قال محللون سياسيون إن المشير السيسى سيختار رجال القصر حال فوزه بمنصب الرئيس من ذوى الثقة فى البداية، ثم ذوى الكفاءة تدريجياً، مشددين على أن الشعب وضع شروطاً لهم بحيث يكونون من غير المنتمين لنظام مبارك أو الإخوان أو الإسلاميين، وأن ذلك سيحدد مصداقية المشير، مطالبين باستبعاد أعضاء حملته الانتخابية من مناصب القصر الرئاسى، وعلى رأسهم عمرو موسى. يرى الكاتب الصحفى صلاح عيسى أن السيسى سيبحث عن الكفاءة، بغض النظر عن أى معيار آخر، وليس بالضرورة أيضاً أن يكون رجال القصر من أعضاء حملته، متوقعاً أن يعيد السيسى الجهاز الفنى الرئاسى الذى كان منظماً جداً فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وغلب عليه الارتباك فى عهد السادات، ثم سادت فيه فكرة أهل الثقة فى عهد مبارك. ولفت «عيسى» إلى أهمية الجهاز الفنى الرئاسى، الذى يقتضى بالضرورة أن يكون أعضاؤه من ذوى الكفاءة العالية، لأن الدور المنوط به مهم للغاية، فهو من يساعد فى صنع القرار، ودراسة المواضيع المقترحة، انطلاقاً من السياسة العامة للدولة، لذلك لابد أن يستند بالدرجة الأولى إلى الكفاءة. ونوه «عيسى» إلى أن السيسى لن يستطيع أن يتجاهل فكرة أهل الثقة، حتى ولو لفترة مؤقتة، مشدداً على أن فكرة الجهاز الفنى واختيار الكفاءات أمر نُصرُّ عليه كمواطنين، لأنهم سيكونون واجهة الرئيس، وهم الضمانة الوحيدة لنا فى أنه سيتخذ قراراً صحيحاً، خاصة أن تجربتنا مع المعزول مرسى وتجاهله للأجهزة الفنية ومؤسسات الدولة كانت تجربة سيئة. ورأى الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، أنه من المحتمل أن يضع المشير كل أفراد حملته تحت الاختبار، من ينجح فيهم قد يكون له مكان فى القصر إذا ما أثبت جدارته، مؤكداً أن هناك وجوهاً لابد من استبعادها على رأسهم من كانت لديهم علاقة وثيقة بالحزب الوطنى. وقال إن المواطنين لديهم شروط، أولها عدم العودة لنظام مبارك تحت أى ظرف، حتى ولو كانت الأسماء التى سيستعين بها أهل كفاءة، لأنه إذا حدث ذلك لن يصدق الناس المشير وستحدث ردة قد لا يحمد عقباها، وثانيها استبعاد كل من ينتمى للإخوان أو الإسلاميين، معتبراً أن الشرط الأهم أن يكون من يتم اختياره من أصحاب الخبرة والكفاءة. فيما طالب سمير غطاس، المحلل السياسى، المشير السيسى باستبعاد كل أفراد حملته من أى منصب فى المستقبل، مشدداً على أنه يجب استبعاد عمرو موسى تحديداً، لأنه يتحمل مسؤولية توريط المشير فى أعضاء الحملة، التى تعد أفشل حملة عرفها تاريخ الانتخابات فى العالم، وهى التى كانت مسؤولة بشكل رئيسى عن إخفاق «موسى» فى الانتخابات الرئاسية الماضية. كما طالب «غطاس» بالاستعانة بالدكتور هانى عازر، خبير الأنفاق العالمى، والدكتور هانى النقراشى، خبير الطاقة المتجددة، والدكتور حسن الشاعر، خبير الزراعة، والدكتور تامر هيكل.
