أعلنت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» الأربعاء المؤشرات الأولية لتقرير تناول تغطية عشرة مواقع إخبارية مصرية وعربية لانتخابات مجلس الشعب 2010، التي أجريت جولتها الثانية الأحد 5 ديسمبر. وبحسب الشبكة فإن التقرير الذي تعده الشبكة العربية هو الأول من نوعه عربيا، لمراقبة الإعلام الإلكتروني أثناء الانتخابات، وترصد فيه الأداء الإعلامي لعشرة مواقع وصفها بالمستقلة وهي: (المصري اليوم، اليوم السابع، الشروق، الجزيرة نت، العربية نت، المصريون، محيط، مصراوي، الأقباط المتحدون، أخبار مصر). لكن موقع «أخبار مصر» المصنف ضمن المواقع المستقلة يتبع قطاع الأخبار في التلفزيون الحكومي المصري. وقالت الشبكة في بيان على موقعها الإلكتروني الأربعاء إنه تم تقسيم المواقع حسب درجة حياديتها إلى مستويين: المستوى الأول المحايد بدرجة كبيرة وهي المواقع التي زادت درجة حياديتها عن نسبة 80 بالمئة وهي بالترتيب «أخبار مصر» بنسبة82.28 بالمئة، ثم «المصري اليوم» بنسبة 81.85 بالمئة، تليها «الجزيرة نت» بنسبة 81.82 بالمئة. وصنفت حيادية المواقع السبعة الأخرى في خانة «متوسطة الحيادية» حيث تراوحت نسبة الحيادية بين 50 بالمئة إلى 80 بالمئة. وحصلت «اليوم السابع» على درجة حيادية بلغت77.2 %، تلاها موقع أقباط متحدون بنسبة 75.60بالمئة ثم موقع محيط بنسبة 74 بالمئة ، وموقع مصراوي بنسبة 71.79 بالمئة، والمصريون بنسبة 65.38 بالمئة، فالشروق 64.89بالمئة وأخيرا العربية دوت نت 52.17 بالمئة. وقالت الشبكة إنه على الرغم من ارتفاع درجة الحيادية بصفة عامة أثناء رصدها للعملية الانتخابية غير أنه أمكن تلاحظ بعض الانحياز الذي يتوجب مراعاته و تلافيه في المستقبل، فعلى سبيل المثال قام موقع اليوم السابع بإزالة رابط خبرين عن الإخوان المسلمين ورفعهما تماما من على الموقع بعد ساعات قليلة من نشرهما. وأضافت «تضمنت مواضيع عديدة تم نشرها على موقع الأقباط المتحدون انحيازا ضد الإخوان المسلمين في عدد مهم من المادة المنحازة المنشورة على الموقع». ورصدت الدراسة أيضا تدخل هيئة تحرير موقع «أخبار مصر» في إحدى المواد الخبرية المنشورة على الموقع بعد ساعات قليلة بحيث تحول التقرير المحايد عن الانتخابات والحزب الوطني إلى خبر منحاز تتصدر صورته جمال مبارك بعد ان تم زيادة عدد كلماته من 188 كلمة إلى 654. وقالت الشبكة العربية إن «الحكومة المصرية أرادت للانتخابات التشريعية الأخيرة أن تجري في جنح الظلام، حيث غاب الإشراف القضائي، ورقابة المجتمع المدني المحلي الجادة على العملية الانتخابية وغياب الرقابة الدولية تماما، فضلا عن شن الحكومة لهجمات استهدفت التضييق على الإعلام المستقل بمختلف ِأنواعه ، ولاسيما الفضائيات». لكنها اعتبرت أن «هذه الهجمات لم تطل حتى الآن المواقع الإلكترونية الإخبارية، إذ تمتعت شبكة الإنترنت رغم بعض التضييقات بمساحة أوسع من الحرية، مما انعكس على زيادة عدد زوار هذه المواقع بدرجة ملحوظة خلال فترة الانتخابات التشريعية». وتناولت النتائج الأولية