اصطبحت يوم السبت الماضى على مكالمة من صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى ووزير الإعلام الأسبق، الذى لامنى على عبارة وردت فى المقال السابق أنه «باع وهم الريادة الإعلامية للمصريين وعبارة أزهى عصور الديمقراطية فى وقت لم تكن هناك ديمقراطية».. الشريف كعادته لا يترك فرصة للحوار واعترض على مصطلح «باع الوهم»، مشيراً إلى أن من يبيع الوهم يخون الشعب وتجب محاكمته. مشدداً على أن الريادة الإعلامية لم تكن وهماً وأن الوزارة فى عهده حققت إنجازات عديدة منها وصول البث التليفزيونى لجميع الأراضى المصرية وإطلاق أول قناة فضائية عربية وصلت للجنود المصريين فى حفر الباطن وإطلاق أول قناة ناطقة بالإنجليزية وأخرى بالفرنسية وإقامة أكبر شبكة للمحطات الإقليمية وإنشاء صرح مدينة الإنتاج الإعلامى وأول قمر صناعى وإنشاء مكاتب إعلامية، بالإضافة إلى قناتى «دريم» و«المحور». قلت للشريف إذا كنت تسمى عهدك خلال وزارة الإعلام أنه أزهى عصور الديمقراطية فماذا تطلق على الفترة الحالية التى تشهد ديمقراطية حقيقية فأجاب «الديمقراطية نسبية وكانت هناك تعددية حزبية وكنا نثبت أركان الديمقراطية فى نفوس الناس.. ويجب دائماً أن نزرع فيهم الأمل وننادى بما هو أكبر».. وأضاف «كنت جاداً فى ذلك.. وعمرى لم أكذب على أحد.. والإعلام المصرى قطعة منى وليس إسرائيل.. لقد كنا نقود حملات صعبة لتظل مصر عملاقة». سألته مرة أخرى إذا كنت قد أعددت بنية أساسية فى الإعلام المصرى ألا يحزنك موقف مصر الإعلامى فى قضية العدوان على غزة قال «كل الدول العربية لا تملك إلا قنوات خاصة وكلها إعلام البرامج ومصر تملك قدره إعلامية مأهولة يعمل لها حساب». عقبت عليه متسائلاً: «لم تجب على سؤالى، فقال: يسعدنى نجاح الإعلام المصرى، فقد عملت فيه من عام 1974 إلى عام 2004 وهى المهنة التى امتهنتها وكل نجاح له يسعدنى.. والعكس صحيح». وأضاف الشريف محتجاً مجدداً على مصطلح وهم الريادة الإعلامية: عندما تكون مصدر إشعاع أليست هذه ريادة.. وعموماً فمن يقل إن هناك ريادة ولا يعمل يرتكب جريمة فى حق مصر. انتهى كلام الشريف الذى رفض خلال المكالمة التعرض بشكل مباشر لأداء أنس الفقى، وزير الإعلام الحالى ليثبت الشريف سواء اختلف معه البعض أو أيده أنه رجل سياسة من الطراز الأول.. وإعلامى محنك وإذا كانت كل هذه الشبكات والمحطات والإعلام المصرى تفشل فى مواجهة القنوات العربية الأخرى إذن فهناك مشاكل مؤكداً فى المحتوى والكوادر البشرية وأهم من ذلك كله الرؤية والإدارة. ■ مر عام على رحيل الكاتب الصحفى والصديق المرحوم مجدى مهنا.. افتقدنا خلاله مقاله اليومى المتميز الذى ترك فراغاً كبيراً فى الصحافة المصرية وبرامجه التليفزيونية وحضوره القوى ومشاغباته ونقاءه وحسن قصده وهدفه، لقد كان مهنا الإنسان الذى عرفته طوال عملى معه متسقاً مع نفسه ومواقفه فكان يسعى إلى الحق ولا يخشى فيه لومة لائم.. لا يناور ولا يعقد صفقات مع أحد مهما كان، بل كان ينسحب تاركاً حقه الشخصى إذا شعر أن ذلك يمكن أن يمس كرامته.. لقد كان مجدى مهنا الكاتب هو نفسه المذيع هو نفسه الإنسان.. رحمه الله وصبرنا على فراقه.