■ حاجة غريبة جداً ما يحدث فى البرامج الرياضية وغير الرياضية منذ تفجر مشكلة مرتضى وشوبير، كل واحد مش لاقى موضوع يحشو به برنامجه يستضيف أحدهما أو كليهما، سواء على الهواء أو على التليفون، وكأن الأحداث فى مصر والعالم نضبت وتوقفت ولم يبق إلا هذا الحدث. وتطوع الكثيرون للصلح وبالطبع ليس الغرض هو الصلح، فلا أحد من المتطوعين يهمه شوبير أو مرتضى، إنما يبحث عن دعاية إعلامية ونسبة مشاهدة، وربما يكون فى الحقيقة حريصاً على استمرار الخلاف حتى يستمروا فى إيجاد تغطية لبرامجهم، فالحقيقة أن إعلامنا الآن يعانى من إفلاس وهو يعيش فقط على الفضائح والبرامج التافهة والمسابقات الرخيصة. المهم طلع علينا الإعلامى، الذى اعتقد أنه يستطيع أن يفعل ما لم يستطع أن يفعله غيره، وللأسف الشديد، رغم أنه المفروض أنه سياسى ولديه خبرة فى المجالات المختلفة، لكن فاته أمر مهم وخطير وظاهر كالشمس لكل من لديه قدر من التفكير، وهو أن أولى الأمر لو كانوا يريدون الصلح بين مرتضى وشوبير، لتم الصلح فوراً، وليسوا فى حاجة إلى الإعلامى اللامع، الذى جرجر معه الأزهرى بالزى الوقور، مالك إنت يا عم الشيخ خليك فى الفتوى، وإنت هايل فيها، وبعدين إنت فاضى كمان للخناق فى الرياضة والكورة، خلصت من خناقاتك مع عادل إمام وتبدأ الآن فى الدخول فى متاهة رياضية، أنت فى غنى عنها. الغريب فى الأمر أن المهزلة تحدث فى تليفزيون الحكومة ويتبادل الضيوف الخروج على النص ويترك أحدهما الاستوديو أثناء البرنامج، لأن الكلام لم يعجبه، ومن الواضح أن هناك اتفاقاً على سيناريو معين، ولكن الإعلامى والأزهرى لم يستطيعا تنفيذه، والآن أسأل السيد وزير الإعلام: أين أنت من كل هذا؟ أم ما تم تم بموافقتك؟ أم أن الإعلامى اللامع اشترى جزءاً من برامج التليفزيون ويعرض ويستضيف ما يريده دون إذن أو علم السادة المسؤولين؟!.. للأسف الشديد أصبح الإعلاميون يسيطرون على البرامج والقنوات ويحصدون الملايين ولا يستفيد المشاهدون شيئاً، وواضح أن الحكومة سعيدة بذلك، فهذا جزء من منظومة الإشغال التى تنتهجها حكومتنا الغائبة عن الوعى، البعيدة عن كل ما يهم الشعب. ■ ماذا سيفعل سمير زاهر ورجاله فى مواجهة الانفلات غير المسبوق فى ملاعبنا، ما يحدث لم نره من قبل، الخروج على النص أصبح هو السائد فى جميع المواقف، الجماهير غاضبة، الإداريون متشنجون، اللاعبون افتقدوا الروح الرياضية، من المؤكد أن اتحاد الكرة فى حيرة، هل سيوقف جميع اللاعبين؟ هل سيمنع حضور الجماهير؟ هل سيجلب حكاماً أجانب بدلاً من حكامنا، الذين أثبتوا فشلهم يوماً بعد يوم، حتى الدفاع عنهم أصبح بلا معنى وبلا قيمة. جلست أفكر لو أننى رئيس اتحاد الكرة ماذا أفعل؟ عملية صعبة ومعقدة، لأن الأطراف فيها كثيرة، خاصة أننا جزء من مجتمع يغلى ويفتقد القدوة والنظام والعدل، ولكن على سمير زاهر أن يبدأ دون النظر إلى الأصوات التى تصرخ، لأنها ظلمت من القرارات وربما يكون قد وقع على فرد أو على ناد أو على هيئة، ولكن لكى نبدأ الإصلاح فى الغالب لابد أن يسقط ضحايا فى البداية، الأندية واللاعبون يصرخون من الظلم الواقع عليهم، وأن العقوبات أكثر بكثير من الجرم ولكننى أرى العكس، فالقرارات ضعيفة والعقوبات هشة، كان لابد من شطب أى لاعب يخرج عن النص خاصة عندما يكون فى مقتبل حياته الكروية ولم يعد ذا شهرة أو مكانة، ماذا سوف يفعل هذا اللاعب عندما يكبر؟ بالطبع سوف يصبح قدوة سيئة ومثالاً نخاف على شبابنا من أن يقلدوه، وأرجو من مسؤولى الأندية أن يبتعدوا عن التحيز لأنديتهم وأن يتفهموا أو يعوا أن هذا الانفلات إذا استمر فلن يكون لنا مكان فى عالم كرة القدم، ومن المؤكد أن ما حدث من تجاوزات فى مباراة الزمالك واتحاد الشرطة تناقلته وكالات الأنباء الأجنبية، خاصة الجزائرية، ونشر غسيلنا على جميع القنوات وفى جميع الصحف. كابتن سمير أنت الآن فى نهاية رئاستك لاتحاد الكرة، ولا أظن أنك بعد خمس أو ست سنوات سوف ترشح نفسك مرة أخرى.. اختتم رئاستك بقرارات حازمة رادعة، لا تخش من ناد أو مسؤول، وإنما انظر فقط إلى مصلحة الكرة المصرية، فربما يكتب لك التاريخ أنك حصلت على أربع كؤوس أفريقية، وأيضاً أنك استطعت إعادة الانضباط أو النظام إلى ملاعبنا وإلى مسابقاتنا المحلية، ورغم أنى أشك فى أنك تستطيع، لكننى أدعو لك أن تنجح، ورجائى من السادة زملائك فى المجلس أن يخلعوا فانلة أنديتهم، وألا يتعصبوا دون حق لفريق ناديهم، لأن الشكل أصبح «وحش» جداً، والمشاهدون جميعاً يرون هذا التعصب ويستنكرون ويتعجبون، ومن لا يستطيع أن يكبح جماح نفسه وأن يخفى تحيزه عليه ألا يظهر فى البرامج الرياضية ويكتفى بالمشاهدة. دعائى للكرة المصرية. .. ونلتقى الأسبوع المقبل بإذن الله. [email protected]