التي كونت هذه المؤشرات نحو (2869 مادة إعلامية) خلال الفترة التي سبقت فتح باب الترشيح وبعد فتحه. ورصدت الشبكة العربية في خلال هذه الفترة مراعاة المواد الإعلامية للمعايير المهنية والحيادية ومنها: - مدى حيادية وشفافية الإعلام الإلكتروني في تغطية الانتخابات المصرية. - مدى دعم المواقع الإخبارية الإلكترونية للتطور الديمقراطي. - مدى دعم المواقع الإخبارية لجانب التوعية الانتخابية. - مدى تساوى الفرص المتاحة للمرشحين- حزبيين أو مستقلين- في عرض التغطيات الخاصة بهم سواء كانت البرامج الانتخابية أو الفعاليات المصاحبة حملاتهم الانتخابية. - مدى احترام تلك المواقع للتشريعات الوطنية والمواثيق والمعاهدات الدولية أثناء القيام بتغطية الانتخابات. وقالت إن «الدراسة انطلقت من أن المواد غير المنحازة هي التي لا تتضمن تشويه سمعة أو إساءة لمرشح أو تيار أو حزب، وكذلك لا تحتوي على تصريحات منقولة على لسان مرشح أو رئيس حزب أو تيار سياسي». وأظهرت المؤشرات الأولية للتقرير لرصد المواد الإعلامية (أخبار- تقارير- حوارات- تحقيقات) اهتمام المواقع العشرة بصفة عامة بقضايا الانتخابات بشكل عام، سواء لأهمية الانتخابات التشريعية نفسها، فضلا عن دور البرلمان الذي ستسفر عنه هذه الانتخابات في تسمية رئيس الجمهورية المقبل لمصر. وقالت «إن المؤشرات الأولية للدراسة تشير إلى إن معالجات المواقع الإلكترونية للقضايا الانتخابية والتي بلغت 2869 مادة إعلامية، جاءت في الصفحات الداخلية بنسبة 86 بالمئة من المضمون ومحل الدراسة، بينما لم يحظ ذلك المضمون سوى بنسبة 14 بالمئة لتلك المواقع». واستدركت أنه «ينبغي ملاحظة إن درجة الاهتمام بنشر قضايا الانتخابات في الصفحات الرئيسية حظت بنسب مرتفعة تتراوح بين 23 إلى 30 بالمئة في كل من مواقع: المصري اليوم، وأخبار مصر، ومحيط». وقالت: «سجل موقع اليوم السابع المرتبة الأولى من حيث عدد المواد الإعلامية التي تناولت الانتخابات خلال فترة إعداد هذه النتائج الأولية التي تبلغ 12 يوما حيث نشر في هذه الفترة 1062 مادة ، يليه الشروق بعدد 564 مادة، فالاقباط المتحدون ونشرت 377 مادة، فالمصري اليوم ونشرت 314 مادة، فموقع مصراوي ونشر 273 مادة، فأخبار مصر 158 مادة، فمحيط 50 مادة، فالمصريون 25 مادة». و«جاء موقعا العربية دوت نت والجزيرة نت في ذيل القائمة، حيث نشرت الأولى 23 مادة، والثانية 22 مادة». وفسرت هذا التدني «بأن دائرة اهتمام الجزيرة والعربية تمتد إلى المحيط الإقليمي والدولى على عكس المواقع الأخرى التي تهتم بالقضايا المحلية وتستهدف القارئ المصري بالدرجة الأولى». وقالت الشبكة: « تشير النتائج الاولية إلى أن الحيادية كانت السمة الغالبة على المواقع محل الدراسة؛ إذ بلغت نسبة حيادية المواد التحريرية التي نشرتها تلك المواقع بشأن الانتخابات 74.5 بالمئة مقابل 25.5 بالمئة مادة منحازة». وتصدر الشبكة العربية لمعلومات الإنسان تقريرها النهائي عن مراقبة المواقع العشرة الإعلامية وتغطية الانتخابات البرلمانية خلال الأسابيع القادمة.
