قال أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية المؤقت، إن الإقبال على الاستفتاء كان «مبشرًا جدًا»، متوقعًا خوض خوض جماعة الإخوان المسلمين الانتخابات البرلمانية المقبلة قوائم أو أفرادا. وأضاف «المسلماني»، في حوار لصحيفة «الشرق الأوسط اللندنية»، في عدد السبت، أن «الاستفتاء على الدستور الجديد بدأ بخبر سيئ وآخر جيد، السيئ هو الحادث الإرهابي أمام إحدى محاكم الجيزة في منطقة إمبابة، ووقع مبكرا في نحو الساعة السابعة، وقامت به جماعة (الإخوان) كضربة استباقية تهدف إلى محاولة تحجيم القبول على الاستفتاء، ورغم معرفة المواطنين بالحادث، فإنهم لم يعطوه أهمية، وتوجهوا إلى صناديق الاقتراع، وبكثافة عالية، وهذا أعده نجاحا كبيرا جدا، والخبر الجيد هو وصول مؤشر البورصة إلى أعلى مستوى له منذ عام 2010 مع فتح لجان الاستفتاء، وبالتالي فالخبر الجيد يعطي أملا للمستقبل، وتجاوز الخبر السيئ يعطي النتيجة نفسها»، بحسب قوله. وأشار إلى أنه متفائل بالنسبة للمستقبل القريب والبعيد، وأن الأسوأ أصبح من الماضي، موضحًا أن «الخطوة المقبلة إما انتخابات رئاسية أو برلمانية، وسيحدد الرئيس ذلك». وأوضح أنه تحدث مع المستشار عدلي منصور حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأنه لم يقرر بشكل نهائي أيهما أولا، مضيفًا: «هناك اتجاه بأن تكون الرئاسية أولا، وهذه رغبة حزب الوفد وحزب الجبهة والتيار الشعبي وقوى سياسية أخرى، وهناك من يرى إبقاء الخارطة كما هي، وهذه رؤية التحالف الشعبي وبعض الأحزاب اليسارية وحزب النور والقوى السياسية الأخرى». وأوضح أنه يظن أن «منصور» سيحسم أمر أيهما أولا قريبا، بعد إعلان نتيجة الاستفتاء، لأنه «لا يوجد وقت كثير، فكل هذا ينبغي أن يطبق في ظرف 5 أشهر تقريبا، أي 150 يوما، ليكون لدينا رئيس وبرلمان». وتابع: «انتخابات البرلمان والرئاسة، أيا كان الترتيب، في كل الأحوال نتحدث عن أن الفارق بينهما سيكون شهرين وبضعة أيام، عموما المائة يوم المقبلة هي الحاسمة، فيما يتعلق بخريطة المرشحين للرئاسة وأيضا خريطة الأحزاب التي ستدفع بمرشحيها للانتخابات البرلمانية، وبالتالي دخلنا بالفعل معركة المائة يوم الحاسمة بالنسبة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية». وعن اعتبارات الرئيس في اتخاذ قراره، أوضح أن «الرئيس لديه طلبات من هذا الاتجاه، وطلبات من الاتجاه الآخر، وعندما جلس الرئيس أربع جلسات مع القوى المختلفة، كان أغلب الاتجاه للانتخابات الرئاسية أولا، لكن هذه اللقاءات كانت استرشادية، لأنه جرى اختيار الشخصيات بطريقة منتقاة وليست لهم أسس تمثيلية، وبالتالي رأيهم غير ملزم للرئيس، إنما اتضح أن القوى السياسية التي كانت موجودة من مثقفين ومبدعين وأدباء وشباب وعمال وفلاحين وقادة أحزاب سياسية من كل الاتجاهات، كان المزاج العام لديها يميل للرئاسة أولا». وعن ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، للرئاسة، قال «المسلماني»: «أعتقد أن هناك فرصة كبيرة، وهذا منطقي، لأن الدول في أوقات الأزمات أو الصعود الكبير تحتاج إلى مواصفات قائد أكثر من مواصفات رئيس»، على غرار نموذجي شارل ديغول في فرنسا، وأيزنهاور، في الولاياتالمتحدة. وتوقع أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين «سيخوضون الانتخابات المقبلة في حالة القوائم أو الفردي ويتحالفون مع بعض الأحزاب الرسمية الموجودة في البلاد، وربما تتمكن المؤسسات السياسية من معرفة ذلك أو لا، لكنهم سيشاركون، وإذا ظهرت كتلة قوية فسيعلنون عن ذلك باسم جديد، لأن القانون يجرم الجماعة، إنما لو حدثت خسارة فادحة لهم فهم لن يعلنوا عن ذلك، لكنهم سيحاولون أن يكون هناك تمثيل لفكر الجماعة داخل مجلس الشعب». وبسؤاله عن إمكانية وجود تسوية سياسية مع «الإخوان»، ذكر أنه «بعد قانون الإرهاب (عد الجماعة تنظيما إرهابيا) لم يعد ممكنا أي تسوية مع هذا المصطلح (جماعة الإخوان المسلمين)، لأن هذه الجماعة بحكم القانون هي جماعة إرهابية، وبالتالي أصبح التفاوض السياسي وما إلى ذلك مستحيلا من الناحية القانونية والسياسية». وتابع: «في اللحظة الحالية يوجد أفراد كثيرون داخل الجماعة فيهم أمل أن يسقطوا الصورة التاريخية للجماعة، وأن يشكلوا تيارا إسلاميا معتدلا جديدا، ويكون جزءا من حياة الديمقراطية، ولا يمد يده لتنظيم القاعدة، وإنما يمد يده للتيار المدني،لكن هؤلاء الأفراد الكثر ليسوا بالقوة الكافية لعمل ذلك خلال عام 2014، وأن يقوموا بذلك أو يسقطوا الجزء العلوي للجماعة، إنما ذلك وارد مع الوقت، وهذه حركة التاريخ الطبيعية، لا أعتقد أن الجماعة ستستمر بصيغتها القديمة، وأعتقد أنه قريبا جدا سندخل إلى مرحلة ما بعد الإخوان». وعن رأيه الشخصي حول الاحتفال بثورات 23 يوليو أو 25 يناير أو 30 يونيو، قال «رأيي ألا نحتفل بها وإنما الاحتفال يكون باستقلال مصر عن بريطانيا في تاريخ 28 فبراير، وفي العالم كله يجري الاحتفال بعيد الاستقلال، وليس بتغيير الأنظمة السياسية، وحتى قبل ثورة يناير كان لدي اجتهاد بأنه لا ينبغي أن يكون 23 يوليو هو اليوم الوطني لمصر، مع أنني مؤمن بأن يوم 23 يوليو كان يوما عظيما في تاريخ مصر، وأؤيد ما جاء بعد ذلك».