قرن مضى على تأسيس المكتبة المحمودية الإسلامية التى توجد على بعد خطوات من جامع الأزهر الشريف، حيث أسسها محمد صبح عام 1909 لتتخصص فى بيع الكتب الإسلامية، والتى فى مقدمتها المصحف الشريف، بالاضافة إلى كتب السيرة النبوية والكتب التراثية، والتفاسير والأحاديث القدسية وغيرها، حيث أسسها محمد صبح ليخدم دينه، وينال ثواب الله، بالإضافة إلى خدمة طلاب الأزهر من مصر وكل الدول العربية، ورغم مرور كل هذه السنوات وإقامة عدد من الأفرع بمنطقة الأزهر، إلا أن الأحفاد لم يغيروا خطة جدهم واستمروا فى نشر الكتب الإسلامية. يقول عبدالحليم أحمد، مدير المكتبة، إن المكتبة جاء ذكرها فى عدد من الكتب التى ترصد حركة النشر فى تاريخ مصر، وكان آخرها دراسة الدكتوراة للدكتور السعيد داوود وعنوانها «النشر العائلى فى مصر». وأضاف أن التخصص فى نشر نوع واحد من الكتب أفضل من عدم التخصص، رغم لجوء المكتبة مؤخرا إلى نشر كتب الأطفال، لتتميز عما حولها من مكتبات درب الأتراك، والتى تسمى «سوق الكتاب المصرى»، لافتا إلى أنها كدار نشر تقوم بتوزيع كتبها لتجار الجملة والذين يقومون بدورهم بتوزيعها على المكتبات، وهو الأمر الذى يجعل حركة شراء الجمهور من القراء قليلة. وعن طريقة اختيار الكتب التى يتم نشرها قال إن الكتاب المنشور لابد له من شروط محددة منها أن يكون لم يطبع من قبل، وألا يمس الدولة أو الدين، ولفت إلى أن المكتبة لا تنشر لمؤلف حديث، وتعتمد على أسماء معروفة، مثل الشيخ محمود المصرى والشيخ سيد مبارك وعلى الطهطاوى، لأنهم مؤلفون معروفون ويثق فيهم القراء، لأن الكتب الدينية تختلف عن أي نوع من الكتب، لأنها الكتب التى يعتمد عليها المسلمون فى تطبيق الشريعة الإسلامية، لذا فإنهم لا يلجأون إلى أي كتاب لمؤلف حديث إلا بعد التأكد من علمه وإشادة كبار العلماء به. وأوضح عبدالحليم أن نسبة كبيرة من كتبه يتم توزيعها فى محافظات الصعيد، والتى يقبل سكانها على التفقه فى الدين، وتليها محافظة الإسكندرية والغردقة، إلا أن حركة بيع الكتب لها مواسم، مثل معرض الكتاب، وشهور رجب وشعبان ورمضان، حيث تزداد حركة مبيعات المصاحف وكتب فقه الصيام وأحكامه، وأكد عبدالحليم أن الكتاب الدينى مازال يحتفظ برونقه وأن أكثر الباحثين عنه هم الشباب، وأن ما يشاع عن تخلى الشباب عن الكتب المطبوعة غير حقيقى، لأنهم أغلب المترددين عليها. وعن طبعات المصاحف الموجودة بالمكتبة قال إنه يوجد نوعان هما طبعة الحرمين والمدينة، ويختلفان عن بعضهما فى ترتيب الصفحات، وعدد صفحات المصحف، إلا أن طلاب الأزهر يتجهون إلى شراء مصحف الحرمين والذى أطلق عليه مصحف الأزهر، أما أغلب القراء فإنهم يتوجهون إلى مصحف المدينة.
