فجر قبطان سكندرى أحد ضحايا البوشى مفاجآت مثيرة فى واقعة النصب قال فى حوار ل«المصرى اليوم» إن مديرة مكتبه فى مصر كانت أول من كشفت للضحايا حقيقة «البوشى»، وتمكن القبطان من الدخول على جهاز الكمبيوتر الخاص بالمتهم، وكشف عن أسماء الضحايا وحقيقة الأموال التى أودعوها، الحوار التالى يحمل معلومات ولقاءات خاصة مع البوشى ورحلة صعود وهبوط الملياردير النصاب. قال القبطان عماد عرابى: تعرفت على البوشى بعدما اتصل بى أحد الأصدقاء فى مطلع 2002 عندما كنت أعمل فى إمارة دبى، كمدير للعمليات بإحدى الشركات الملاحية العالمية، حيث طلب منى تقديم المساعدة له كمصرى، من أبناء الوطن المخلصين، إذ كان يرغب فى افتتاح شركة للأوراق المالية بدبى، وقمت بتقديم المساعدة له على أكمل وجه واشتريت له شقة كمكتب باسمى وسيارة ونقلنا تسجيلها بعد ثلاثة أشهر باسمه، وذللت له جميع العقبات التى واجهته. وتابع: طلب منى بعد ذلك الاستثمار فى «المحافظ المالية» وفى أكتوبر 2003 بدأت التوقيع على أول تعاقد تجارى بمبلغ 25 ألف دولار للتجربة، بعائد 15٪ وبدأت بعدها ضخ مبالغ أخرى وصلت إلى 226 ألف دولار، بلغ عائدها 26٪ وكان مثالاً فى الدقة فى دفع المبالغ المستحقة حتى ديسمبر 2007. أضاف القبطان: لا تجمعنى به سوى الاتصالات التليفونية لأنه كان كثير السفر، وانقلب الحال رأساً على عقب فى يوليو 2008 إذ بدأ يتهرب من الرد على التليفونات، فراودنى الشك من تغير أحواله، وبدأت علامات الاستفهام تحوم حول شخصه، الذى تحول من حمل وديع إلى وحش كاسر فى التعامل، وأصبح صاحب سطوة ونفوذ مخيف.. وعندما واجهته بتخوفى من تعاملاته، التى أصبحت مسار قلق، حاول تبرير موقفه بأنه متشعب الأعمال وله اهتمامات دولية كبيرة، وأنه يقضى وقته فى اتصالاته مع كبار رجال الدولة، لأنه أصبح مستشاراً اقتصادياً لجهات عليا، وموقفه المالى قوى. وتابع: أصبحت محفظتى لديه تحمل مبلغ 438 ألف دولار وفى 8 يناير 2009 طلبت منه غلق حسابى واسترجاع جميع المبالغ الخاصة بى، فبدت عليه علامات الغضب، وتهرب منى أكثر من مرة، معللاً ذلك بأنه فى نيويورك ولندن، وقال إنه عقب عودته سيرد لى جميع المبالغ المستحقة لى، وأعطانى مهلة 20 يوماً وعقب انتهاء المدة اتصل بى مجدداً لمده ثلاثة شهور أخرى، وأثناء تلك الفترة أخذ فى تبرير خسارته فى البورصة وأغلق تليفوناته، وغير «الرقم السرى» بكل عميل و أغلق موقع الشركة، وبررت الإدارة ذلك بأن جميع الأرقام السرية يتم تحديثها عن طريق شركة كمبيوتر عالمية، ويتم فتح تلك الأرقام خلال أيام. وأضاف القبطان: كشفت مديرة مكتبه عن أحواله المادية للجميع حيث كانت تنهال عليها الضغوط من كل جانب، فصارحت الجميع بالحقيقة، ولم تتهرب، فقد منحتنى الرقم السرى والكود الخاص بالدخول على الموقع رغم إغلاقه فى وجه العملاء ومنذ هذه اللحظة بدأت الأمور تتضح للجميع.. فاكتشفت جميع التعاملات مع العملاء بأسمائهم والأرقام التى يتعامل بها والأرباح التى يتقاضها كل عميل.. وعرفت أن الفنانة ليلى علوى، دفعت مبلغ 43 ألف دولار تقاضت عليه فوائد وصلت إلى 115٪، كما أودعت المذيعة نيرفانا مبلغ 58 ألف دولار، بعائد 195٪. وكذلك محمود الخطيب وضع 216 ألف دولار ورجل الأعمال وجدى كرارة، الذى وضع 11 مليون دولار وأودع ضابط شرطة سابق مليوناً ومائتى ألف دولار ووضع رجل الأعمال السكندرى محمد الكيلانى وأسرته 6 ملايين دولار فى حين أودع أحد رجال الصرافة السكندرى أيضاً 2 مليون دولار، وهناك مبالغ أخرى لرجال أعمال بالقطامية «خالد طارق» الذى وضع 20 مليون دولار. وأكمل القبطان: بلغ عدد الضحايا 103 عملاء من السعودية والكويت والإمارات بالإضافة إلى المصريين وكانت مديرة مكتبه هى اليد القوية فى كشف جميع الحقائق، أما العقل المدبر، الذى كان يخطط لجميع أهدافه فهى مديرة مكتبه فى «دبى». وتابع: «عندما قمت بالضغط عليه وهددته بكشف حقيقته أمام الرأى العام عرض علينا فيلا خاصة به فى العين السخنة بمبلغ 3.5 مليون جنيه، واكتشفت أن قيمتها لا تساوى أكثر من 700 ألف، وعندما قبلت أخذ الفيلا فوجئت بأنه تنازل عنها لزوجته بموجب توكيل رسمى عام، وأصبح مراوغاً جيداً فى الالتفاف حول الحقيقة.. وانكشف لنا المستور تماماً عندما تقدمت السيدة الإماراتية «نشوى» بشيك بمليون درهم، وأخذت عليه رفضاً وتقدمت به للسلطات المختصة بدبى التى بادرت بمنعه من السفر بعد أن استعد للهروب من الإمارات رغم دفع المبلغ للسيدة نشوى.. وتلك كانت بداية سقوطه. وقال القبطان: المصيبة الكبرى أننا اكتشفنا أن هذا الملياردير كان يعمل موظفاً للأمن ببنك CIB بمحافظة بورسعيد وتم طرده بعد اكتشافه عمليات نصب واكتشفنا كل هذه الأمور بعد أن وقع خلف القبضان حيث ولد فى مدينة الإسماعيلية وانتقل إلى بورسعيد حيث كان يعمل والده كهربائياً فى هيئة قناة السويس. ولم يحصل سوى على دبلوم وجميع الشهادات المعلقة على الجدران «مضروبة» فلا يجيد التحدث باللغة الإنجليزية أو التعامل مع الكمبيوتر، واكتشفنا أمره مؤخراً بعد أن أوهم الجميع بقدرته على التعامل مع الهيئات الدولية وعرف نفسه كخبير اقتصادى فى الخليج، والخبير الاقتصادى فى الاتحاد الدولى «الفيفا».. وطالت نفوذه الجميع، مؤكداً أنه تلقى تهديدات منه عن طريق وسطاء، وهو داخل جلسة بعدم الإفصاح بشىء.