«إنت راجل كداب» .. بهذه الكلمات الثلاث قاطع إكرامى أحمد عبداللطيف، المتهم بقتل موظف إدارى فى الحزب الوطنى بمدينة 6 أكتوبر داخل مقر الحزب، العميد جمال عبدالبارى الذى أجرى التحريات حول الواقعة، أثناء شهادته أمام محكمة جنايات الجيزة أمس، حيث فوجئ الحضور بالمتهم يقاطع الشاهد من داخل القفص، بعدما أكد الضابط الشاهد أن المتهم اعترف تفصيليا له بارتكاب الجريمة بعد القبض عليه.. وعندما بدأ الشاهد فى شرح تفاصيل الجريمة، وأن المتهم قام بخلع حذائه بعد طعن المجنى عليه عدة طعنات، لأنه شاب رياضى يلعب الكونغ فو منذ صغره، وإنها وسيلة من وسائل تلك الرياضة أن يقاتل خصمه وهو عارى القدمين، قاطعه المتهم مرة ثانية، ووجه له سؤالا قائلا: «طيب الشراب كان ظروفه إيه فى القضية دى.. أنا خلعت الجزمة.. طيب الشراب عملت فيه إيه؟». بدأت الجلسة فى الثانية عشرة ظهرا، بعدما أحضر الرائد ياسر زعتر، ضابط حرس المحكمة المتهم، وأودعه داخل قفص الاتهام، وجلست والدته وشقيقته بجوار القفص تتحدثان معه، بينما ظهر الحزن على شقيقته التى كانت ترتدى نظارة سوداء لإخفاء دموعها التى أغرقت وجهها، بينما جلس والده بجوار محاميه طلعت السادات فى الصف الأول للمحكمة، وقال المتهم ل«المصرى اليوم» إنه برىء من دم المجنى عليه، ولم يرتكب تلك الجريمة، وإنه تعرض لضغط شديد للتوقيع على محضر التحريات، وإنه ترك عمله بالحزب قبل الواقعة بعدة شهور، وبدأت المحكمة فى نظر القضية، وأثبت المستشار أحمد صبرى يوسف، رئيس المحكمة، حضور الضابط الشاهد جمال عبدالبارى، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، ثم نادى على باقى الشهود، وتبين عدم حضورهم.. وطلب طلعت السادات، محامى المتهم، من المحكمة إعادة النظر فى الطلبات التى طلبها فى الجلسة الماضية، وسماع شهود النفى، وأكد حرصه على عدم تعطيل سير الدعوى، ملتمسا الاستجابة لطلباته باعتبارها طلبات جوهرية للدفاع عن المتهم. وبدأ العميد جمال عبدالبارى الضابط الذى أشرف على فريق البحث والتحرى فى الواقعة، فى الإدلاء بشهادته أمام المحكمة وقال: عندما تم ضبط المتهم، اعترف بارتكاب الواقعة، وهنا صرخ المتهم من داخل القفص فى الشاهد: «إنت راجل كداب»، بينما طلب الشاهد من هيئة المحكمة إثبات ذلك، فرد المتهم قائلا: «هو مثبوت عند ربنا أساسا»، وطلب القاضى من المتهم السكوت، وقال له إن محاميك سوف يتولى الدفاع عنك، ثم عاد الشاهد ليقسم بالله العظيم بأن المتهم اعترف له تفصيليا بارتكاب الجريمة، وقال إن المتهم شخصية تعتز بنفسها، ورغم هدوئه فإنه حاد الطباع، وعنيف، وما فعله من أنه قام بإهانتى أمام المحكمة، يدل على ذلك، فما بالكم وأنا أتعامل معه داخل القسم، فهو شخصية فريدة من نوعها، لم أقابل مثلها منذ 30 سنة هى فترة عملى بالمباحث، ولقد تعاملت معه فى هذه الواقعة بهدوء وحكمة، وهنا قاطعه السادات قائلا للمحكمة: «إن الشاهد يحاول استدعاء المحكمة على المتهم».. بينما ظهرت ابتسامة «سخرية» على وجه المتهم. وقال الشاهد إن المجنى عليه اصطحب المتهم إلى مقر الحزب بالحى العاشر، وتناولا العصير داخل غرفة الشؤون الادارية، وأقنعه المتهم بالدخول إلى غرفة الاجتماعات لمقابلة صديقه الذى يعمل فى مكان مهم، ثم غافله وقام بطعنه عدة طعنات، فى أماكن متفرقة من الجسد، فسقط فى مكانه، فأجهز عليه المتهم، وقام بخلع حذائه، لأنها وسيلة من وسائل لاعبى رياضة الكونغ فو عندما يتقابل مع مقاتل آخر، يقابله عارى القدمين، وهنا قاطعه المتهم قائلا: «طيب الشراب إيه ظروفه فى القضية دى.. أنا خلعت الجزمة، طيب الشراب عملت فيه إيه؟»، وتابع الشاهد أنه بعد الحادث بأسبوع عثر على عبارة مكتوبة على جهاز الكمبيوتر الموجود داخل غرفة الشؤون الادارية، مكتوب بها: «قتلنى الشيخ فلان»، الأمر الذى يؤكد أن إكرامى كتبها على هذا الجهاز الذى كان يعمل عليه لتضليل العدالة، وتضليلنا جميعا والهروب بجريمته.