لم يخطر على بال طارق عبدالجليل مؤلف سيناريو فيلم «عايز حقى» أن يتحول «خياله» الذى طرحه فى الفيلم إلى حقيقة، بدليل أن الجمهور نفسه تعامل مع الفيلم على أنه «مبالغة سينمائية كوميدية» جيدة. وبعد سنوات من عرض الفيلم، حولت الحكومة المصرية، متمثلة فى الدكتور محمود محيى الدين، وزير الاستثمار، هذا «الخيال» إلى حقيقة، بإعلانها حصول جميع المصريين بالداخل والخارج (فوق 21 عاماً) على أسهم مجانية فى شركات القطاع العام، فيما يعرف ب«المشاركة الشعبية فى إدارة أصول الدولة». وقد اتصل محيى الدين أمس الأول بالفنان هانى رمزى، بطل الفيلم، واستدعاه لمقابلته فى مكتبه أمس،لمناقشة كيفية المساهمة فى توعية الجمهور بالتشريع الجديد وتمليك المواطنين الشركات العامة. وربما يكون اتصال الوزير بممثل دليلاً على فقدان الحكومة الحالية «الخيال» المطلوب لحل مشكلات المصريين، وربما يكون اعترافاً بأن «الفكرة» جاءت من مجرد فيلم سينمائى كان غرضه الترفيه، وتحول إلى تشريع جاد. المهم أن السيناريست طارق عبدالجليل أكد ل«المصرى اليوم» أنه ضد فكرة بيع ممتلكات الدولة حتى للمصريين، وقال: «هذه جريمة، لأن هذه الشركات لو خسرت فسوف تخلى الحكومة مسؤوليتها».