مسابقة الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية المعروفة باسم الأوسكار والتمثال الذهبى رمز جوائزها، هى الأشهر فى عالم السينما والأعرق والأهم بحكم قوة السينما الأمريكية التى تهيمن على السينما فى كل الأسواق ربما ما عدا الصين والهند ومصر، وهى الأسواق الكبيرة التى تحدد عدد الأفلام الأمريكية وعدد النسخ المعروضة منها. والمسابقة هى فى الأصل للأفلام الأمريكية، ثم توسعت للأفلام الناطقة بالإنجليزية لتشمل الأفلام البريطانية والأسترالية والأجزاء الناطقة منها فى دول أخرى مثل كندا، وما ينطق بالإنجليزية من أى أفلام فى كل دول العالم. وأوسكار أحسن فيلم أجنبى يقصد به الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية، أى أن «الأجنبى» هنا ليس جهة الإنتاج، وإنما اللغة التى تنطق بها الأفلام. وحسب نظام المسابقة فلكل دولة الحق فى التقدم بفيلم واحد للاشتراك فى مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبى شرط أن يتم اختياره من لجنة شعبية غير حكومية. وقد تجاوز العدد هذا العام 60 فيلماً من 60 دولة من دول العالم التى تقترب من مائتين حسب عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع ملاحظة أن أغلب دول القارات الثلاث (آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية) وبعض دول أوروبا الصغيرة إنتاجها محدود للغاية، كما أن 6 فقط من دول الجامعة العربية ال22 تنتج الأفلام بانتظام. ولكن لأن ترشيحات الأوسكار وجوائزه تقوم على التصويت المباشر لأعضاء الأكاديمية، يمكن أن يحصل ممثل أو مصور مثلاً على الترشيح لأوسكار أحسن ممثل أو أحسن مصور، وبالتالى يمكن أن يفوز، فى فيلم من الأفلام المتقدمة لأوسكار أحسن فيلم أجنبى، فالأمر يتوقف على نتائج التصويت مثل أى انتخابات، ولكن هذا هو الاستثناء الذى يثبت القاعدة. ولا أدرى كيف توافق الأكاديمية الأمريكية على اختيارات اللجنة المصرية وهى لجنة حكومية، والأرجح أننا نخدعهم، وهم لا يهتمون بخداعنا لهم. كما لا أدرى كيف اختارت تلك اللجنة فيلم «الجزيرة» إخراج شريف عرفة، فهو فيلم تجارى جيد، ولكنه غير مناسب للمسابقات الدولية خارج مصر، والأدهى أنه يتأثر بوضوح بثلاثية كوبولا «الأب الروحى»، ومن يشاهده فى أمريكا يقول «هذه بضاعتنا ردت إلينا»، ولكن لا يعطيه صوته. لم يخرج أدب محفوظ إلى العالم لأن أحداثه تدور فى نيويورك أو طوكيو، وإنما فى حوارى وأزقة القاهرة القديمة. [email protected]