نشرت «المصرى اليوم» فى عدد «الأربعاء» الماضى أن الأمير السعودى الوليد بن طلال قال فى مؤتمر صحفى فى القاهرة يوم «الاثنين» إن «التراث السينمائى المصرى بين أيد سعودية أمينة». كانت شبكة روتانا الفضائية إحدى شركات الأمير قد نقلت ملكية أكثر من ألف فيلم مصرى باعها أصحابها المصريون، وفى نفس الوقت قامت شبكة راديو وتليفزيون العرب للشيخ صالح كامل، أحد كبار الاقتصاديين السعوديين بنقل ملكية أكثر من ألف فيلم مصرى بدورها، وبذلك أصبح أغلب التراث السينمائى المصرى ملكاً لسعوديين.. ومنذ شهور يتردد أن شبكة «راديو وتليفزيون العرب» تبيع أفلامها، وتتنافس على شرائها شبكة «أبوظبى» الفضائية وشبكة «الجزيرة» الفضائية وشبكة «روتانا»، وعلى الأرجح سوف تفوز «روتانا» وتشترى أفلام «راديو وتليفزيون العرب». لا تسأل لماذا لم تشتر الشبكة الفضائية المصرية الأفلام المصرية، ولا تسأل لماذا قامت الشركات المصرية ببيع الملكية، ولم تكتف ببيع الحقوق لمدة معينة كما تفعل الشركات التى تملك الأفلام فى كل دول العالم، ولا تشك لحظة فى صدق الأمير الوليد عن أن التراث السينمائى المصرى بين أيد سعودية أمينة، فهو والشيخ صالح كامل شفاه الله يحافظان على أملاكهما مثل أى مالك لأى شىء، ومن بين أملاكهما التراث السينمائى المصرى، وقد تملكا هذا التراث برضا أصحابه، ودون أى مخالفة للقوانين المصرية. ولكن المشكلة التى تحول دون الأمير الوليد وتحقيق وعده بالمحافظة على التراث السينمائى المصرى أن أصول الأفلام التى يملكها هو والشيخ صالح فى مخزن أو مخازن كانت تابعة لوزارة الثقافة، ثم تخلت عنها إلى شركة السياحة والإسكان والسينما فى وزارة قطاع الأعمال، التى أصبحت شركة «الصوت والضوء» والفنادق فى وزارة الاستثمار، ولا أحد يعلم حالة هذه الأصول بالضبط، وأعلن أخيراً أن الشركة المذكورة سوف تقيم مولا تجاريا فى حديقة مدينة السينما وتخصص الدور الأرضى لتخزين تلك الأصول ثم لماذا تنشئ الحكومة المصرية مخزناً لأصول أفلام تملكها شركتان سعوديتان وإحداهما وهى «روتانا» تدخل فى شراكة مع إمبراطور الإعلام الدولى روبرت ميردوخ؟ نناشد الأمير الوليد والشيخ صالح العمل على ضمان حفظ أصول الأفلام، كما نناشدهما إنشاء مكتبة تجمع نسخاً جديدة كاملة من هذه الأفلام وما تبقى من وثائقها وصورها الفوتوغرافية لكى تتاح للباحثين وهواة السينما من كل دول العالم، حتى لو تم ذلك خارج مصر، ما دامت مصر قد باعت الأصول ولا تريد إنشاء مكتبة لنسخ ووثائق الأفلام. [email protected]