شباب مصر أدرى بحل ظاهرة التحرش الجنسى فى الشوارع المصرية، فالقوانين وحدها ليست كافية لمنع الظاهرة، وإنما أطرافها وحدهم يملكون وضع تصور لإنهاء هذه الظاهرة أو تركها لتستفحل لتقضى على براءة المرأة المصرية، وتمحو آخر صور رجولة وشهامة الرجل المصرى. 15 شابا وفتاة آمنوا بأن تغيير الوضع لابد أن يكون بأيديهم، فازوا بأفضل حملة شبابية للتعامل مع التحرش الجنسى فى مصر من بين 15 حملة، قدمها عدد من الشباب المتطوعين فى إطار ورشة عمل «لكى نشعر بالأمان كما كان» التى نظمتها الجامعة الأمريكية بالتعاون مع اليونيفم والمركز المصرى لحقوق المرأة. «اعرف حقك وطالب بيه.. سوا التحرش نقضى عليه».. شعار رفعه هؤلاء الشباب للتأكيد على ضرورة تفعيل وتطوير التشريعات القانونية فى مصر فيما يتعلق بمسألة التحرش فى الشارع. فريق عمل الحملة اختار مدة ثلاثة شهور كخط زمنى لتحقيق أهداف الحملة، وقياس نتائجها على أرض الواقع، وجدوا أن شباب الجامعات والطلاب فى المرحلة الثانوية هم الشريحة التى يجب الاعتماد عليها لمواجهة الظاهرة. نيفين سيدهم، رئيس فريق عمل الحملة، اعتبرت أن مواجهة التحرش تتطلب حلا قانونيا يجعل الضباط يدركون أن عليهم تلبية حقوق الفتيات تجاه من يتحرش بهن، فضلا عن ضرورة التوعية القانونية للفتيات للمطالبة بحقهن. وأضافت: 11 شابا مقابل 4 فتيات عملوا معا لتحقيق مبدأ أن القانون لابد أن يكون رادعا للشاب ويوفر للبنت المطالبة بحقها. استطاعوا أن يقدموا نموذجا جيدا للشباب المصرى الذى يرفض التحرش بجميع أنواعه، ولا يلقى بمعاكسة الفتيات فى الشوارع على معتقد «أن البنت عايزة تتعاكس». «جميعنا لم نكن نعرف بعض.. ولكننا تحالفنا على هذه المهمة».. بهذا التعبير وصفت نيفين العمل الجماعى الذى دام لمدة 3 ساعات فقط بين تلك المجموعة التى كانت تضم شبابا يعملون مع بعض لأول مرة ومعظمهم من المتطوعين من خارج القاهرة، إلا أنهم استطاعوا إنجاز المهمة التطوعية على أكمل وجه. فوز هذا الفريق بأفضل حملة جعلها تدخل ضمن مشروع «المدينة الآمنة» الذى يعده صندوق الأممالمتحدة الإنمائى للمرأة «اليونيفم»، إذ تعتبر الحملة أحد أشكال تغير ثقافة المجتمع وتشريعاته، فضلا عن الجوانب الأخرى التى تركز على تغير التركيبة الاجتماعية والمدنية والتخطيط العمرانى للمدن بما يوفر الأمن للمرأة، والتأكيد على فكرة «لو بطلت تئذى بالتحرش، فلن يتم أذية من تحب بالتحرش».
