■ هل اتحاد الكرة فى أزمة؟ قد تقول أزمة إيه؟ الناس دى تستعد بإذن الله للاحتفال بالوصول لكأس العالم. كلام جميل مقدرش أقول حاجة عنه.. صحيح لدينا أمل بإذن الله لكن المسألة ليست بالسهولة التى نتصورها. ■ طيب هل علينا جميعاً أن نخرس، وننكتم ونسد أفواهنا.. حتى لا نتهم بأننا دخلنا فى الممنوع وأن تلك الأسئلة ممكن أن تؤثر على فرصنا فى الوصول لكأس العالم.. جائز يحصل كده، جائز، والله ممكن يحدث، لماذا لا. فنحن فى مصر بنتلكك لبعض، فلا أحد يريد تحمل المسؤولية.. فقط تظهر وتبان عند الفوز، وكما أقول دائماً الفائز يأخذ كل شىء والخاسر يبقى وحيداً. ■ إذن قد يقولون إنه لا صوت يعلو على صوت المعركة، أقصد المباراة.. والكلام على عينى وراسى. ولكن لو فكرنا فى مناقشة موضوع مع اتحادنا بعيد عن المباراة.. هل المفروض أن ننكتم أيضاً؟ بالطبع لا.. فكرة القدم المصرية ليست مباراة واحدة ولكن أهداف كثيرة ولو لم تتحقق فلن تتقدم كرة القدم المصرية. للوصول إلى نتائج مطلوب مقدمات ويمكن القول إنه لا يوجد لدينا مقدمات تحقق أحلامنا. ■ قد يرى كثيرون أن هذه المباراة هى السبوبة أو هى مفتاح مغارة على بابا. أو هى الشفرة السحرية لحل كل المشاكل. ومعهم حق، فإذا وصلنا، وإن شاء الله سنصل، كلنا سننسى وسنغنى ونرقص ونقول ماشربتش من نيلها ممشتش فى شوارعها. والله مشيت وشربت لكن يظهر أن التأثير كان ضعيفاً علينا جميعاً، وأنا واحد من حضراتكم وبصراحة هوه فيه أحسن من النسيان، نحن شعب نحب أن ننسى، ونحب أن نغمض أعيننا، ونعشق فقد الذاكرة المؤقت. فالعلم يقول إن هناك SHORT MEMORY أى ذاكرة قريبة وأخرى LONG MEMORY أى الذاكرة البعيدة. ونحن بمزاج ممكن نخرج الذاكرة القريبة وممكن برضه نخرج الذاكرة البعيدة. حضرات القراء.. ■ ندخل فى الموضوع، قد اندهشت عندما قال أحد أعضاء الاتحاد عندما سألوه عن منتخب الشباب ونتائجه، وقبلها منتخبات الناشئين قال لا فض فوه «إحنا مش فاضين للحاجات دى، لدينا حاجات أهم، وهى مباراة الجزائر». عزيزى القارئ.. أموت وأفهم ما شأن اتحاد الكرة بالمباراة، لا هو سيدرب ولا هو سيقوم بالإعداد النفسى، ولا كل واحد من اتحاد الكرة سينفرد بلاعب ليعالجه نفسياً، ولا يستطيعون أن يضعوا برامج هذا الشهر ولا اقتراح المباراة التى سنلعبها ولا اقتراح مكان المعسكر.. ■ إذن ماذا يتبقى ليفعلوه، ما لهم هما ومال المباراة، هذا الكلام يذكرنى بمثلنا الشهير «أم العروسة فاضية ومشبوكة». وعند زواج أبنائى كنت ألاحظ نفسى وزوجتى وأرى أننا نروح ونجىء على الفاضى ولا نفعل شيئاً، فكل شىء تم الاتفاق عليه ولا مكان لتدخل.. عندما كنت ألاحظ ذلك على نفسى، أقرر أن أجلس على المنضدة أستمتع بالفرح كما الضيوف. طيب هل الكابتن حسن شحاتة وجهازه طلبوا منه العون والمساعدة؟ هل طلب استعارة مجدى عبدالغنى أو أيمن يونس لبعض الوقت لمساعدته؟ طبعاً لم يحدث، هل الرجل طلب منهم لقاء لمناقشة النواحى الفنية للمباراة وهم كانوا نجوماً فى الكرة؟ لم يحدث. طيب أسأل حضرتك سؤالاً وهو: ما هو فى رأيك دور أعضاء الاتحاد فى هذه المباراة؟ رأيى ورأيك طبعاً لا شىء. لا.. خطأ، طيب أين الشو الإعلامى، أين شهوة الظهور فى البرامج الإذاعية والتليفزيونية والصحفية؟ طيب إذا كنا سنحرمهم من هذه الشهوة وهذه المتعة، فماذا سيكون دورهم.. طيب حاول أن تحسب كم مرة ظهروا فيها على التلفاز وكم مرة تحدثوا فى الصحافة؟ ما تعدش، وقد يرى البعض أن ما يتم هو كلام فى كلام، كما أنه ليس هذا وقته. فكلام مثل: مصر خبرتها أكبر، عارفين، مباراة الجزائر مهمة، أيضاً عارفين.. على الجماهير أن تملأ الاستاد، شىء طبيعى لا يحتاج لتوجيه من أحد، ولن أكرر أخطاء بعضهم عندما قال إن فوزنا بهدفين يحل المشكلة ونصل، وثبت أن هذا كلام غير صحيح. حضرات القراء المعنى هو: هل معنى وجود مباراة الجزائر ألا يجتمع مجلس الإدارة وأن يناقشوا موضوعاً خطيراً كمستقبل الكرة المصرية الذى هو فى خطر بعد النتائج المفزعة من منتخبات الشباب والناشئين. نحن لدينا أزمة فى الناشئين الذين هم مستقبل الكرة المصرية، قد تسألنى: هيه مشكلة أم أزمة؟ لا طبعاً أزمة، فالمشكلة قد تكون فى خطأ أحد اللاعبين أو الحكام أو الأندية، ولكن فشل فرق الناشئين أزمة ونصف. والأزمة فى العلم قديمة قدم الوجود ذاته وهى تعنى أن الأحداث خارج نطاق السيطرة ويصعب حلها بالأساليب التقليدية، ومادامت الأزمة ممتدة فهى إذن ليست سهلة الحل.. إذن موضوع مثل فشل الناشئين أو فى الفشل فى الوصول إلى ما يضمن نجاح مستقبل الكرة فى مصر هو أزمة، وكما نقول شافعى وأبوحنيفة.. وهى أزمة ممتدة وطويلة فنحن لم نحقق أى شىء منذ سنوات طويلة ومازالت الأزمة قائمة. عزيزى القارئ.. طيب مادام حضرات الأعضاء ملخومين لشوشتهم بمباراة الجزائر، هل هناك ما يمنع من اختيار مجموعة محترمة ولها نجاحات فى كرة الناشئين ويرأسها اللواء حرب الدهشورى لبحث الموضوع؟ هل ذلك كان يمكن أن يؤثر على مباراة الجزائر؟ على الأقل كان يمكن لهذه اللجنة وضع تصورات وأساليب لمواجهة هذه المشكلة. لمعلومات الاتحاد هناك فى العالم كله وفى علم الإدارة بالذات ما يسمى إدارة الأزمة RISK MANAGEMENT فى كل العالم هذه الإدارة موجودة فى السياسة وفى الاقتصاد وفى الرياضة. ومهمة هذه الإدارة مواجهة الأزمة قبل حدوثها وتوقع حدوث أزمات ليكون الفعل سابقاً على رد الفعل. المشكلة أنك لو طالبت بهذه الإدارة فمباشرة ستجدها تتشكل ولابد أن يرأسها الكابتن مجدى عبدالغنى ومعه أيمن يونس ومحمود الشامى. أزمة الناشئين فى مصر يمكننى أن أكتب فيها مقالات ومقالات، ولعله يمكننى العودة إلى ذلك الموضوع فى مقال آخر. عزيزى القارئ: السؤال: هل مستقبل الكرة بخير؟ وأضيف الكرة فى خير وخير فى سلامة. من فضلكم أرجو أن يشرح لى أحدكم معنى هذا المثل، وله خالص تحياتى. ■ الأستاذ الدكتور كمال أبوالمجد، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، قال لمدير مشروع فريدوم هاوس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن المجلس غير حكومى كما أنه ليس منظمة أهلية.. المجلس يحصل على إعانات من الحكومة ويحصل على إعانات أيضاً من الهيئات الدولية على أنه منظمة أهلية، إذن هو نصف حكومى ونصف أهلى.. لكن لا هذا ولا ذاك. ■ الدكتور طه إسماعيل.. محل احترامى واحترام الجميع، كانت له سقطة أو هفوة عندما أكد أن هدف أبوتريكة فى مرمى الجزائر هناك يحتسب بهدفين، وأضاف أن ما يقوله من المسلمات ولا يحتاج إلى نقاش.. وهو ما ثبت عدم صحته بعد ذلك، العتاب لأن الرجل هو ممثل