كشف السفير السورى فى واشنطن عماد مصطفى، أن الموفد الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل قدم طلب تأشيرة دخول إلى سوريا، وقال مصطفى فى مقابلة مع شبكة «الحرة» التليفزيونية إن «السيناتور ميتشل وفريقه أودعوا لدينا جوازات سفرهم.. للحصول على تأشيرات دخول إلى سوريا»، فى مؤشر جديد على محاولات التقارب التى تقوم بها الإدارة الأمريكيةالجديدة تجاه دمشق. ولم يحدد السفير السورى متى ينوى الموفد الأمريكى التوجه إلى دمشق، والتى ستكون - حال حدوثها - الزيارة الأولى من نوعها منذ توليه مهام منصبه. كان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية بالوكالة للشرق الأوسط جيفرى فيلتمان، زار الأسبوع الماضى دمشق، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية وليد المعلم، تركزت على الزيارة المقبلة ل»ميتشل»، وكانت هذه الزيارة هى الثانية فى غضون شهرين يقوم بها فيلتمان، بينما تحاول واشنطن تحسين علاقاتها مع سوريا التى ساءت كثيرا فى عهد الرئيس جورج بوش. على الجانب الآخر، لم ينفِ مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت وود، تلك المعلومات، لكنه قال إنهم لم يبتوا بعد فى مسألة القيام برحلة إلى هناك، واكتفى بالقول إن «ميتشل قام برحلات عدة إلى المنطقة، وسيواصل القيام بذلك فى الأشهر المقبلة»، مشيرا فى هذا الصدد إلى أن «ميتشل وفريقه يواصلان التقدم بطلبات للحصول على تأشيرات دخول إلى عدد من دول المنطقة، بما فيها سوريا، لنكون قادرين ومستعدين لزيارة هذه الدول عندما يكون ذلك مناسبًا». كانت العلاقات بين واشنطنودمشق توترت بعد الاجتياح الأمريكى للعراق عام 2003 وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى عام 2005، والذى أشار تقرير مرحلى أولى للجنة تحقيق دولية إلى احتمال تورط مسؤولين أمنيين سوريين ولبنانيين فيه، واستدعت واشنطن سفيرها فى فبراير 2005 إثر اغتيال الحريرى ولم يتم اتخاذ قرار بعد حول إرسال سفير جديد، رغم نفى دمشق أى ضلوع لها فى مقتل الحريرى، ورغم قيامها بسحب جيشها من لبنان بعد شهرين، منهية نحو 3 عقود من الانتشار فى لبنان. وبالرغم من أن أوباما مدد الأسبوع الماضى لمدة سنة عقوبات اقتصادية فرضتها الإدارة السابقة لبوش على سوريا عام 2004، فإن مصدرًا سوريًا قلل من أهمية هذا الإجراء، مشيرا إلى أنه يتم بشكل «دورى». على صعيد آخر، التقى الرئيس السورى بشار الأسد أمس الأول، نظيره التركى عبدالله جول خلال زيارة الأخيرة لدمشق فى محطة، وصفها المراقبون بأنها «مهمة فى توقيتها ومضمونها»، إذ تمثل فرصة لمناقشة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وقال جول خلال زيارته إن «كثيرين فى الغرب مقتنعون بأن سوريا هى المفتاح الرئيسى لمجمل قضايا المنطقة ولا يمكن لأحد أن يتجاهل دورها المهم فيها»، وبينما دعا دمشق إلى استئناف المفاوضات مع إسرائيل، رفض الأسد الحديث عن موعد لاستئناف تلك المفاوضات غير المباشرة، قائلا: «لا نستطيع أن نتحدث عن موعد، ولا يوجد شريك، وعندما يأتى الشريك نستطيع أن نتحدث عن موعد لبدء مفاوضات السلام».
