شهد اجتماع مجلس نقابة المحامين، مساء أمس الأول، مشاحنات عنيفة أثناء تشكيل هيئة المكتب، انسحب على إثرها أعضاء لجنة الشريعة- الممثلة لجماعة الإخوان المسلمين- من الاجتماع، مؤكدين بطلان أى قرار من المكتب، فى الوقت الذى قام فيه باقى المجلس بتشكيل هيئة المكتب. استمر الاجتماع أكثر من 9 ساعات ، سيطرت خلالها الخلافات بين أعضاء المجلس، خاصة عندما تقدم النائب عمر هريدى، عضو المجلس، بطلب لحمدى خليفة، نقيب المحامين، يطلب فيه إقرار اتفاق تم بين 26 عضوًا من أعضاء المجلس على قائمة تشكيل هيئة المكتب، ولم يورد بها أى من محامى الإخوان. وقام عدد من المحامين فور انتهاء الاجتماع بتنظيم وقفة رمزية استمرت لدقائق قليلة، رددوا فيها هتافات ضد أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى، متهمينه بالتدخل فى شؤون النقابة، مشيرين إلى أنهم بصدد تنظيم العديد من الفعاليات للتنديد بما وصفوه بتدخل الحزب الوطنى فى شؤونهم. كان الاجتماع بدأ فى حوالى الساعة السابعة مساء وسط منع وسائل الإعلام من تغطية أحداثه على الرغم من تلقيها دعوات. وعلمت «المصرى اليوم» أن خليفة بدأ الاجتماع بالتأكيد على ضرورة أن تخرج جميع القرارات بالتوافق، وألا يتم إقصاء أى طرف، وقام أعضاء المجلس بتوزيع لجان النقابة فحصل محمد طوسون على لجنة الشريعة، ولجنة الحريات مناصفة بين محمد الدماطى ومحمد فزاع، ولجنة المجلة لعبد السلام كشك، وأبوبكر ضوه للرحلات، ولجنة العلاقات الدولية يتولاها سيف الاسلام حسن البنا، وهشام الكومى لجنة الفكر القانونى، ونادى المحاماة لخالد أبوكريشة، وسعيد عبدالخالق وعاطف شهاب للجنة العلاج، كما اتفق أعضاء المجلس على أن يكون اجتماع المجلس كل يوم سبت. واستمرت المشاحنات بين أعضاء المجلس لعدة ساعات أخذوا خلالها أكثر من استراحة، وعند الساعة الواحدة من فجر أمس لمح خليفة إلى إمكانية تأجيل تشكيل هيئة المكتب حتى يتمكن من تلبية دعوة فرح، تردد أنه لابن المستشار مرتضى منصور، الأمر الذى أدى لانفعال عمر هريدى وأكد له ضرورة الانتهاء من تشكيل هيئة المكتب اليوم. وعند الساعة الثانية والنصف تقريبًا قرر أعضاء لجنة الشريعة الانسحاب من الاجتماع رسميًا، بينما ظل باقى أعضاء المجلس للساعة الرابعة فجرًا، واتفقوا على تولى عمر هريدى، منصب أمين صندوق النقابة، ومحمد فزاع أمين صندوق مساعد، وحسين الجمال أمين عام النقابة، ويحى التونى أمين عام مساعد، وجمال سويد وكيل أول نقابة، وسعيد عبدالخالق وكيل ثانى. وأشارت مصادر داخل نقابة المحامين إلى حدوث العديد من الخلافات بعد انسحاب قائمة لجنة الشريعة، بعدما أصر عدد من أعضاء المجلس على ترشيح خالد أبوكريشة على منصب أمين مساعد للصندوق بدلاً من محمد فزاع، الأمر الذى دفع النقيب إلى الإصرار على فوز الأخير بالمنصب. وأكد حمدى خليفة أنه كان يتمنى ألا ينسحب أعضاء قائمة الشريعة من الاجتماع، مشيرًا إلى أنه تم إجراء انتخابات بعد انسحابهم، مضيفًا أنه ظل لأكثر من شهر يحاول أن يخلق توافقًا بين أعضاء النقابة، وأن الجميع يعلم ما يحدث، نافيًا تدخل الحزب الوطنى فى شؤون النقابة قائلاً «مال الحزب الوطنى بينا». واعتبر محمد طوسون، مسؤول ملف نقابة المحامين بجماعة الإخوان المسلمين، أن تشكيل هيئة المكتب بهذه الصورة يعد تشكيلاً باطلاً ومحلاً للطعن عليه، مشيرًا إلى أن لجنة الشريعة ستجتمع قريبًا وستدرس كيفية الرد على هذا الإقصاء.