اتفق عدد من قيادات الأحزاب على أن مشاركة الناخبين فى التصويت فى الانتخابات الرئاسية لم ترتق إلى المستوى المطلوب، وكانت متوسطة، إلا أنهم اختلفوا فى أسباب هذا العزوف، فمنهم من أرجع الأمر إلى ارتفاع حرارة الجو، ومنهم من يرى أن انحصار المنافسة بين مرشحين جعل الأمر محسوما، وبالتالى عزف الناخبون عن التصويت. قال محمود العلايلى، عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار، إن الناس كانت تنتظر أن يكون عدد المصوتين كبيرا مقارنة بمعايير النزول فى ثورة 30 يونيو و3 يوليو، وهنا يجب أن نوضح أن الواقع الثورى يختلف عن الواقع الانتخابى والديمقراطى. وأضاف «العلايلى» فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أن الانتخابات لم تكن تنافسية بأى حال من الأحوال لانحصارها بين اثنين فقط من المرشحين، وهو ما جعل الانتخابات تبدو محسومة لمرشح بعينه وهو المشير السيسى. وأوضح عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار أن هذا الاستحقاق خال من الاستقطابات والتنافسية والعداء، وبالتالى الشعب لم يكن لديه الدافع القوى للمشاركة فى الانتخابات. وقال طارق تهامى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن ضعف المشاركة يرجع لعدة عوامل، أبرزها أن الخطاب الإعلامى كان يوحى بحسم المعركة قبل بدايتها، ما جعل الكثيرين يشعرون أن المسألة محسومة، وبالتالى لا داعى للنزول فى ظل الطقس الحار. ولفت «تهامى» إلى أن هناك كتلة كبيرة ممن يحق لهم التصويت أصبحت مشوشة بسبب وجود مرشحين فقط، وفى مثل هذه الظروف تقل نسبة المصوتين، لأنه من المعروف أنه فى الدوائر الانتخابية التى يترشح فيها مرشحان فقط تقل فيها نسبة المصوتين. ويرى الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر للشؤون السياسية، أن نسبة الحضور مقبولة بشكل ما، وإن كان يوم التصويت مقسوما إلى نصفين: النصف الأول تتراجع فيه نسبة الإقبال، وهذا أمر متوقع فى ظل درجة الحرارة الشديدة، أما النصف الثانى فجاء فيه الإقبال كبيرا، لافتا إلى أن ظاهرة غياب الشباب تحتاج إلى دراسة عميقة، ولاسيما أن غالبية الطوابير الانتخابية من السيدات وكبار السن.
