ثلاثة وجوه جديدة صعدت إلى الدورى الممتاز. مصر للمقاصة. وسموحة. ووادى دجلة. والفرق الثلاث تستحق التهنئة للجهد الذى بذل والمثابرة والإصرار. وقد انتظرت صعود الفريق الثالث كى أهنىء الثلاثة. ولكن الأمانة تقتضى منى القول إنى انتظرت صعود وادى دجلة كى أهنئه وأهنىء الثلاثة. فهذا الفريق الصاعد يمثل الحى الذى عشت فيه عمرى كله وأحببته، وهو حى المعادى. وقد كانت هناك محاولات سابقة وقديمة من أجل صعود فريق يمثل الضاحية فى الدورى الممتاز لكن كلها باءت بفشل ذريع. حاول نادى المعادى الرياضى واليخت فى السبعينيات، فلم يعبر الدرجة الثالثة. ورأى أعضاء ومجلس إدارة النادى أن من الأفضل الاهتمام بالنشاط الرياضى الممكن وليس المستحيل، وأن يكون ذلك فى إطار من النشاط الاجتماعى، خاصة أن النادى كان ولايزال يعد بيتا كبيرا يجتمع فيه أهل المعادى القدامى. كانت المحاولة الثانية من جانب نادى المعادى الجديدة. وهو ناد أنشأته فى نهاية الستينيات شركة المعادى للإسكان والتعمير فى بداية مرحلة التوسع التى مرت بها الضاحية الهادئة، وتشجيعا للناس على شراء الأراضى فى المعادى الجديدة أنشىء هذا النادى. ولم تنجح محاولاته فى الصعود إلى الدورى الممتاز هو الآخر. ثم انتزع النادى بمقره، وبالوعود التى منحت لسكان المعادى الجديدة وأصبح اليوم يسمى المركز الأوليمبى للمنتخبات.. ومازال سكان المعادى الجديدة ينتظرون أن يتحقق الحلم والوعد بوجود ناد يضمهم ويضم أولادهم..؟! قبل سنوات تلقيت دعوة من أصدقاء وشباب من المعادى للتعرف على حلمهم الكبير بشأن إنشاء ناد فى منطقة زهراء المعادى، وأطلق عليه وادى دجلة، نسبة إلى محمية وادى دجلة الطبيعية التى تضم أشجارا متحجرة منذ كانت الصحراء الشرقية المصرية عبارة عن غابات عامرة بالمياه.. توجهنا إلى موقع الحلم. وكان صحراء جرداء. وبعد ستة أشهر ظهر النادى، وبعد عام كان رئيس مجلس إدارته ماجد سامى يحلم باللعب فى الدورى الممتاز. وأذكر أنه قال: «سنلعب فى الممتاز خلال أربع سنوات». فقالت عينى: «هذا إما هزار أو.. تخريف»؟! صعد وادى دجلة للممتاز بعد خمس سنوات. وفى العام نفسه، صعد فريق ليرز إلى الدورى الممتاز فى بلجيكا. وهو يملكه أيضا ماجد سامى. وحدثنى ماجد سامى يومها عن صعود ليرز للدورى الممتاز فاعتبرته «يحلم أكثر من اللازم»..؟! يهتف جمهور المعادى وهو يشجع فريقه : «شيكيو شيكيو وادى دجلة مفيش زيه» وهو تقريبا نفس هتاف مصر الجديدة.. مبروك لوادى دجلة. ومبروك لسموحة ومصر المقاصة. وسوف تتغير خريطة الدورى المصرى أكثر وأكثر، لأنها لعبة إمكانات وإدارة، وكلاهما يكمل الآخر: المال والإدارة.. وجدت أخيرا فريقا أنتمى إليه فى الدورى، لأنه يمثل الضاحية التى أسكن فيها منذ 55 عاما، وهو أول فريق يلعب باسم المعادى فى الدورى الممتاز منذ أيام الفراعنة..؟!