نظرت مجلة «تايم» الأمريكية إلى اختيارات أوباما لمستشاريه وقيادات إدارته، باعتبارها صدمة أصابت الليبراليين فى الولاياتالمتحدة ب «إحباط شديد»، حيث تشير مصادر مقربة من أوباما إلى أنه قرر اختيار هيلارى كلينتون للحقيبة الخارجية، وقرر اختيار الجنرال جيمس جونز مستشاراً للأمن القومى، وقرر الإبقاء على روبرت جيتس وزيراً للدفاع، وذلك على الرغم من أن ال 3 السابقين يعتبرون من «الصقور»، وهو ما يتناقض مع دعوة أوباما للتغيير. ونقلت «تايم» عن «شيرس باور» أحد الكتاب اليساريين المعروفين فى الولاياتالمتحدة قوله: «إننى محبط للغاية، فكل وعود التقدم تم إهمالها تماماً». وعلى الرغم من ذلك، رأت «تايم» أن اختيارات أوباما يجب ألا تثير هذا القدر من القلق، حيث إن بوش مثلاً اختار وزير الخارجية كولن باول ليكون فى إدارته لكى يستطيع أن يستخدمه ليبرر شن حرب العراق، لما عرف عن باول بوصفه من الحمائم، ولذلك ترى المجلة أن أوباما قد يكون اختار فريقه من الصقور لكى يستطيع أن يبرر سياسات التغيير التى يعتزم تطبيقها، لاسيما فى ظل ما يعتزمه من إجراء مفاوضات مع إيران والانسحاب من العراق. وتعتبر «التايم» أن أوباما كان حريصاً فى اختياراته لفريق سياسته الخارجية، على أن يختار أناساً لا يتناقضون مع سياسته الخارجية، حيث إن جونز طالما طالب بفصل الارتباط مع العراق، مشدداً على أهمية إغلاق معتقل جوانتانامو، كما أن جيتس طالب بدوره بالانسحاب من العراق، وسمى توجيه أى ضربة لإيران «الكارثة الاقتصادية»، كما انتقد «عسكرة» السياسة الخارجية الأمريكية وهى التصريحات الغريبة على وزاراء الدفاع الأمريكيين بشكل عام. أما هيلارى كلينتون فقد تطابقت سياستها تجاه إيران تقريباً مع سياسة أوباما، حيث يريد كلاهما أن يبدأ فى سياسة استخدام الدبلوماسية بشكل مكثف، مع تصعيد تدريجى للمواجهة معها. وترى أن مستشارى أوباما ال 3 الأساسيين فى مجال السياسة الخارجية ليسوا أكثر منه تطرفاً، إلا أن وجود جيتس كجمهورى، وهيلارى كسيناتو مخضرم مقرب للوبى الصهيونى، وجونز كجنرال سابق فى المارينز بجوار أوباما، من شأنه أن يساعده على إقناع اليمين بتغييراته المنتظرة. واعتبرت «تايم» أن أوباما سيبدو مضطراً للعب بالنار خلال الفترة المقبلة من سياسته الخارجية، حيث إن تعجيله بالانسحاب من العراق قد يعيد العنف إلى هذا البلد. كما أن إبرامه اتفاقية حول الموضوع النووى مع إيران سيلغى انتقاداً حول ضمان تنفيذ مثل هذا الاتفاق، كما أن ضغطه باتجاه اتفاقية سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيواجه بصراخ اللوبى الصهيونى، ومن ثم يحتاج أوباما إلى الثلاثى كلينتون وجونز وجيتس، لا للتفاوض مع الإيرانيين أو الفلسطينيين، ولكن لكى يسوقوا سياساته الخارجية للأمريكيين.