«ليس من الضرورى أن تعرفونا، فنحن لا نرغب فى الشهرة، وربما لا تظهر أسماؤنا الشخصية فى الإعلام إلا فى حالة أن قدر الله وثارت بعض الأجهزة الإعلامية أو الأمنية دفاعاً عن شرف (الراقصات والعاريات ) أو تم اعتقالنا بتهمة التخطيط لوقف الرقص وقلة الحياء..» (نصًا من البيان التعريفى لجيش الفضيلة الذى يدعو إلى محاربة العرى والإباحية على الفضائيات الغنائية). الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه، صار للفضيلة جيش، بالفعل كان ينقصنا هذا الجيش الإلكترونى، تعددت الدعوات الصالحات لإطلاقه، ولطالما قصرت الجيوش النظامية جمعاء فى حماية الفضيلة، لابد لها من جيش افتراضى يحميها ويذود عن الحياض. جيش الفضيلة يتخذ على شبكة الإنترنت مواقع لحماية الشرف ومدونات للتدريب على ازالة الدنس، وينتشر ميدانياً عبر المنتديات والشات والبال توك، ويخوض حربا ضروسا ضد الفضائيين والفضائيات. يقوده من موقع «حماسنا» المدون الركن محمد السيد، والأخير يقول: «جيشنا هو مبادرة دعوية غير ربحية، ويتشكل من مجموعة من الشباب حملوا على عاتقهم مهمة مقاومة كل ما يدعو الى العرى والإباحية، خاصة مع الصعود المتنامى لقنوات الفيديو كليب. الجيش الافتراضى سيحارب المحطات المخلة بالآداب العامة من خلال الموقع الإلكترونى الذى دشنوه لهذا الغرض حتى تغير أسلوبها التجارى فى عرض الجوارى والرقيق «موديلز العرى»، وقادة هذا الجيش سيتواصلون مع بعض أعضاء مجلس الشعب المصرى لتقديم استجوابات «غير مبالغ فيها» وعرض المستندات علناً على صفحات موقع «حماسنا». المتحدث باسم جيش الفضيلة يقول: هدفنا نشر الفضيلة وليس الحجر على الأفكار، فنحن نرفض كبت الأفكار، ولا نؤمن بالعنف، ولا نقبل بحرمان الآخرين من الإبداع الهادف الذى يبنى ولا يهدم، وبصراحة شديدة نحن نرى أن أفلام وأغانى الابتذال والتعرى المنتشرة هذه الأيام أكثر نشرا وترويجاً للدمار من أفلام صنع المتفجرات والقنابل. ويشدد، لسنا ضد ظهور المرأة فى الإعلام، ولا نحرم الأفلام والمسلسلات «الراقية» التى تحمل أفكارا هادفة وبناءة، ولا نريد منع الأغانى النظيفة، ولا أن يرتدى كل مطرب الجلباب ويصبح درويشاً، على العكس تماما نريد أن يصعد الفنان إلى القمة فى التعبير عن الشباب لا أن يعبر عن ثقافة مبتورة تجمع بين بطون الفتيات والهزات الهستيرية. الجيش ينتوى اطلاق فرق لتعقب الكليبات الخارجة عن الصف الغنائى القويم، وتحريك تشكيلات قتالية «هاكرز» للهجوم على تجمعات منتهكى الفضيلة، وأولى معارك الجيش المنتظر تستهدف «فضائية لبنانية» تروج للعرى وتقيم مسابقات راقصة، الهجوم على الفضائيات عبر عدة محاور من خلال الإنترنت. ياهلا بالمغاوير، يا ميت مرحب بالأشاوس، سنباهى بكم الأمم على شبكة الإنترنت، خلاص مشاكل الأمة انتهت لم يعد يشغلنا سوى هز الوسط، جيش الفضيلة مبادرة دعوية غير ربحية وكأن هناك جيوشا تربح من الرذيلة، وما هى حكاية الاستجوابات غير المبالغ فيها، استجوابات دايت، لايت مثلا، ولماذا مجلس الشعب المصرى تحديدا دون كل برلمانات الأمة، هل لأن القاهرة صارت مركز البث العارى، أم لوجود جماعة «إم 88» الذين سيشكلون لاحقا الجناح البرلمانى لجيش الفضيلة. كنت أحسبكم جيشا لمحاربة الجهل والفقر والمرض، لاستنهاض الهمة فى كشف الغمة الديمقراطية ومناهضة وأد الحريات الشخصية، ورفض الأفكار الظلامية ومقاومتها، الأمر بالمعروف مقدم على النهى عن المنكر، هلاًّ أمرتم بمعروف، ونهيتم عن مطالعة فضائيات الثعبان الأقرع، إنها تلدغ الأمة فى عقلها.