الفيفا فى مصر. ■ نقابة الصحفيين.. بعد حكم الإدارية العليا ببطلان انتخابات النقابة عام 2008 قررت اللجوء إلى المحاكم المدنية غير المختصة بوقف تنفيذ الحكم.. النقابة تسير على خطى الحكومة فى كل القضايا التى تخسرها فى القضاء الإدارى.. هذا التصرف ليس غريباً فكل الهيئات الرياضية ومجلسا الشعب والشورى والمحافظات تتبع هذا المنهج، وهو ما معناه عدم احترام أحكام القضاء. مشاعر ■ الأستاذ محمد أبوالعينين، رئيس المجلس المصرى للشؤون الأوروبية.. تعجبت عندما عقد اجتماعاً لبحث سبل التعاون بين مصر وإثيوبيا، هناك مجلس أتشرف برئاسته اسمه المجلس المصرى للشؤون الأفريقية ولنا دور كبير فى أفريقيا. استأذنه فى عقد لقاء لبحث سبل التعاون بين مصر وإحدى الدول الأوروبية ولتكن إنجلترا أو فرنسا.. هل لديه مانع؟ ■ مباراة مصر والجزائر.. يبدو أن الإعلام فى الجزائر ومصر قرر أن تكون المباراة إعلامية فى وسائل الإعلام بدلاً من أن تكون مباراة فى كرة القدم بين اللاعبين على ملعب استاد القاهرة.. ترى من سيكسب فى هذه المباراة الإعلامية؟ ■ أمير عبدالحميد، حارس مرمى النادى الأهلى.. أتمنى من إدارة الأهلى والجهاز الفنى الرأفة والرحمة.. الرجل لا يصدق نفسه فبعد أن كان الحارس الأوحد بعد رحيل عصام الحضرى.. لم يجد نفسه فى الاحتياطى ولا فى التشكيل من أساسه.. يبدو أن حظ النادى الأهلى فى حراس المرمى مش ولابد. بالمناسبة مبروك خطوبة الحارس عادل عبدالمنعم، الذى حل محل أمير، على ابنة مدرب حراس المرمى أحمد ناجى. ■ مجدى عبدالغنى عضو اتحاد كرة القدم.. قرأت أنه قدم استقالة مسببة من اتحاد كرة القدم وأرسلها للمجلس القومى للرياضة. السؤال: هل سيتراجع عنها؟ أكيد، الدليل أنها مسببة وهو معناه أنها ستأخذ وقتاً طويلاً للمناقشة، وأيضاً ما دخل المجلس القومى بهذه الاستقالة.. لو تمسك بالاستقالة يكون الكابتن مجدى «قد القول» ويستحق الاحترام. قرأت من لحظات أنه بعد لحظات سحب الاستقالة. بدون مشاعر .. بروفة أحمد عز قبل مؤتمر «الوطنى».. والحزب يحتاج لعبقرى لفك شفرة ضعف إقبال الشباب على الانتخابات أدهشنى ما قرأته فى الصحافة أن الرجل عقد أكثر من اجتماع لقيادات الحزب ليستمع منهم ويختار منهم من الذى سيوجه الأسئلة للرئيس مبارك أثناء المؤتمر السنوى. البروفات معروف أنها تكون فى الفن مثل بروفة المطرب مع فرقته الموسيقية أو بروفة المسرحية للمخرج مع ممثليه.. ولكنى لم أسمع عن مثل هذه البروفات فى الأحزاب السياسية وما أكثر ما قرأت وتابعت ودرست عن العمل بالأحزاب فى العالم. قد تسألنى لماذا أدهشك ذلك؟ أقول لك لأنها تذكرنى بأيام الاتحاد الاشتراكى وبمعسكرات الدكتور حسين بهاء الدين، وزير التعليم الأسبق، فى معسكرات الشباب بحلوان، العصر غير العصر. لابد أن نترك للشباب مساحة للتحرك، لابد أن نعلمهم شجاعة حرية الكلام وحرية الحركة والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة ولقاء المسؤولين، فات أوان التوجيه والتلقين، فهؤلاء القيادات ليسوا طلبة فى مدرسة إعدادى أو ثانوى أو حتى جامعى، فالمفترض أن هؤلاء يعدون لتولى المناصب الكبرى فى الحزب وفى الحكومة. والغريب أن هذه البروفة تتناقض مع بعض الأعمال التجديدية فى الحزب التى قام بها المهندس عز، ففى