فاجأ أحد المواطنين الرئيس محمد مرسي عقب أدائه صلاة الجمعة، بمسجد الفاروق بالتجمع الخامس، وهتف بصوت مرتفع أكثر من مرة «يا دكتور مرسي» أملا في أن يتوقف الرئيس للاستماع لشكواه، لكن مرسي استقل سيارته وغادر المكان مسرعا وسط صراخ المواطن «يا ريس سقّطولي مراتي». وظل المواطن القادم من سوهاج خصيصا لمقابلة الرئيس مرسي يصرخ ويهتف وسط محاولات أفراد الحرس الجمهوري وأمن الرئاسة تهدئته، ومعرفة شكواه التي قدمها لهم مكتوبة، لكن مغادرة الرئيس للمكان بسرعة أغضبت المواطن الذي قال: «قطعت 500 كيلو متر من سوهاج إلى هنا، وذهبت للرئيس عند منزله، وطفت وراءه 5 مساجد ولم أستطع مقابلته لأشتكي له» مضيفا: «الرسول عليه الصلاة والسلام كان يلتقي الناس ونحن لا نستطيع مقابلة الرئيس الذي انتخبناه، احنا لو رحنا لحسني مبارك السجن يبقى أحسن». وأدى الرئيس مرسي الصلاة بصبحة نجله عبد الله وأسعد الشيخة، نائب رئيس الديوان، وعقب انتهاء الصلاة، دعا إمام المسجد رمضان بدراوي دعاءً مطولا للرئيس مرسي بأن يوفقه الله إلى ما يحبه ويرضاه ويرزقه البطانة الصالحة. وركز إمام المسجد في خطبة الجمعة على مبدأ الوسطية والاعتدال في الإسلام، والتي تعني التوازن والتعادل بين الأطراف المتقابلة، وأن يأخذ كل طرف حقه بلا تفريط ولا نقصان، مؤكدا على أن الاسلام جاء ليامر بالوسطية والاعتدال في كل شيء، مستشهدا بقول الله تعالى: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا». وقال إنه «للأسف فكل من يتكلم عن التطرف يركز على نوع واحد منه وهو التشدد في الفتاوى والرأي، لكن التطرف له أنواع أخرى فمن يسرق ومن يزني، متطرف، ومن ترتدي ملابس غير محتشمة متطرفة، والاسلام حرم الجانبين من يتشدد ومن يهمل في تعاليم الإسلام». وأضاف: «علينا الالتزام بالوسطية والمنهج المعتدل حتى في خلافاتنا، فالإسلام أقر الخلاف لكن لابد أن يكون قائما على الاحترام المتبادل وأن تحترم رأي غيرك دون أن تخرج عن حدود الأدب واللياقة».