بعد ساعات من موافقة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على التحرك المصرى لوقف إطلاق النار، وصل إلى القاهرة رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جيلعاد، للبحث فى وقف إطلاق النار، وأجرى الرئيس حسنى مبارك لقاءات ودبلوماسيين غربيين لبحث الوضع فى غزة. وأوضح مصدر دبلوماسى قريب من المفاوضات أن جيلعاد عقد أمس لقاء والوزير عمر سليمان، لبحث وقف إطلاق النار، وأشار المصدر إلى أن «اللقاء الحاسم استمر ثلاث ساعات،» موضحاً أن جيلعاد عاد إلى بلاده لاطلاع الحكومة الإسرائيلية على محادثاته فى انتظار التوصل الى قرار. وقال المصدر إنه «لا يبدو أن إسرائيل تريد الاستعجال، وأن عودة جديدة (لجيلعاد) يمكن أن تحصل للتوصل إلى تسوية فى إطار المبادرة المصرية». وحسب مسؤول إسرائيلى فى وزارة الدفاع، فإن جيلعاد «بحث المقترحات المصرية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ينص خاصة على وقف تهريب الأسلحة بين مصر وقطاع غزة». وتوجه مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية اهارون ابراموفيتز إلى الولاياتالمتحدة، لبحث الضمانات التى قد يقدمها الأمريكيون لاتفاق وقف إطلاق نار محتمل. واستقبل الرئيس حسنى مبارك، وزير خارجية النرويج، يوناس جاهر سنورة، لبحث قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وقال سنورة إن «الأولوية حالياً لجهود وقف إطلاق النار»، مشدداً على «دعم بلاده لمبادرة مبارك،» ومشيراً إلى ضرورة بحث مشكلات الوضع الإنسانى وقضايا إعادة إعمار قطاع غزة، عقب وقف إطلاق النار مباشرة. وأضاف أن بلاده « تدعم» عقد المؤتمر الدولى، الذى دعت إليه مصر لإعادة إعمار غزة»، مستطرداً «يجب أن ننظر الى المرحلة التالية بعد وقف إطلاق النار، خاصة أن غزة جزء من الأراضى الفلسطينية، وليست كياناً مستقلاً»، مشدداً على «دعم السلطة الفلسطينية وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية». ووصف سنورة الوضع فى غزة بأنه «مأساوى وينذر بكارثة»، وما يحدث هناك «يتعذر نسيانه بسهولة»، مشيراً إلى أن ما حدث للمدنيين يعد «مأساة إنسانية رهيبة تنتهك مواثيق القانون الدولى»، كما يعتبر «قيام حماس بإطلاق صواريخ» متعارضاً مع القانون الدولى. ورداً على سؤال حول إمكانية تكرار تجربة أوسلو قال سنورة ان «الأمر تغير وظروف مساندة لموقف أوسلو تختلف عن الظروف الحالية»، مشيراً إلى أن النرويج تتمتع بعلاقات «طيبة» مع جميع الأطراف المعنية، مؤكداً «أهمية الدور المصرى البارز حالياً لإحياء عملية السلام». وحول إمكانية دعم المجتمع الدولى لحكومة وحدة وطنية قال سنورة إن المجتمع الدولى «سبق ودعم حكومة الوحدة»، التى شكلها الرئيس الفلسطينى، و«سيدعم» أى حكومة وحدة يتم تشكيلها، «ولا توجد مشكلة فى مشاركة حماس فى هذه الحكومة». وأعلن مصدر حكومى تركى رفيع المستوى عن استعداد بلاده للمشاركة فى بعثة مراقبة دولية على الحدود بين مصر وقطاع غزة. وقال المصدر إن «أحد بنود الخطة ينص على أن تضمن بعثة مراقبة الأمن على نقاط العبور مع غزة، وتركيا هى البلد الوحيد الذى لا يلقى أى اعتراض من أى من الأطراف». ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، يؤيد قبول المبادرة المصرية، وإنهاء العملية فى قطاع غزة، فيما تؤيد وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى وقفا أحاديا لإطلاق النار على الجانب الإسرائيلى. وقالت المصادر إن باراك يعتقد أن العملية العسكرية فى غزة «حققت أهدافها، واستعادت بصفة أولية مستوى الردع الإسرائيلى فى مواجهة حماس». وأشاد وزير الخارجية الفرنسى برنارد كوشنير ونظيره الألمانى فرانك شتاينمار بالجهود التى تبذلها مصر من أجل وقف المعارك فى غزة».