فى الوقت الذى تستمر فيه الهجمات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، تواصل مصر حشد تعبئة دولية لمبادرتها بوقف إطلاق النار فى القطاع، وصرح مصدر مصرى أن هناك نتائج إيجابية لمباحثات الوزير عمر سليمان مع وفد حركة «حماس» حول المبادرة، فيما تحدث مبعوث «الرباعية» الدولية للسلام فى الشرق الأوسط، تونى بلير عقب لقائه الرئيس مبارك أمس، عن اتفاق إطار لإعلان هدنة فى غزة، بينما أعلن رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطرى، عن تأييد بلاده لجهود القاهرة للحل، لكنه طالب أن تكون المبادرة المصرية «موزونة» بحسب تعبيره. وأجرى أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، اتصالات مع عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين بهدف إحاطتهم بالجهود المصرية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وأوضح حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن الاتصالات التى أجراها أبوالغيط مساء أمس الأول وصباح أمس شملت كلاً من وزير خارجية روسيا «سيرجى لافروف» وإيطاليا «فرانكو فراتينى» وبريطانيا «ديفيد ميليباند». وقال زكى: إن أبوالغيط وضع الوزراء الأوروبيين فى صورة الاتصالات التى تقوم بها مصر مع الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى للتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، وإيقاف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وكذلك الاتصالات المصرية مع الجانب الإسرائيلى لفتح ممرات آمنة لمرور المساعدات إلى داخل القطاع وتوصيلها إلى السكان. وذكر المتحدث أن الاتصالات التى أجراها وزير الخارجية تهدف أيضاً إلى حشد تعبئة دولية للمبادرة المصرية فى سبيل حقن الدماء الفلسطينية، مشيراً إلى أن الوزراء الأوروبيين أعربوا ل«أبوالغيط» عن تأييد دولهم وتقديرها للجهود المصرية الحثيثة فى سبيل وقف إطلاق النار ووعده بدعمها. فى سياق متصل، وصف مصدر مصرى مسؤول نتائج المباحثات التى أجريت أمس الأول، بالقاهرة حول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة بين المسؤولين المصريين ووفد حركة حماس بأنها «إيجابية». وقال المصدر: «إن الرؤى توحدت خلال المباحثات على ضرورة الوقف الفورى لنزيف الدم الفلسطينى فى أسرع وقت ممكن». وأضاف أن الوزير عمر سليمان شرح لوفد حماس المبادرة المصرية التى طرحها الرئيس حسنى مبارك موخراً لوقف إطلاق النار فى غزة، وأوضح أبعادها وهدفها بالنسبة للوقف الفورى لإطلاق النار كمرحلة ننطلق منها إلى اتفاق تهدئة ثم إلى مصالحة فلسطينية - فلسطينية. وتابع المصدر أن مباحثات وفد حماس فى القاهرة «مازالت مستمرة» مشيراً إلى مغادرة عضوى الوفد محمد نصر وصلاح البردويل إلى دمشق، لإطلاع رئيس المكتب السياسى للحركة خالد مشعل على نتائج المباحثات، وقال: «نحن ننتظر رد الحركة على المبادرة المصرية، وهدفنا وقف إطلاق النار فى قطاع غزة». من جانبه، قال مبعوث اللجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط تونى بلير إنه تم وضع اتفاق إطار لوقف إطلاق النار فى غزة مضيفاً أن الجهود مستمرة لوضع تفاصيل هذا النص. وقال بلير، عقب لقاء الرئيس مبارك أمس، إن المحادثات وصلت إلى مرحلة حساسة وتركزت على إنهاء تهريب الأسلحة إلى غزة، وفتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة. وأعرب رئيس الوزراء البريطانى السابق عن أمله فى أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال الأيام المقبلة. وأوضح بلير فى رده على سؤال حول ما كان يقصده فى تصريحه الذى أدلى به قبل بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية عن أن غزة تحتاج إلى استراتيجية جديدة للتعامل، إنه كان يقصد «الحاجة إلى استراتيجية جديدة تؤدى إلى وحدة الضفة وغزة». وقال إن الأمر الأساسى بعد أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، بجانب عمليات إعادة البناء لمساعدة المدنيين فى غزة، هو أن يتم التعامل مع المشاكل الأساسية الموجودة وهى الانقسامات الفلسطينية للتوصل إلى وحدة الصف الفلسطينى على أسس «تساعدنا على إقامة الدولة الفلسطينة». إلى ذلك صرح رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى، بأن بعض الدول العربية شاركت فى الحصار على قطاع غزة «لتغليب فئة على أخرى»، وقال الشيخ حمد فى مقابلة مع قناة «الجزيرة»: «إن بعض العرب اجتهدوا فى تأجيج الخلاف الفلسطينى - الفلسطينى، خاصة بعد حصول حماس على الأغلبية فى الانتخابات البرلمانية، وأضاف أن «من بين الطرق التى استخدمت لتغليب طرف فلسطينى على آخر، تدريب القوات ومنع الرواتب عن الموظفين»، موضحا أن دعوة بعض العرب لإنعاش الضفة على حساب القطاع لم تتحقق. وأعرب الشيخ حمد عن أمنيته: «لو أن الوفد الرسمى الفلسطينى الذى توجه لاجتماع القاهرة فى الاجتماع الوزارى الأول، كان مصحوبا بوفد من حماس»، مؤكدة أهمية الدور الذى تبذله مصر.