندفع فاتورة عداد المياه بجانب فاتورة المياه المعدنية.. يعنى ميزانية تانية»، وقالت بسخرية:«حتى ابنى متبهدل جدا يا دوب، بيصحى يغسل وجهه وينزل على شغله يستحمى هناك».
وتابعت:«أنا عايزة المحافظ يقول لنا نعمل إيه، ورمضان داخل علينا بعد كام يوم.. ولو زوجته تحتمل حالنا سأكون على أتم استعداد لتحمل هذا الوضع».
وتقدم زوجها خالد الشافعى، بشكاوى لشركة المياه وشبكات الجيزة، لترسل الشبكة أفرادا لتنظيف المواسير، متوقعين انسدادها، وينتظر خالد وجيرانه المياه مُحملين بسراب عودتها.
وقال خالد:«توجهنا إلى أحد المسؤولين في شبكات المياه ليقول لنا:«المياه لم تزد منذ سنوات، بينما تزيد المبانى، ما يزيد الاستهلاك»، ويستطرد:«لا نعرف ما العمل، فأنا أقترح على زوجتى تأجير شقة في أي مكان به مياه، لحل هذه الأزمة».