أكد الوزير عمر سليمان، موقف مصر الداعم للشعب الفلسطينى وقضيته «العادلة»، مشدداً على أنها «لن تتخلى» عن دورها فى دعم «النضال المشروع» للشعب الفلسطينى من أجل استرداد حقوقه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، داعياً جميع التنظيمات الفلسطينية إلى الارتفاع عن الحزبية الضيقة، والابتعاد عن التوازنات الإقليمية، والنظر للمصلحة العليا للشعب الفلسطينى. وقال الوزير، مخاطباً الفصائل الفلسطينية فى بداية حوار القاهرة أمس، «أنتم ممثلو الشعب الفلسطينى والمدافعون عن مصالحه، والمعبرون عن مطالبه، ولا مجال لتحقيق أهداف هذا الشعب الصامد، إلا فى إطار إعلاء المصلحة الوطنية، وأن يكون الجميع على قلب رجل واحد، نحن على يقين أننا جميعاً نتطلع إلى فهم مدقق للمتغيرات الدولية والتحديات التى تواجه الشعب الفلسطينى والفرص المتاحة والممكنة، والتى إن ضاعت لن تعود أبداً». وأضاف «ليس أمامنا إلا أن ننجح، ونحقق طفرة كبيرة على طريق إنهاء الانقسام، وهو أمر ليس صعباً أو مستحيلاً، وكل ما يتطلبه أن نخلص النوايا، وأن تتوفر الإرادة التى تمتلكونها». مستطرداً «اجعلوا قراركم بأيديكم، وابتعدوا عن التوازنات الإقليمية، وضعوا نصب أعينكم أهدافكم الوطنية، فأنتم مسؤولون عن شعب من حقه أن يحيا ويعيش فى أمن واستقرار». وشدد على ضرورة الاتفاق على تشكيل اللجان الخمس الفلسطينية (المصالحة، والحكومة، والأمن، والانتخابات، ومنظمة التحرير) وتحديد مهامها وطبيعة عملها، وقال «ستتم دعوة هذه اللجان لعقد أول اجتماع لها فى القاهرة، فى الثامن من مارس المقبل». وقال إن الرئيس حسنى مبارك يأمل أن تكون جلسات الحوار الفلسطينى الفلسطينى الشامل، بداية حقيقية لمرحلة جديدة، تنهى حالة الانقسام التى طال أمدها، باعتبارها «حالة غير مسبوقة» فى تاريخ النضال الوطنى الفلسطينى على حد قوله. وأضاف أن مصر «سعت» لعدم وصول الخلافات بين الفصائل إلى حالة الانقسام، حيث «بذل الفريق الأمنى المصرى فى غزة، جهوداً كبيرة حتى لا نقع فى هذا الفخ، لما له من أثر كبير على حياة الشعب الفلسطينى ومستقبله، وكذلك على القضية الفلسطينية والتعاطف الدولى الذى فقدته». وتابع: إن الرئيس مبارك «وجه» المؤسسات المصرية للعمل على إنهاء الانقسام فى الضفة وغزة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى. مشيراً إلى «قيام مصر بالسعى لعقد اتفاق تهدئة لفتح المعابر وإنهاء معاناة مواطنى غزة»، والذى بدأ تنفيذه فى يونيو الماضى. وأوضح أن «القاهرة دعت الفصائل للاجتماع فى نوفمبر الماضى للاتفاق على إنهاء حالة الانقسام، استغلالاً لمناخ التهدئة، لكن الإرادة لم تكن قد توفرت لدى بعض الفصائل» إضافة إلى «انهيار» اتفاق التهدئة «بسبب عدم الالتزام بمحدداته» وقال الوزير إن العدوان الأخير على غزة «دمر الأخضر واليابس وخلف آلافاً من الشهداء والجرحى»، مشيراً إلى أنه منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة «تحركت مصر على جميع الأصعدة لإيقافه، واتخاذ كل الترتيبات لإغاثة الشعب الفلسطينى». وأضاف: «لم يكن كل هذا العمل منة من مصر أو فضلاً، ولم يكن بحثاً عن دور أو مكانة، وإنما هو لأنها مصر، وهو واجب مقدس ومسؤولية قومية، وميثاق شرف، هذه هى مصر التى لم ولن تتخلى عن قضايا أمتها العربية». وأكد الوزير عمر سليمان أن مصر مستمرة فى جهودها مع كل الدول المحبة للسلام لإزالة آثار العدوان على غزة، مشيراً إلى دعوة مصر إلى عقد مؤتمر دولى لإعادة إعمار غزة يوم الإثنين المقبل. وأشار إلى أن اجتماع الفصائل «يعقد فى ظل ظروف استثنائية أحاطت بالوضع الفلسطينى الداخلى وأثرت عليه بشكل واضح، وبالتالى تتزايد الآمال المنعقدة عليه وما سوف يسفر عنه من نتائج سيكون بالقطع علامة فارقة فى التاريخ الفلسطينى الحديث».