باتت الكرة المصرية ضحية التخبط الإداري والعشوائية والمجاملات في اختيار مدربي المنتخبات الوطنية، فبعد أن تلقت الجماهير صدمة انتخاب مجلس إدارة لاتحاد الكرة يضم رئيسًا وأعضاء بلا خبرة أو كفاءة ترك نفسه لأهواء هاني أبوريدة، الذي أصبح الآمر الناهي في الجبلاية والرئيس الفعلي للاتحاد، بينما ارتضى جمال علام لنفسه دور «التابع»، ثم جاءت الطامة الكبرى بتعيين شوقي غريب مديراً فنياً للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم ليس لكفاءته وإنما لعلاقته بأبوريدة باعتباره أحد رجاله المقربين، ولم يبال مسؤولو الجبلاية بضياع حلم المصريين في التأهل لمونديال 2014، وتلقى الفريق هزيمة هي الأكبر في تاريخ الكرة المصرية بستة أهداف مقابل هدف في كوماسي، وعلى غرار تجربة «الإخوان» المريرة، التي عانى منها الشعب المصري حتى ثورة 30 يونيو، انتهج اتحاد الكرة الضعيف نفس السياسة فاختار بالمجاملة مديراً فنياً أضعف منه، وبالتبعية جهازاً معاوناً أكثر ضعفاً ولا يناسب طموحات المصريين، وتحولت الكرة المصرية إلى حقل تجارب للمدربين إرضاء لأبوريدة وأعوانه.وأجمع الخبراء على أن مجلس علام يقود الكرة المصرية إلى الهاوية، وطالبوا الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، بالتدخل وإصدار تعليماته لطاهر أبوزيد، وزير الرياضة، بحل الاتحاد واستبعاد المدربين الذين تم اختيارهم بالمجاملة دون أي معايير.«عصام»: الأوضاع السياسية دفعت الجبلاية للعبث بالمنتخبات وسيلقون المصير المحتوموأكد عصام عبدالمنعم، رئيس اتحاد الكرة الأسبق، أن المجاملات هي الأساس في الاختيار، وتساءل: لماذا تعترضون على اختيارات الجهاز المعاون لشوقي غريب أو المنتخبات الوطنية، إذا كان المدير الفني جاء بنفس الأسلوب وقال: الرقابة غائبة والأوضاع السياسية جعلت مسؤولي الجبلاية يفعلون ما يشاءون ويعبثون بالمنتخبات وبالكرة المصرية، لأنهم على دراية بأنهم لن يحاسبوا، سواء من الجمعية العمومية أو من المسؤولين في الدولة المشغولين بالأحداث السياسية، لكنه عاد وقال: إذا اعتقدوا أنهم لن يحاسبوا سيكونون مخطئين، وعليهم أن يتعلموا من الأنظمة السياسية، فالمجاملات وغض الطرف عن متطلبات الجماهير تقود أصحاب هذه القرارات إلى الهاوية.محمود بكر: كل واحد بيختار اللي على قد إيده.. وعليه العوض في المستقبلواعتبر محمود بكر، عضو اتحاد الكرة، أن الكرة المصرية تعيش أسوأ أيامها، وتساءل: ما المعايير التي اختاروا الأجهزة الفنية للمنتخبات على أساسها، وما الأسماء التي تم ترشيحها حتى يتم الإعلان عن الأجهزة التي أبلغوا وسائل الإعلام بها؟.وأضاف: لا يجوز أن يخرج علينا أي مسؤول، ويؤكد أنه تم الاختيار بناءً على ترشيحات المدير الفني، لأنه يجب مناقشة المدير الفني في اختياراته، وليس عن طريق ورقة تحتوي على الأسماء ويرسلها إلى مجلس الإدارة ليصدق عليها فقط، وأكد أن مستقبل الكرة في خطر إذا لم يراجع المسؤولون أنفسهم، وقال «كل واحد بيختار اللي على قد إيده!».أسامة خليل: مجلس علام لا يعرف شيئًا عن الكرة ويتجاهل أصحاب الخبرة والتاريخوأكد أسامة خليل، نجم الإسماعيلي الأسبق، أن مجلس علام تجاهل الخبراء في اختيار مدربي المنتخبات، رغم أنهم ليسوا على دراية بكرة القدم، وقال: قد يكون مدربًا كان لاعباً فذاً وله تاريخ في الملاعب، ولكن شخصيته لا تصلح لأن يكون مدرباً للمنتخب.وأضاف: الجوهري اعتزل الكرة مبكراً، لكنه أصبح أحد أعظم المدربين في مصر وأفريقيا والوطن العربي بشخصيته والكاريزما التي كانت أكبر من مسؤولي اتحاد الكرة في ذلك الوقت، والأمر نفسه بالنسبة لحسن شحاتة، المدير الفني السابق للمنتخب، والذي يمتلك تاريخاً كبيراً كلاعب ومدرب، فحقق إنجازاً غير مسبوق بالحصول على ثلاث بطولات أفريقية متتالية، بينما لا توجد مقارنة بين غريب والجوهري أو شحاتة.جمال عبدالحميد: «غريب» وجهازه لا يصلحون.. والكرة المصرية ستدفع ثمن مجاملات أبوريدةواعتبر جمال عبدالحميد، نجم الزمالك الأسبق، أن الأزمة ليست في اختيار الجهاز المعاون لغريب، وإنما في السياسة العامة للاتحاد، وقال: قضيتي هي تعيين شوقي غريب وليس جهازه المعاون.. مشكلتي أنهم جاءوا بغريب على كرسي المدير الفني للمنتخب الأول، وهو لا يمتلك أي خبرات، وشدد على أن الكرة المصرية ستدفع ثمن مجاملات هاني أبوريدة، وأكد أن غريب أصبح رجلاً ثرياً، ويمتلك القصور من خلال عمله على مدار 23 عاماً في اتحاد الكرة، رغم أنه لم يمثل مصر في مونديال 90 بينما جيل 90 لا يمتلك سوى شقة وسيارة بالكاد.سعفان الصغير: المدير الفني الجديد خدع الجميع.. وأطالب «أبوزيد» بالتدخلوكشف سعفان الصغير، مدرب حراس مرمى نادي الإسماعيلي، عن الطريقة التي تم تعيين بها جهاز شوقي غريب، وأكد أن المدير الفني للمنتخب الأول خدع الجميع بما فيه وسائل الإعلام، وقال: إن غريب طرح أسماء أخرى في الإعلام وهي فكري صالح وأيمن طاهر وطارق سليمان وسعفان الصغير، لكنه كان مستقراً على تعيين محمد سلام في جهازه المعاون، لأسباب لا يعلمها سوى المدير الفني نفسه، وقال: إن اتحاد الكرة والمدير الفني تجاهلوا أصحاب الخبرة والتاريخ، وطالب طاهر أبوزيد، وزير الرياضة، بالتدخل، وقال: لابد من إقالة مجلس علام، حتى تستقيم الأمور وننقذ الكرة المصرية من الأيادي المرتعشة.
