كانت فكرة السينما، ضيف الشرف فى مهرجان القاهرة جيدة، رغم أنها ليست جديدة، لأنها تمكن عشاق السينما فى مصر من التعرف على روائع السينما فى هذا البلد أو ذاك، ولكن لا أحد يدرى لماذا تربط إدارة المهرجان بين ضيف الشرف وفيلم الافتتاح ورئاسة لجنة التحكيم، بل وأضافت هذا العام عرض فيلم الافتتاح داخل المسابقة أيضا،ً وقد بدت سلبيات ذلك الارتباط، وعرض فيلم فى الافتتاح فى المسابقة، عندما فاز الفيلم الإسبانى «العودة إلى حنصلة» إخراج شوس جوتيريز، بالهرم الذهبى أمس الأول. استقرت المهرجانات على أن يكون فيلم الافتتاح خارج المسابقة، والاستثناء يؤكد القاعدة، لتحقيق غرضين: الأول ألا تبدو الإدارة منحازة مسبقاً إلى أحد الأفلام، والثانى أن تتم معاملة أفلام المسابقة على نحو متكافئ، أثناء أيام انعقاد المهرجان. واستقرت المهرجانات على أن يكون فيلم الافتتاح من الأفلام التى ترضى أغلب الأذواق باعتبار أن جمهور الحفل ليس من صناع ونقاد وعشاق السينما فقط، وإنما يحضره فى العادة مسؤولون ووزراء ودبلوماسيون وأفراد من الجمهور العادى، أو أن يكون فيلم الافتتاح من الأفلام التى يشترك فى تمثيلها نجوم كبار حتى لو كان من الأفلام التى لا ترضى أغلب الأذواق. وقد ظلمت إدارة مهرجان القاهرة الفيلم الإسبانى الفائز بعرضه فى الافتتاح، لأنه لا يتناسب مع جمهور الحفل، وليس من أفلام كبار النجوم، وبدا فوزه «مجاملة» مقررة مسبقاً للسينما الإسبانية ضيف الشرف، خاصة مع اختيار رئيس لجنة التحكيم، من مخرجى هذه السينما. لم أشاهد كل أفلام المسابقة، حتى أتفق أو أختلف مع قرار اللجنة بأن الفيلم الفائز هو الأفضل، ولكن المؤكد أنه فيلم جيد ومن الأفلام الإنسانية الراقية، كما ذكرت فى «صوت وصورة» أمس، وقد رجحت فوزه بإحدى الجوائز، ولكن ليس بالهرم الذهبى، حيث يفترض أن يكون الفيلم من التحف، والمؤكد أيضاً أن الفيلم ليس من التحف، ومع ذلك فقد سعدت بفوزه، لأن الأفلام ليست إما أن تكون من التحف أو لا تكون. كما سعدت بالاشتراك فى الحوار الذى دار بين المخرجة وبين جمهور العرض الذى شاهدت فيه الفيلم مساء يوم الخميس. ومن أهم ما قالت مخرجة الفيلم فى هذا الحوار إنها من غرناطة وربما لذلك لا تشعر بالغربة، التى يمكن أن يشعر بها إسبان آخرون فى المغرب، وأنها كإنسانة قبل أن تكون سينمائية ليس من الممكن أن تعتبر الأخبار اليومية عن الشباب، الذين يحاولون الهجرة من المغرب إلى إسبانيا ويغرقون فى البحر أخباراً روتينية، وأنها صورت الفيلم فى ستة أسابيع لميزانيته المحدودة نسبياً، واختارت من نساء ورجال قرية حنصلة، من يقومون بالأدوار الثانوية، واكتشفت أثناء التصوير أنهم من الذين فقدوا بعضاً من أبنائهم أثناء محاولة الهجرة بالفعل. [email protected]