رأيى أن من أعظم الأعمال اقتراح والإصرار على إجراء الانتخابات القاعدية حتى أصغر وحدة حزبية، وهو موضوع لم تستطع قيادات كبيرة أكبر وأقدم من أحمد عز فى العمل الحزبى طوال حياة حزبى مصر والوطنى بل كل الأحزاب فى مصر الاقتراب منه، وقد يرى البعض أنه قد تم فيه كثير من التدخلات والتوجيهات من المستوى المركزى أو مستوى أمناء الحزب بالمحافظات ولكن ما تم يستحق التنويه والاحترام، وفيه كثير من الحرية والتدرب على الانتخابات، التى قد تخرج قيادات طبيعية لم تكن لتظهر لولاها. فما تم فى تلك الخطوة يتعارض فى رأيى إلى حد كبير مع موضوع بروفة المؤتمر العام، كما أن هذه البروفة تعنى أن أمانة التدريب والتثقيف عملها ناقص فمهمتها ليست فقط عمل برامج فى التدريب السياسى ولكن فى اكتشاف قيادات تثرى مستقبل الحزب، ولست أدرى هل تم تنسيق بين أمانة التنظيم وهذه الأمانة أم كل أمانة ونفسها. فى ظنى وفى أدبيات الأحزاب أن أى حزب يقوم على قدر القيادات الشابة فى الحزب وهو ما يحدث فى إنجلترا وفى البلاد متعددة الأحزاب، وفى تحليل الانتخابات الأمريكية الأخيرة قال المحللون إن أوباما لو كان قد اعتمد على الناخبين ممن هم فوق 45 سنة لم يكن لينجح بأى حال من الأحوال ولكنه نجح لأنه اعتمد على الشباب وبهم حصل على نسبة تعادل 66٪ من أصوات الشباب ممن هم دون الثلاثين عاماً. فكانت نسبة أوباما 52٪ ونسبة جون ماكين 46٪ فى المرحلة السنية من (30 - 44 سنة). وأضافوا أنه فى المرحلة السنية من 45 سنة إلى 64 سنة فقد توزعت بين المتنافسين، حيث حصل ماكين على 50٪، وأوباما على 49٪، وفى نسبة من صّوتوا ممن هم فوق 60 سنة حصل ماكين على 53٪ وأوباما على 45٪. الشىء الغريب الذى يجب أن يستفيد منه الحزب الوطنى هو أن هؤلاء الشباب الذين ساهموا فى نجاح الرجل فقدوا اهتماماتهم السياسية بعد الانتخابات، وفى استفتاء معهم قال البعض: «لقد زهقنا من السياسة»، وقال آخر: «أريد استراحة»، وقال ثالث: «سنعود عندما يرشح أوباما نفسه مرة أخرى». إن أكبر مشكلة لدينا هى ضعف إقبال الشباب على الانتخابات، وهى مهمة صعبة على الوطن والأحزاب المعارضة. إن هذه العملية تحتاج إلى عبقرى سياسى ليفك هذه الشفرة، فهى فى صعوبة حجر شمبليون قبل قراءة المكتوب عليه، فى أمريكا قامت جماعة سمت نفسها ROCK THE VOTE، وهى منظمة أهلية تدعو الشباب للذهاب للتصويت. فهل يا ترى سيسمحون فى مصر بتكوين مثل هذه الجمعيات التى أرجو أن يكون لها فروع فى كل محافظة بل فى كل حى وكل قرية. فى الدول المتقدمة يرددون أن كبار السن فوق 45 سنة، عندما يغضبون من بعض المواقف السياسية يذهبون بإصرار للتصويت، أما عندما يغضب الشباب فهم يمكثون فى منازلهم، ويبدو لى أن البقاء فى البيوت هو السائد لجميع من لهم حق التصويت. يقاس الحزب بحجم ما لديه من بشر خاصة الشباب، بشرط أن تكون الاحصائيات صحيحة وواقعية، إن أهم سؤال لأى حزب هو ليس كم من الوقت سيعيش الحزب ولكن هو كيف حال الحزب وكيف يعيش هل فى صحة جيدة؟ تماماً كالبشر فالمسألة ليست كم ستعيش ولكن كيف هى حالتك طوال حياتك، هل لديك الحيوية، هل لديك الطاقة، هل تؤثر فيمن هم حولك؟ والنصيحة الآن لأحزاب مصر، ليس كم من الوقت ستعيشون ولكن كيف ستؤثرون، ثم كيف ستحكمون عندما تصلون؟