شيع الآلاف من أهالى قرية «أويش الحجر» التابعة لمركز المنصورة فجر أمس، وسط حراسة أمنية مشددة، جثمان هيثم الشحات عبدالقوى رمضان «27 سنة» الذى نفذت فيه السلطات الليبية حكم الإعدام رمياً بالرصاص يوم الخميس الماضى، بعد اتهامه بقتل أحد الليبيين ويدعى سعيد رافع عبدالحميد. كانت القرية قد اكتست بالسواد فى انتظار وصول الجثمان الذى خرج من ليبيا براً يوم الأحد الماضى، بينما وصل إلى مركز شرطة المنصورة فى الثانية من صباح أمس الأول، ولم يتسلم أهله الجثمان إلا بعد إنهاء الإجراءات قبل صلاة فجر، أمس، بدقائق منعاً لتجمهر الأهالى الذين وقفوا فى الشوارع انتظاراً لتشييع الجثمان ورددت ميكروفونات القرية أن العزاء مقصور على الرجال، بينما وقفت السيدات أمام المنازل لتوديع الجثمان. وبعد إقامة صلاة الجنازة على الجثمان صرخت الأم «لازم أشوف ابنى» وأمام إصرارها وبكاء أولادها جميعاً تم الكشف عن وجهه لها وصرخت باكية «حسبى الله ونعم الوكيل منهم لله الظلمة حرمونى من ابنى وهو عريس.. وقبلته قبلة الوداع الأخير ثم سقطت مغشياً عليها». وانهار والده المسن وانخرط فى البكاء وحمله الأهالى على كرسى وهو مريض للوصول إلى مكان تشييع الجثمان لحضور جنازة ابنه وتوديعه. ورفض أشقاء القتيل الثلاثة علاء وحسام ومحمد تقبل العزاء فى شقيقهم قائلين إنه راح ضحية الظلم، واتهموا أحد شباب القرية بالتسبب فى إعدام شقيقهم ظلماً وعدواناً بسبب هروبه من ليبيا ورفض الإدلاء بشهادته التى كانت تضمن براءة شقيقهم حسب قولهم. وأضاف علاء الشقيق الأكبر للضحية: هيثم سافر إلى ليبيا عام 2005 وعمل فى محل موبيليا والتقى مع شباب كثيرين من القرية منهم زميله هانى عبدالغنى عبدالتواب، وكان دائم الاتصال بنا، وبعد فترة انقطعت كل اتصالاته وفوجئنا بزميله هانى يعود للقرية، دون أن يذكر لنا أسباب عودته، أو يطمئننا على شقيقنا، فشعرنا بالقلق عليه، وسألنا بعضاً من زملائه فقالوا: إن هيثم وهانى متهمان فى جريمة قتل شخص ليبى يدعى سعيد رافع عبدالحميد من مدينة البيضا، وهو شريك هانى فى العمل، وأن الشرطة قبضت على هيثم، بينما هرب هانى. وقال محمد شقيقه الأصغر: بعد 6 شهور من البحث عن هيثم عرفنا أنه فى سجن اسمه «جرنازة» فاتصلنا به عن طريق أحد أفراد الأمن وأقسم لنا أنه برىء وأن زميله هانى يقدر يثبت براءته، وعندما طالبنا هانى بالسفر رفض وقال إنه وهيثم بريئان من تهمة قتل الليبى، ولكن سيعدموه لو عاد إلى ليبيا مرة أخرى. وأضاف: هكذا تخلى هانى عن تبرئة شقيقنا، كما تخلت وزارة الخارجية عنه برفضها إرسال محام للدفاع عنه أو التدخل لإلغاء أو تخفيف حكم الإعدام الصادر بحقه أو المطالبة بدفع الدية، أو حتى تجرى المفاوضات مع الجانب الليبى للوصول إلى الجناة الحقيقيين. وأعلن حسام، شقيق القتيل، عن أنهم رفضوا تلقى العزاء انتظاراً للحكم العادل على زميله هانى والكشف عن براءة شقيقه من تهمة القتل ومطالبة الحكومتين الليبية والمصرية برد اعتبار شقيقهم البرىء، بكشف الحقيقة.