واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية فى قطاع غزة لليوم ال 21 على التوالى، وانتهكت الهدنة التى سبق أن أعلنت عنها، ليرتفع عدد الشهداء إلى 1139، فيما أجرى مبعوثها عاموس جلعاد مباحثات فى مصر لوقف إطلاق النار، ووجهت القاهرة أمس دعوة إلى قيادة حركة «حماس» فى دمشق، لاستعراض الرد الإسرائيلى على مقترحات التهدئة فى ضوء المبادرة المصرية، والمتوقع وصول الوفد خلال ساعات. والتقى جلعاد أمس، الوزير عمر سليمان بعد عودته للقاهرة للمرة الثانية على مدار يومين، لإبلاغ مصر رد تل أبيب على مقترحات وقف إطلاق النار، وصرح مصدر مصرى مطلع بأن نتائج مباحثات جلعاد، سيتم عرضها على وفد حركة حماس. وأشار المصدر إلى أن الحركة تريد تحديد الهدنة بسقف زمنى حتى يمكنها تقييمها ومراجعتها إذا لم تلتزم إسرائيل بها، بينما تريد تل أبيب هدنة دائمة دون سقف زمنى. وأكد عضو المكتب السياسى عن «حماس» محمد نصر أن مصر أبلغت الحركة أن هناك رداً من الجانب الإسرائيلى، وطلبت منا الحضور لبحث هذا الرد. على الصعيد الميدانى انتهكت إسرائيل الهدنة الإنسانية التى حددتها لوقف القصف من العاشرة صباحاً حتى الثانية ظهراً، مستهدفة عشرات المنازل والمؤسسات التابعة ل «حماس» والمقاومة والمدنيين، وشنت 40 غارة على قطاع غزة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 1139، بينهم 698 مدنياً، وتجاوز عدد الجرحى 5150، وقال مركز الإحصاء الفلسطينى إن «الدمار الناتج عن الهجمات الإسرائيلية يكلف 1.4 مليار دولار على الأقل». وفى غزة شيع آلاف الفلسطينيين من مختلف الفصائل جثمان وزير الداخلية فى الحكومة المقالة سعيد صيام، الذى استهدفه قصف إسرائيلى هو ونجله وشقيقه، وتوعدت كتائب عز الدين القسام «الجناح العسكرى لحماس»، فى بيان لها بالرد على اغتياله ب «الأفعال لا بالأقوال». وفى الولاياتالمتحدة توقع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ونظيرتها الإسرائيلية تسيبى ليفنى اليوم اتفاقاً حول موضوع تهريب الأسلحة إلى غزة. وفى مصر تجددت المظاهرات المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وشهدت 20 محافظة أمس، مؤتمرات ومظاهرات، ووقفات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، شارك فيها أكثر من 120 ألف مواطن. واختار إمام مسجد الرفاعى بالعريش «زمن الخليفة المأمون وزمن المتخاذلين» عنواناً لخطبته التى تحدث فيها عن الصفات التى كان يتحلى بها الخليفة المأمون، والتى غابت عن حكام الأمة الإسلامية هذه الأيام، وفى مقدمتها العلم الغزير، والعدل والشجاعة.