«مسرح الشارع» ينقل الجمهور من الضحك إلى البكاء بعرض «شيزوفرينيا» عن الاعتصامات والانتخابات

استمتع جمهور منطقة المنشية و«الثغر»، على مدار ثلاثة أيام، بعرض مسرحى اختلطت فيه الضحكات بالدموع، من خلال مسرحية «شيزوفرينيا .. هنا وهناك»، التى عرضت من خلال مسرح «الشارع»، الذى يعتمد على الارتجال والكوميديا «السوداء» التى تصل بالمتفرج إلى حالة من «البكاء والحزن» والصدمة، عبر تأمله لحياته وما يدور حوله من أحداث، وهى الحالة الفنية التى عاشها جمهور ممر «الدكان»، التابع لمؤسسة «جدران» الثقافية بحى المنشية، خلال مشاهدتهم العرض المسرحى الارتجالى الذى قام ببطولته الممثل محمد منصور، وأخرجه أحمد أبوالنصر.
وحكى العرض، الذى يقوم «منصور» ببطولته بمفرده، قصة شاب مصاب بمرض نادر من «الشيزوفرينيا»، حيث يعيش بثلاث شخصيات فى وقت واحد، واكتشف مرضه اثنان من أشهر أطباء الأمراض النفسية فى العالم، بعد سفره إلى الخارج للعلاج على نفقة الدولة.
يبدأ العرض بدخول البطل وسط الجمهور مرتديا بنطلون «بيجامة» وقميصاً و«كرافات»، ناصحا بعدم التعامل مع يوسف صديقه «الغالى» الذى قام بالدخول معه فى «جمعية» بمبلغ جنيه كل يوم، وكان يفترض فيها حصول «منصور» على مبلغ 30 جنيها، إلا أن يوسف رفض إعطاءه المبلغ بالكامل، وأقنعه بالحصول على 20 جنيها فقط، بحجة أن باقى المبلغ تم استقطاعه تحت بند «ضريبة ادخار»، حتى لا يقوم مرة بادخار أى نقود فى المستقبل. ويتناول العرض ظاهرة «الاعتصامات» التى يقرر «منصور» القضاء عليها، فيهديه تفكيره لتنظيم اعتصامين بنفسه، واحد أمام مجلس الشعب، والآخر أمام مجلس الشورى، ثم يقوم عبر شخصيته الثالثة بالإبلاغ عن المعتصمين، طالبا الحصول على مكافأة نظير ذلك.
وبعد نتيجة انتخابات مجلس الشعب وفوز غالبية مرشحيه بمقاعد المجلس، يقرر عدم تنظيم أى اعتصامات أمام المجلس الخالى من المعارضة، ونقل الاعتصامات أمام الأمانة العامة للحزب الوطنى، الذى يسعد أعضاؤه باعتصامه أمامهم ويلتقطون معه الصور التذكارية، دليلا على الديمقراطية.
ولم يخل العرض من التطرق إلى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وما قدمه نائب الدائرة، التى يقيم بها منصور، من خدمات طوال ربع قرن، عندما يسأله منصور ويرد: «فاكر لما كنتم راكبين أتوبيس على الطريق الزراعى، وكان فى حادثة جرار وضربتلكم نور الكشافات عشان أحذركم»- واصفا الواقعة بأنها من الخدمات الجليلة التى قدمها النائب.
وعن فكرة العرض المسرحى، يقول بطله محمد منصور: «مسرح الشارع يقوم على فكرة الارتجال، وهو أصعب أنواع الفنون لأنه يقوم على فكرة يتم بناؤها وتحويلها لعرض مسرحى، وتزيد صعوبته بسبب تعامله مع جمهور غير مسرحى فى الأساس، وهو جمهور الشارع، لذلك لا يفترض أن تزيد مدة العرض عن 45 دقيقة».
وأضاف: «بعد انتخابات مجلس الشعب الأخيرة قمنا بتعديل بعض الخطوط العريضة للمسرحية عن العروض السابقة باعتبارها أحدث المجريات على ساحة الشارع السكندرى».
وقال المخرج أحمد أبوالنصر: «مسرح الشارع أصعب أنواع الفنون وأرقاها فى نفس الوقت، وأحد الفنون المنتشرة فى الخارج، وبحكم تواجدى فى لندن للدراسة ومناقشة رسالة الماجستير فى إدارة الفنون والسياسات الثقافية من إحدى الجامعات هناك، لاحظت أن كل ولاية ومدينة هناك، وبالخارج عموما لديهم مهرجان سنوى لعروض مسرح الشارع، وأتمنى أن يحدث هذا عندنا»، وأضاف: «كان يفترض أن يتم العرض منذ نحو شهر ولكننا قمنا بتأجيله لما بعد انتخابات مجلس الشعب، وقمنا بتوظيف بعض مشاهدات الانتخابات فى العرض الحالى، مقارنة بالعرض السابق منذ نحو 6 أشهر، وربما كان هذا سبب إقبال الجمهور على العرض واستمتاعه بدرجة فاقت تصورنا».