أفقدت معركة انتخابات اليونسكو الفنان فاروق حسنى، الصلاحية فى البقاء كوزير للثقافة المصرية، فالرجل كما يبدو من تصريحاته يحمل «مرارة» ستجعله يركز خلال الفترة المقبلة على تصفية الحسابات سواء مع دول الخارج التى لم تسانده أو مع بعض المثقفين فى الداخل الذين لم يؤيدوه.. وبالتالى فإن خروج حسنى من الوزارة هو الحل الوحيد دون الالتفات إلى محاولات الوزير تصوير جلوسه فى البيت بأنه هدف إسرائيلى. لقد نجحت مصر فى معركة اليونسكو وخسر فاروق حسنى بسبب أدائه وتصريحاته والدليل على ذلك أن د. إسماعيل سراج الدين الذى يملك خبرة العمل فى منظمات دولية لم يحصل على أى صوت فى الانتخابات التى خاضها بمفرده دون أن يكون مرشح الدولة بينما حصد فاروق حسنى كل هذه الأصوات بجهد الرئيس مبارك ومكانة مصر والدبلوماسية المصرية لكنه خسر لأسباب لها علاقة بأدائه وتصريحاته للدرجة التى جعلت شخصية كبيرة جدًا فى الدولة تعلق على خسارة حسنى بوصفه ب«المدب».. وبدلاً من أن يستفيد الوزير من أخطائه راح يلقى الاتهامات يمينًا ويسارًا دون أية حسابات حول علاقات مصر أو مصالحها. لم يكن أحد يتوقع أن تدعم إسرائيل المرشح المصرى وكم من مرشحين مصريين تقلدوا مناصب دولية مثل بطرس غالى ود.فتحى سرور ود. محمد البرادعى والمؤكد أن إسرائيل حاربتهم ولم تؤيدهم لكنهم استطاعوا الفوز وبالتالى فإن تحميل المسؤولية الكبرى لإسرائيل من قبل الوزير يهدف به فقط إلى اكتساب شعبية بين المصريين وإيجاد مبرر لاستمراره بالوزارة مع أن المرشحة البلغارية التى فازت لديها بعض المقومات لكسب المنصب حيث إنها نائبة منتخبة لدورتين ووزيرة خارجية لبلادها وسفيرة سابقة باليونسكو وبالتالى تملك علاقات وحنكة سياسية يفتقدها الوزير المصرى الذى ظل طوال تاريخه كله يعتمد على رضا الحاكم فقط لا غير فلم يدخل أى انتخابات.. واختزل دوره فى دخول معارك أجاد فيها بدعم الحاكم وليس برأى الجمهور. كان يعجبنى قديمًا فى فاروق حسنى جسارته «رغم اختلافى معه فى مواقف كثيرة» وقدرته على إعلان استغنائه عن منصبه وهى سمة يفتقدها وزراء كثيرون لكن معركة اليونسكو كشفت أن حسنى لا يختلف عنهم ويتشبث بالكرسى كغيره فبعد أن وعدنا بتقديم استقالته فى حال خسارته عاد ليضيف إليها «إذا وافق الرئيس مبارك» ثم أطلق عدة تصريحات بعد عودته من باريس تؤكد تمسكه بمنصبه مثل «تلقيت رسائل شتائم من إسرائيل تقول سعدنا لأنك خسرت لتقعد فى بيتك»، وكلامه أن الرئيس قال له «ارمى وراء ضهرك» وخطته لإعلان حرب ثقافية ضد طغيان إسرائيل وغيرها. أما أغرب تصريحات صدرت عن فاروق حسنى فهى قوله «منحت المنظمة الشهرة لأننى أكبر منها»، ولمن طالبوه بأن يجلس فى منزله قوله «ابقوا قابلونى» واعترافه «عندما جئت وزيرًا للثقافة لم أكن أعرف شيئًا عن الوزارة وتعلمت» أما الأغرب من ذلك فقوله «حياتى وأشياء كثيرة تجعلنى مستغنى».. هذا ما يردده الوزير لكن أفعاله كلها تؤكد تشبثه بالمقعد وهذا من حقه طالما أن أحدًا لم يحاسبه على تصريحاته التى ورط فيها مصر مع دول خارجية ولا على حريق قصر ثقافة بنى سويف.. وقضايا الفساد خلال عهده بالوزارة. .. سيادة الوزير.. لقد أصبت وأخطأت سنوات طويلة.. وحان وقت الرحيل لأنك فقدت الصلاحية للبقاء ب«العزبة» أقصد الوزارة!!