لم توجه لى الدعوة لحضور مهرجان الإسماعيلية الدولى الثالث عشر للأفلام التسجيلية والقصيرة، الذى اختتم يوم السبت الماضى، ولكنى ذهبت لحضور حفل الختام ومشاهدة الأفلام الفائزة، والالتقاء مع الأصدقاء من المصريين والعرب، وكم كانت مفاجأة رائعة عندما وجدت نخبة من النقاد العرب الكبار مثل السورى قصى صالح الدرويش واللبنانى إبراهيم العريس والمغربى خالد الخضرى والفلسطينى بشار إبراهيم وغيرهم رغم انعقاد »الإسماعيلية« فى نفس توقيت انعقاد »أبوظبى«. وكم سعدت بما يشبه الإجماع على أن الدورة كانت ناجحة، والأفلام الجيدة كانت لها الغلبة، سواء من النقاد العرب المذكورين، أو من الحوار مع محسن ويفى، رئيس جمعية نقاد السينما المصريين، والناقد الشاب المتميز رامى عبدالرازق، وإن كانت له ملاحظات حول الأفكار العتيقة التى قال إنه سمعها فى ندوة المهرجان الرئيسية وكم سعدت أيضاً بكتالوج المهرجان الذى حررته الناقدة والباحثة المرموقة الدكتورة نهاد إبراهيم باللغتين العربية والإنجليزية، وصممه الفنان الكبير الأستاذ ناجى شاكر، الذى صمم أيضاً الملصق المبتكر الذى يعد فى ذاته عملاً فنياً كاملاً ولا مبالغة فى القول بأن هذا الكتالوج هو أحسن كتالوج بين كل كتالوجات المهرجانات السينمائية، التى أقيمت فى العالم العربى هذه السنة، وحتى الآن على الأقل. الكتالوج هو ما يبقى من أى مهرجان كمرجع، أو ما يجب أن يبقى من أى مهرجان فهناك كتالوجات كثيرة لا تستحق عبء حملها من إدارة المهرجان إلى غرفة الفندق، وليس فى رحلة العودة إذا كنت قادماً من مدينة أخرى، أو من بلد آخر. ومعيار تقييم أى كتالوج معروف وثابت منذ عقود، وهو أن يتضمن كل شىء عن المهرجان، والإجابة الواضحة عن كل سؤال، والمعلومات الكاملة عن كل فيلم وعن كل مخرج، وهذا ما تحقق فى كتالوج الإسماعيلية 2009 بدقة وبراعة وجمال أيضاً، فهذا مهرجان سينما والسينما فن والفن هو الجمال، بل الحق والخير، وكل القيم الإنسانية الكبرى، ومن اللافت أن مهرجان أبوظبى الذى أقيم فى نفس توقيت الإسماعيلية لم يكن له كتالوج هذا العام، وإنما مجرد برنامج أو دليل للعروض. تحية حارة إلى رئيس المهرجان على أبوشادى، ونائبه الفنان المبدع صلاح مرعى، والأمين العام عبلة سالم، ومساعدتها جيهان إبراهيم، وكل فريق المهرجان الذى يعمل طوال العام. [email protected]