ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية فى بورصة نيويورك للأوراق المالية بعد أن انخفضت خلال تعاملات أمس الأول، متأثرة بالمخاوف إزاء مستقبل صناعة السيارات، إلا أنها عاودت الارتفاع مدفوعةً بتراجع البيت الأبيض عن موقفه وإعلانه إمكانية الاستعانة بأموال من خطة إنقاذ النظام المالى، لمساعدة قطاع صناعة السيارات. وأنهت بورصة نيويورك تعاملاتها مسجلةً ارتفاعاً يتراوح بين 3٪ و6.6٪ بالنسبة للمؤشرات الثلاثة ناسداك وداو جونز وستاندرد آند بورز. كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض صرحت مساء أمس الأول بعد فشل المفاوضات فى الكونجرس، لإقرار خطة لمساعدة قطاع صناعة السيارات بأنه «بالنظر إلى ضعف الوضع الاقتصادى الأمريكى حالياً، سننظر فى خيارات أخرى إذا اضطر الأمر، بما فيها استخدام برنامج الإنقاذ المالى، من أجل تجنب انهيار الشركات المصنعة للسيارات التى تواجه صعوبات». وفى غضون ذلك، أعلنت شركة «جنرال موتورز» الأمريكية لصناعة السيارات أنها ستخفض إنتاجها كثيراً فى أمريكا الشمالية فى الشهور الثلاثة الأولى من عام 2009 ليصبح 350 ألف سيارة، وهو الأمر الذى سيدفعها إلى تطبيق إجراءات بطالة تقنية فى 20 مصنعاً. وجاء فى بيان للشركة أن هذا الإجراء الصارم قد اتخذ بسبب «التراجع الشديد فى نشاط سوق السيارات فى الوقت الحاضر»، وأشار البيان إلى أن نشاط «سوق السيارات الأمريكية انكمش فى الأسابيع الأخيرة بصورة سريعة وخطيرة غير مسبوقة». وفى الوقت نفسه، ذكرت وزارة النقل الأمريكية أن المسافات التى قطعها الأمريكيون بالسيارة خلال 12 شهراً ماضية تراجعت بنسبة 3.3٪ مقارنةً مع الفترة ذاتها قبل عام، وقالت وزيرة النقل مارى بيترس فى بيان أنه «التراجع الأكبر فى التاريخ الأمريكى». جاء ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه دراسة أجراها المؤتمر الأمريكى لرؤساء البلديات ارتفاع عدد الأشخاص المشردين فى الولاياتالمتحدة فى 2008 مع زيادة معدل البطالة وأزمة السكن التى شهدت مصادرة عدد كبير من العقارات، وقد سجلت 83٪ من المدن ال 25 الكبرى ارتفاعاً فى عدد المشردين. وأكد ثلثا الأشخاص الذين شملتهم الدراسة فى 16 مدينة أنهم لاحظوا ارتفاعاً فى عدد الأسر التى طردت من بيوتها، وفى لويزفيل فى ولاية كنتاكى ارتفع عدد هذه الأسر بنسبة 58٪، ولم تقدم الدراسة أى رقم إجمالى لعدد المشردين. من جهة أخرى، اتفقت اليابان والصين وكوريا الجنوبية فى مدينة فوكوكا بجنوب اليابان أمس على توحيد الجهود للتغلب على الأزمة المالية العالمية. والتقى رئيس الوزراء اليابانى تارو آسو رئيس كوريا الجنوبية لى ميونج باك ورئيس الوزراء الصينى وين جياباو، كلاً على حدة قبل أن يجتمع الثلاثة معاً لأول مرة فى مسقط رأس آسو، وقال وجياباو إنه من المهم بالنسبة للزعماء الثلاثة مناقشة كيفية العمل معاً لبحث سبل مواجهة الأزمة المالية العالمية. وفى لندن، أكد وزير الخارجية البريطانى ديفيد ميليباند أن أوروبا ملتزمة بتنفيذ خطة تحفيز لمعالجة الأزمة المالية مهوناً من شأن خلاف نشب مؤخراً مع ألمانيا بسب تباطؤها فى الاستجابة للأزمة. وقال ميليباند إن هناك التزاماً قوياً من أوروبا بأكملها إزاء حزمة الحوافز التى وافق عليها الزعماء الأوروبيون أثناء قمة، فى بروكسل. فى غضون ذلك، تجتمع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الأحد مع رؤساء أكبر الشركات والبنوك فى لقاء قمة لمناقشة الأزمة التى تواجه الاقتصاد الألمانى، فيما أعرب فرانك يورجن فايسه رئيس مكتب العمل الألمانى عن مخاوفه من ارتفاع عدد العاطلين عن العمل فى ألمانيا خلال النصف الثانى من العام المقبل إلى ما يقارب 4 ملايين عاطل.
