ماذا يحدث فى ملاعبنا وفى حياتنا، أهو تشجيع وتعصب أعمى لا يرى غير غايته أم كبت كامن داخلنا لا نجد طريقة لإخراجه غير استعمال العنف حيثما نشعر بالظلم أو حتى اقترابه نتيجة صافرة حكم عادل من وجهة نظره. التهور والانفلات أصبحا صفة رئيسية فى ملاعبنا وفى معظم تصرفاتنا ولهما أسبابهما الكثيرة، وعلى رأسها غياب العدل وازدياد الظلم وانعدام ونقص الشفافية، وحتى فى غياب العدل لأنه غائب 24 ساعة فى اليوم يجب علينا محاولة الانضباط لأن عدمه يؤدى إلى الحماقة التى تنتج عنها أفعال غير محسوبة ولا تحمد عقباها، وحتى عندما نفيق لا نجد غير اللوم، ولوم الإنسان لنفسه هو أقصى أنواع اللوم، ومن المؤكد أن الكثير منا تعرض لذلك، وأنا واحد منهم، وتعرضت لجلد نفسى حتى لا أعود إلى تصرف أحمق مرة أخرى، وأدعو الله أن يحمينى ويحمى الجميع من التهور والحماقة. ساقتنى الظروف من حوالى ثلاثة أسابيع لأن أسافر إلى بورسعيد لأشاهد مباراة فى كرة السلة بين الزمالك والاتحاد السكندرى، ولكم استمتعت بمباراة غاية فى الإثارة والروعة ورغم سيطرة الزمالك على معظم أوقات المباراة، فإن الاتحاد خرج فائزاً 79/77 وسط ذهول جماهير الزمالك القليلة الحاضرة، وفرحت جماهير الاتحاد التى هبط عليها الفوز فجأة فى آخر ثوان.. روعة المباراة وروعة أداء معظم اللاعبين ودقة إدارة المباراة من المدربين وحياد الحكام التام، دفعتنى لأن أتابع مباريات الدورة المجمعة الأولى فى الإسكندرية والثانية فى القاهرة، وفاز نادى الاتحاد بدرع الدورى العام. ذهبت لأشاهد المباراة النهائية فى كأس مصر بين الأهلى العريق والاتحاد المتطلع إلى ضم بطولة الكأس إلى بطولة الدورى، وذهبت إلى صالة استاد القاهرة وهى مليئة بالمتفرجين والشرطة للحفاظ على الأمن، ولكننى ذهلت ولعنت نفسى لأنها أعجبت بهذه اللعبة التى قادتنى إلى أن أرى ما لم أره فى أى ملعب فى حياتى الرياضية الطويلة، قلة مندسة بين جماهير النادى الأهلى لم تسكت لحظة عن سباب رئيس ولاعبى نادى الاتحاد، بل سب شعب الإسكندرية كله بأفظع الألفاظ التى حاولنا كثيراً إخراجها من ملاعبنا، ولكن هذه القلة المسيطرة تستمر مندفعة فى خروجها عن اللياقة، ليس هؤلاء الخارجون الشتامون يمثلون مشجعى النادى الأهلى العظيم الذى نعشقه ونعشق بطولاته جميعاً، ليس هؤلاء من الممكن أن نسميهم جمهور نادى القرن الذى سافرنا جميعاً معه ووراءه إلى العديد من دول العالم لنشجعه، أين شباب الألتراس ليخرجوا هؤلاء من بين صفوف جماهير ناديهم التاريخى، وللأسف الشديد هؤلاء الزمرة التى لا تزيد على عدد أصابع اليدين معروفة لدى الجميع، لكن الكل يقف ليتفرج لأن الانفلات أصبح أساس حياتنا اليومية، الله يرحم الرياضة عندما كانت موجودة فى يوم من الأيام. ■ الآن عندنا رياضة فى جميع الألعاب، ودورة بكين خير دليل، يا جماعة الدنيا مش هاتقف لما يبقى فى قرارات جريئة مافيهاش مجاملة، وربما تأتى هذه القرارات بخير للرياضة فى مصر فى زمن بعد زماننا، فنحن جميعاً قضينا وقضى على الرياضة فى عصرنا والحمد لله، على الأقل من الممكن أن نلحق قدراً قليلاً من الأخلاق نخلفه فى ملاعبنا بعد رحيلنا. الآن تستطيع أن تعرف نتيجة بعض مباريات كرة القدم قبل صافرة البداية بمجرد أن تشاهد اللاعبين والحكام. ■ كتبت منذ أكثر من شهر، وأرسلنا نداء لإنهاء حكاية البث الفضائى قبل فوات الأوان وبكاء الأندية على حقوقها التى سوف تضيع من بين أيديها وتصل إلى أيدى غيرها. ■ ربما أكون لست مع الكابتن حسن فريد فى اعتراضه على مسابقة، وافق على اللعب فيها من بدايتها بشروط، يريد أن يغيرها الآن، ولكننى معجب بقتاله وإصراره على أن يصل إلى ما يراه، إنه حق له. فى أحد تقارير الأممالمتحدة أن مصر هى الدولة 111 فى الشفافية عالمياً، وأن نسبة الشفافية فيها 2.8، يعنى الرياضة مثلها مثل غيرها. نلتقى على خير الأسبوع القادم بإذن الله