تراجعت معدلات السياحة الوافدة إلى مصر خلال الفترة الماضية نتيجة الأزمة المالية العالمية، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 20٪ فى قطاع السياحة، طبقاً لبيانات وزارة التنمية الاقتصادية، ومع بداية ظهور مؤشرات تحسن الاقتصادين العالمى والمحلى كان من المتوقع أن تنتعش السياحة مرة أخرى، ولكن ظهرت أنفلونزا الخنازير لتطيح بآمال مستثمرى قطاع السياحة فى استعادة النشاط وزيادة التدفق السياحى. وأكد مستثمرو السياحة أن توارد الأخبار عن انتشار أنفلونزا الخنازير أدى إلى عزوف ملحوظ من السياح، خاصة العرب، وقالوا إن الفترة الحالية والتى تتزامن مع فترة إجازات الأعياد، كانت تشهد رواجاً سياحياً، ولكن تزايد حالات الإصابة خلال الفترة الماضية، أدى إلى تراجع السياحة الوافدة، وأن حجم الإشغال فى الفنادق أصبح لا يتجاوز 50٪. قال محمد عصام الدين، العضو المنتدب لأحد الفنادق، إن قطاع السياحة تأثر خلال الفترة الماضية نتيجة الأزمة المالية العالمية، وأن الأخبار المتزايدة عن أنفلونزا الخنازير أدت إلى استمرار الخسائر. وأضاف أن الفترة الحالية هى فترة الرواج للسياحة العربية، مشيراً إلى أن الأعياد وشهر رمضان من أهم الفترات السياحية، ولكن مع تزايد انتشار المرض تبدل الوضع وأدى إلى عزوف ملحوظ من جانب السياح عن التواجد فى أماكن التجمعات، سواء من خلال التواجد فى الطائرات أو التجمع فى الحفلات، مما كان له أثر سلبى على قطاع السياحة. وأكد أن نسبة الإشغال فى الفنادق أصبحت لا تتجاوز 50٪، مما يعد خسارة لقطاع السياحة. وقال إن الشركات لجأت إلى حملات الترويج للسياحة المحلية، فى محاولة منها لتقليل الخسائر، من خلال التعامل مع السائح المحلى، وأكد أن هذه الحملات لم تؤثر بصورة كبيرة، خاصة أن مخاوف المصريين تتشابه مع مخاوف السياحة الوافدة من الخارج، إلا أنها تسهم فى الحد من الخسائر. ومن جانبه، أكد هشام شكرى، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، أن الاستثمارات السياحية لم تتأثر بمرض أنفلونزا الخنازير، مشيراً إلى أنها طويلة الأجل ولا تتأثر بمثل هذه الأمور. وأضاف أن ما يتأثر بمثل هذه الأزمات هو عدد السياحة القادمة أو الليالى السياحية وليس الاستثمار. وفى سياق متصل، أكد تقرير حديث تراجعاً فى مستويات السياحة العربية القادمة إلى مصر، مشيراً إلى وجود العديد من الفرص الضائعة، والتى يجب العمل على استغلالها خلال الفترة القادمة. وأشار التقرير الصادر عن وزارة التنمية الاقتصادية إلى «تواضع» حركة السياحة الوافدة من المنطقة العربية، والتى بلغت 15٪ حالياً، مقابل 25٪ خلال الثمانينيات من القرن الماضى، و20٪ فى حقبة التسعينيات. وأرجعت الدكتورة هالة صقر، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، انخفاض معدل السياحة العربية إلى أسباب داخلية، أهمها سوء معاملة السائح وغياب التنظيم المناسب للرحلات، إضافة إلى زيادة المنافسة من الأسواق الأخرى، مشيرة إلى نمو الأسواق السياحية فى الخارج، مما خلق قدراً كبيراً من المنافسة، فضلاً عن وجود بعض السلبيات فى السوق المصرية.