سعدت للغاية لقرار فاروق حسني وزير الثقافة باعادة النظر في مهرجان الفيلم القومي بعد ان قرر تشكيل لجنة من كبار الفنانين والنقاد لاعادة تقييم المهرجان وتحديد مصيره هل يتحول الي مسابقة ام يبقي كمهرجان فبعد نحو عشرين عاما من انطلاقه لم يعد المهرجان القومي مهرجانا! فكيف حدث ذلك؟. كان وزير الثقافة قد تحمس لاطلاق هذا المهرجان لدعم السينما والسينمائيين بتشجيع الانتاج المتميز والعناصر الفنية المختلفة في الفيلم السينمائي من تأليف وسيناريو وتمثيل وتصوير وديكور وموسيقي ومونتاج واخراج بالاضافة لمنح جوائز انتاجية لافضل ثلاثة افلام.وقد ضم له بعد ذلك مسابقة للافلام التسجيلية القصيرة والطويلة وافلام الديجيتال ليصبح معبرا عن الانتاج السينمائي المصري طوال عام كامل. وقد بدأ المهرجان قويا ناجحا فقد سعي لاكتشاف الافلام المجهولة في تاريخ السينما واعادة ترميمها وعرضها في حفل الافتتاح وعمل علي تشكيل لجنة تحكيم برئاسة احد كبار الادباء والمفكرين فرأس لجان تحكيمه انيس منصور وكامل زهيري وسعد الدين وهبه وجمال الغيطاني وغيرهم.. بل وعمل علي تكريم كبار الفنانين واختيار احد النقاد ايضا لتكريمه باعتبار النقد السينمائي احد العناصر المهمة لنجاح الفيلم.. ثم بدأ المهرجان يتراجع .. فما الذي حدث؟. كان الهدف من اقامة مهرجان وليس مسابقة اتاحة الفرصة للجمهور ليشاهد افلام العام »مجانا« ويلتقي بصناع هذه الافلام ويناقشهم في لقاء مفتوح عقب عرض الفيلم فتتحقق فائدة مزدوجة.. يكتسب الجمهور ثقافة سينمائية ويتعرف صناع الافلام علي رأي الجمهور الذي يصنع من اجله الافلام وجها لوجه.. وقد بدأ التراجع بغياب الفنانين.. عن حضور فعالياته بدءاً من حفل الافتتاح ومرورا بالندوات التي تقام حول افلامهم فحضر الجمهور ولم يحضر الفنانون!. وفي حفل الختام يحضر فقط الفائزون وقد جاءوا بعد اتصالات عديدة من ادارة المهرجان تخبرهم بأهمية تواجدهم في الحفل »والمعني طبعا في بطن الشاعر« فالفنان يذهب وهو شبه متأكد ان جائزة بانتظاره.. ولكن لماذا لا يقبل الفنانون علي حضور مهرجان اقيم من اجلهم؟.. الحقيقة ان بعضهم يتعامل بشكل من اشكال »التعالي« علي الجمهور ويري فيما يطرحه من تساؤلات »سطحية لا تليق بوجوده« مع ان واجب الفنان ان يأخذ بيد المشاهد الذي يمنحه في النهاية اجره. وبعضهم يخشي مواجهة الجمهور حتي لايهاجمه علي تقديمه لافلام قد يراها دون المستوي.. واغلبهم يري وانا معهم ان توقيت اقامة المهرجان غير مناسب »بين شهري ابريل ويونيه« ففي هذا التوقيت يسافر بعضهم لحضور مهرجان كان وينشغل اغلبهم بتصوير مسلسلات وبرامج شهر رمضان.. لهذا اري ضرورة تعديل موعد المهرجان ليقام في اوائل العام بين شهري يناير وفبراير.. وان تشارك فيه كل الافلام المنتجة خلال العام علي غرار مسابقة الاوسكار الامريكية التي تشارك فيها كل الافلام دون ان يخضع ذلك لاهواء المنتجين. كما اري ان يظل المهرجان مهرجانا وليس مسابقة فقط لان عرض الافلام للجمهور هدف نبيل يجب ان يحافظ عليه المهرجان وان تدعمه وزارة الثقافة. »زووم اوت« : الكرة الان في ملعب الفنانين.. والمهرجان »مهرجانهم« علي رأي الوزير.