«مرسي يخون الديمقراطية» تحت هذا العنوان وصفت افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الرئيس محمد مرسي، الثلاثاء، مؤكدة أن اعتقال نشطاء المعارضة أمر مثير للقلق مع تكرار الحكومة المصرية التزامها بالديمقراطية ومحاولاتها إيجاد توافقا مع معارضيها. وذكرت الصحيفة أن أحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 أبريل كان أحد قادة ثورة 25 يناير الذين دعموا مرسي في الانتخابات الرئاسية العام الماضي لاعتقاده بأنه المرشح المناسب لتوطيد الديمقراطية في مصر، إلا أن الصحيفة نقلت تصريحات خاصة عن «ماهر» قال فيها :«إن مرسي غدر به وبشباب 6 أبريل، وقتل أعضاء من الحركة، وهو يشبه نظام الرئيس السابق حسني مبارك في السعي نحو السلطة فقط». واعتبرت الصحيفة أن التهم الموجهة ل «ماهر» حاليا بعد إطلاق سراحه منذ أيام «سبب جديد يدعو للقلق من الحكومة التي أعلنت مرارا التزامها بالديمقراطية والتوافق مع معارضيها، في نفس الوقت الذي تحاكم فيه منتقديها وتستعد لإطلاق قوانين قمعية جديدة». ووصفت الصحيفة «6 أبريل» بأنها تقاوم الاستقطاب الذي هيمن على المشهد السياسي في مصر منذ العام الماضي، قائلة إنه رغم أن قادتها عبارة عن مجموعة من الديمقراطيين الليبراليين والعلمانيين يمتلكون وجهات نظر ذات ميول يسارية، فإنهم أيدوا مرسي رئيسا بعد الحصول على تأكيدات مباشرة بشأن سعيه نحو إيجاد توافق في الآراء بشأن بنود الدستور الجديد، وأضافت الصحيفة: «لكن الرئيس كسر التزامه في نوفمبر الماضي عندما منح لنفسه سلطة مطلقة لتمرير الدستور الذي تفضله جماعة الإخوان المسلمين». وتابعت: «مع وجود هيئة تشريعية يهيمن عليها الحزب الحاكم، تم إقرار الموافقة المبدئية على القانون الذي يسلب حقوق المجتمع المدني في مصر ويهدد بإغلاق جميع الهيئة الرقابية الحكومية وجماعات حقوق الإنسان». وأوضحت الصحيفة أن «ماهر» يعارض تطبيق بعض الاستراتيجيات العكسية التي يتبناها زعماء المعارضة الآخرين، مثل مقاطعة الانتخابات المقبلة أو دعم حدوث انقلاب عسكري، مؤكدة أن مؤسس «6 أبريل» حذر الولاياتالمتحدة من تكرار أخطاء الماضي مع مرسي مثل إظهار تسامحها إزاء استيلائه على السلطة. وقال «ماهر» موجها حديثه لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما: «إذا كانت أمريكا تريد دعم الديمقراطية في مصر، عليها أن تقول ذلك بوضوح، بغض النظر عن من يتولى حكم البلاد»، وهي الرسالة التي رأت الصحيفة أن «الولاياتالمتحدة عليها أن تلتفت إليها».
