أكد المهندس رضا البندارى، رئيس هيئة السد العالى وخزان سوان، أن أغلب الدراسات تؤكد أن حجم الطمى المترسب فى بحيرة السد العالى يصل لنحو «4 مليارات متر مكعب»، تقع جميعها داخل الحدود السودانية فى الجزء الجنوبى من بحيرة السد العالى. وأشار البندارى إلى أنه وفقاً لتصميم السد، فإن البحيرة تضم «3 سعات تخزينية»، الأولى من منسوب 85 متراً مكعباً حتى 147 متراً مكعباً، وهى «السعة الميتة المخصصة لاستيعاب 31 مليار متر مكعب من الطمى، وبحساب أن 4 مليارات متر مكعب من الطمى تم ترسيبها خلال 50 سنة حتى تمتلئ السعة الميتة كلها. وأوضح أن السعة الثانية لبحيرة السد هى «السعة الحية» من منسوب 147 إلى 175 متراً مكعباً، وتستوعب «90 مليار متر مكعب»، بينما السعة الثالثة وهى «سعة الطوارئ» مخصصة لاستقبال 41 مليار متر مكعب من مياه كل فيضان جديد، بإجمالى سعة يصل إلى162 مليار متر مكعب من المياه، حتى منسوب أقصى حد لأمان السد وهو 182 متراً. وقال البندارى - فى تصريحات صحفية أمس - إن كميات الطمى المترسب «تعتمد على وارد فيضانات عالية وقوية تزيد كميات الطمى القادمة لبحيرة السد العالى، وإذا كان حجم الفيضان كبيراً وفى نفس الوقت ترد كميات بسيطة جداً فى حالة انخفاض معدل الفيضان، لافتاً إلى أن الدراسات أكدت «عدم الجدوى الاقتصادية» بالنسبة للانتفاع من الطمى الآن، إلا فى حالة بدء دخوله للحدود المصرية وأن يكون على أعماق مناسبة وهو ما لا يتوافر الآن «حسب قوله». وأضاف: تم تركيب 6 محطات أرصاد فى بحيرة السد العالى لرصد آثار التغيرات المناخية والتى ترصد درجات الحرارة ودرجة حرارة الهواء وتحت المياه على عمق معين وقياس درجة البخر لتحديد كميته، وكذلك قياس نوعية المياه. وقال «إن السد أثناء إنشائه تم استخدام أفضل طريقة علمية، بحيث يصل حجم الصخور المستخدمة فى الإنشاء 17 ضعف ما تم استخدامه لإنشاء الهرم الأكبر، وطوله 3850 مترًا بعرض 980 متراً ويصل ارتفاعه 111 متراً، بما يعنى ارتفاعه أكثر من ارتفاع الهرم الأكبر مرة ونصف. وأضاف «أن السد العالى له 3 خطوط دفاعية ضد تسرب المياه أولها النواة المكونة من الطين الأسوانى والتى تقع من منسوب 115 حتى منسوب 186 -190 متراً، وهو ما يعنى أن تصميم النواة أعلى من المنسوب التصميمى للسد العالى، لأن أعلى منسوب للمياه هو 182 متراً والنواة دورها منع تسريب المياه. وأوضح البندارى أن هذه النواة بها 3 أنفاق ل«التفتيش على السد العالى» لمعرفة حالته، وهى مزودة - حسب قوله - بأجهزة لرصد أى حركة فى جسم السد، وهذه الأجهزة موجودة منذ إنشاء السد العالى. وقال «يأتى خط الدفاع الثانى ضد المياه فى الستارة المانعة أو ستارة الحقن التى تتواجد أسفل النواه ب 170 مترًا، وهى أنشئت أثناء تصميم السد العالى، بينما خط الدفاع الثالث هو «البيزومترات» وهى عبارة عن مواسير مثبتة خلف السد العالى منسوب 114 متراً الغرض منه منع أى تسرب للمياه وتصريف أى تسرب إلى مجرى النهر لحماية جسم السد. وأضاف البندارى «أن أى سد فى العالم يراعى فى تصميمه تواجد أى كميات من مياه الرشح، حتى ولو كان سداً خرسانياً وذلك بنسبة معينة ويكون معمولاً بها فى التصميم الإنشائى للسد، مؤكداً أن كفاءة الستارة المانعة للسد تصل إلى 96.5٪ بنسبة تسرب قليلة تصل إلى 3.5٪ وهى «آمنة»، حيث تصل التقديرات العالمية للكفاءة إلى 65٪. وأوضح أن آخر تقرير حول نوعية المياه فى بحيرة ناصر أثبت أنها «أحسن مياه فى العالم»، حيث لا تتجاوز نسبة الملوحة بها 160 جزءًا من المليون ونسبة الأوكسجين الذائبة فى المياه عالية.