يجب أن تكون من أهل المعادى وسكانها منذ زمن لتفهم حقيقة ما يعانى منه أهلها الآن، فالمعداوية هم حالة خاصة، ويبدو ذلك فى انتخابات نادى المعادى الذى يعد من أعرق نوادى العاصمة، فالأعضاء المتقدمون للترشيح غالباً ينتسبون لعائلات المعادى الأصيلة التى يتشابك معظمها بصلات نسب ومصاهرة، والنادى يعد لمعظم أعضائه القدامى بمثابة بيت ثانٍ، ويكفى أن يعرف شخصان أنهما من سكان المعادى وعضوان فى نادى المعادى ليصبحا معارف، وأفسر حميمية العلاقة بين أعضاء النادى وسكان الضاحية بسبب الوضع الجغرافى للمعادى القديمة والجديدة التى اعتبرت امتداداً لها، فالمعادى لها حدود جغرافية متعارف عليها بين سكانها، ونتيجة لهذه الحدود تمتعت بالخصوصية وساهم النادى فى ذلك، فجميع أعضائه من سكان المعادى، عكس نادى الجزيرة أو الصيد الذى كان يضم أعضاء من وسط البلد والزمالك والدقى والمهندسين والمعادى. كانت هذه المقدمة مهمة لأنقل للمسؤولين الأسى الذى يشعر به سكان المعادى، وهم يرون ضاحيتهم الجميلة تتمزق أوصالها بين محافظتى القاهرة وحلوان دون تفسير منطقى على الأقل بالنسبة لهم ويجدون الضاحية التى كانت تسمى معادى السرايات من فرط روعة فيلاتها واهتمام مالكيها بحدائقها تقتلع أشجارها أو تعامل بسوء، وتتحول شوارعها الراقية النظيفة إلى مقلب قمامة بعد أن توقفت شركة أوروبا المنوط بها نظافة الضاحية وجمع القمامة بها عن دورها حتى تعرف هل المعادى تأتى فى إطار عملها أم لا لأن تعاقدها مع محافظة القاهرة، وفى تصريح لرئيس حى المعادى اللواء أحمد هانى فى ندوة أقامتها جمعية محبى الأشجار بنادى المعادى عن مشاكل الضاحية بأنه لن ينتظر حتى تحل مشكلة شركة النظافة، ولكنه يعمل على إيجاد حل فورى بتكليف شركة برفع القمامة من المعادى فوراً وكما يقولون «أفلح إن صدق» والمعادى تشتهر بجمعياتها التى تعمل فى خدمة المجتمع المحلى، وتضم خيار سيدات ورجال المعادى الذين يؤمنون بأهمية الخدمة العامة والعمل التطوعى وهناك تعاون فيما بينهم أذكر على سبيل المثال لا الحصر «أولادى، بلدى، محبى الأشجار، محبى المعادى، الريان، جمعية الزهراء شرق دجلة، ليونز وروتارى المعادى والمعادى الجديدة وجمعية رواد البيئة بالمعادى ومحبى الأشجار» وأعلم أنها جميعاً بصدد توحيد الجهود لإعادة البهاء للمعادى التى مازلنا نعشقها، سواء كانت تابعة لمحافظة القاهرة أو حلوان. إن ما يحدث للمعادى ليس بعيداً عن أى مكان جميل فى مصر تمتد إليه يد التشويه والإهمال إننا فى حاجة جميعاً أن نذكر بعضنا بأن شيوع القبح أسهل من الحفاظ على قيمة الجمال، ولكننا ملزمون أمام أنفسنا وأولادنا بالجهاد فى سبيل الحفاظ على هذه القيمة.