استقبل الرئيس محمد حسنى مبارك، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، وعقد معه جلسة مباحثات ثنائية، انضم إليها لاحقاً أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، ومن الجانب الفلسطينى الدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات، وياسر عبدربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والسفير نبيل عمرو، سفير فلسطين بالقاهرة، فيما فتح أمس معبر رفح جزئياً، للسماح لعشرات الحجاج والمعتمرين الفلسطينيين بالعودة إلى غزة. صرح الرئيس الفلسطينى، عقب المباحثات، بأنه كان لابد من عقد لقاء فى مصر مع الرئيس مبارك بعد التطورات الكثيرة على صعيد القضية الفلسطينية، ومنها امتناع حركة حماس عن الحضور للحوار بالقاهرة فى 9 نوفمبر الماضى، ومنعها الحجاج الفلسطينيين من الذهاب إلى أداء الفريضة، بالإضافة إلى كسر الهدنة وأهمية استعادة الحوار مرة أخرى. وأكد «أبومازن» أنه لا توجد جهة مؤهلة فى العالم وأكثر إمكانية وقدرة من مصر، لأسباب كثيرة جداً، بأن تتولى عملية الحوار الفلسطينى، وكذلك التهدئة فى قطاع غزة بين حماس وإسرائيل، مشدداً على أهمية عدم استمرار معاناة الشعب الفلسطينى، وأن تستمر المساعدات فى وصولها إلى قطاع غزة. وقال: «بهذه المناسبة فإن 90٪ من المساعدات لغزة تأتى عبر مصر، ولكن مع الأسف الشديد فى كثير من الأحيان يتم ضرب المعابر كما حدث منذ عدة أيام فى معبر كرم أبوسالم، عندما تم ضربه خلال مرور عدة سيارات تحمل مواد إنسانية وتموينية للقطاع»، مضيفاً أنه «رغم كل هذا فإننا لابد أن نسير فى هذا الخط الذى أشرت إليه من استئناف الحوار والتهدئة»، وحول المحاولات الإسرائيلية لتصدير المشكلة وتحميل مصر مسؤولية قطاع غزة، والادعاء بأنها نفذت القرار 242 بالانسحاب من القطاع، قال الرئيس الفلسطينى إن هذا الأمر مريح لإسرائيل، ولكن أيضاً هناك من يساعدها على ذلك، وخلاصة التصرفات والإجراءات تساعد على أن تتخلص إسرائيل من مسؤوليتها تجاه غزة وإلقاء هذه المسؤولية كلها على مصر، و«هذا ما لا نقبله ولن نقبله وسنمنع بأى شكل مثل هذه التصرفات». وأكد أبومازن رفضه الحملة الإسرائيلية لتوفير غطاء لاجتياح غزة، وقال: «إننا لا يمكن أن نقبل أو نوافق على أن يتم اجتياح غزة أو الضرب بالطائرات الهليكوبتر أو المدفعية أو الصواريخ، فكلها أمور نرفضها رفضاً قاطعاً، لأن هذا كله يصب فى خانة ضرب الشعب الفلسطينى ومصالحه»، مستطرداً: «لكن فى الوقت نفسه نحن ضد الصواريخ التى يتم إطلاقها بين فترة وأخرى على إسرائيل، وهى صواريخ عبثية.