بعد 10 أيام فقط من إعلان الجيش الإسرائيلي ترقيته «منى عبده»، الفلسطينية (من فلسطينيي 48) المسيحية، لرتبة «قائد اشتباك» في إحدى وحدات الكوماندوز، أعلنت هيئات وشخصيات عامة من فلسطينيي 48 رفضهم المحاولات الإسرائيلية اختراقهم عن طريق دعوة الشباب المسيحي من فلسطينيي 48 للالتحاق بالخدمة في الجيش الإسرائيلي، معتمدين في ذلك أيضًا على عدد من رجال الدين المسيحي. وحذرت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إحدى الهيئات السياسية الممثلة لفلسطينيي 48، (يسار)، من «مساعي الأجهزة الأمنية المخابراتية الإسرائيلية لتشجيع مجموعات شبابية على لانخراط في جيش الاحتلال». وعقدت بلدية «نتسريت علييت» اجتماعًا، الأسبوع الماضي، تحت عنوان «تجنيد شباب الطائفة المسيحية للخدمة العسكرية» حضره رئيس البلدية، شيمعون جابسو، ورئيس القسم الأمني-الاجتماعي في وزارة الدفاع حاييم بن عامي، ورئيس قسم الأقليات في الوزارة، وعدد من رجال الدين المسيحيين من الناصرة. ووصفت الجبهة الديمقراطية في بيان لها، حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه، الاجتماع ب«الهزيل»، وأكدت الجبهة في بيانها أن هذه «لم تكن المحاولة الأولى للسلطة الحاكمة ولذراعها الأمنية.. من أجل بث شائعات وأوهام بإمكانية تجنيد أبناء شريحة من الجسد الواحد، في جيش احتلال يقتل شعبنا ويدمر حياته اليومية في جميع أماكن تواجده». وحذرت الجبهة من «محاولات التفرقة» التي تحاول الحكومة الإسرائيلية القيام بها لشق صف فلسطينيي 48. وعملت إسرائيل طوال السنوات الماضية على فصل الطائفة الدرزية عن فلسطينيي 48، حتى إنها لا تعرفهم كعرب، وتلزم أبناء الطائفة بالخدمة في الجيش الإسرائيلي، ويواجه الفلسطينيون الدروز قانون تجنيدهم في الجيش بحملة مقاطعة، يدفع ثمنها الشباب غرامات مالية بالإضافة إلى عقوبات بالحبس. وبعث مؤخرًا شاب فلسطيني درزي يدعى عمر زهر الدين رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، أكد فيها رفضه قانون الخدمة العسكرية الإلزامي المفروض على الفلسطينيين الدروز، ورفضه الخدمة في الجيش الإسرائيلي. وقالت الناشطة الفلسطينية، جنان عبده، ل«المصري اليوم»، في اتصال من حيفا: «اليوم تخطو إسرائيل خطوة إضافية نحو أسرلتنا، وهي محاولة تفكيكنا والتعامل معنا كأقليات دينية تدور حول مركز يهودي إسرائيلي. هذا التوجه الذي بدأه وعد بلفور المشؤوم عندما تعامل معنا كفلسطينيين كأقليات دينية وليس كشعب، ومهد لإعطاء البلاد التي اعتبرها بلا شعب لشعب بلا ارض». وأضافت عبده: «هذا التوجه تكمله إسرائيل اليوم بعد أن سلخت الدروز عن شعبهم، الأمر الذي يلقى معارضة لدى الكثير من الشباب الدروز، الذين يدفعون اليوم ثمنًا لرفضهم الخدمة العسكرية بالسجن الفعلي. وها هي تحاول أن تفصل أقلية أخرى، المسيحيين، عن شعبهم. نحن لسنا أقليات نحن فلسطينيون عرب». وأكد مجلس طائفة العرب الأرثوذكس، في بيان له، الإثنين، ضرورة الحفاظ على الطابع الوطني للكنيسة، وقرر المجلس، في البيان الذي حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه، منع من شارك في اجتماع «نتسريت علييت» من مزاولة الكهنوت: «بما أن المجلس هو صاحب مُلك كنيسة البشارة الأرثوذكسية في الناصرة فإنه يُقر منع الكاهن جبرائيل نداف من مزاولة الكهنوت داخل الكنيسة بأي شكل من الأشكال وفرض الحرمان الكامل عليه من قبل جميع مؤسسات الطائفة، وندعو الجميع إلى مقاطعته هو ومن شارك في هذا المؤتمر المهزلة ليكون عبرة للجميع ودرسًا لكُل من يُفكر أن يحذو حذوه». ووصف بيان المجلس الأصوات التي دعت للخدمة العسكرية في صفوف المسيحيين الفلسطينيين بأنها «أصوات نشاز من قبل بعض المرتزقة»، وأكد البيان: «إن موقفنا كان ولا يزال يؤكد حقيقة واحدة ووحيدة، وهي أن المسيحيين العرب في البلاد هم جزء لا يتجزأ من أبناء شعبهم الفلسطيني، الباقين في وطنهم.. وكل الدعوات المشبوهة لغير ذلك تهدف إلى التفرقة العنصرية المقيتة». ودعا المجلس إلى التصدي ل«الدعوات المشبوهة»: «إن مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية يتوجه إلى الشباب والشابات العرب عامة، والمسيحيين خاصة كونهم يواجهون محاولة تجزئة سلطوية، إلى صد هذه الدعوات المشبوهة». من جانبه، قال رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، رامز جرايسي، إن مخطط السلطة الإسرائيلية بتجنيد المسيحيين سيفشل كما فشل في الخمسينيات والثمانينيات. وقال جرايسي، في بيان صدر عن مكتبه إن «السلطة الرسمية ترفض التعامل مع شعبنا كوحدة قومية وتريدنا مجموعة أقليات، وبنفس الوقت تعرّف نفسها بأنها دولة يهودية. الجواب يجب أن يكون واضحا وصريحا، ونرد على المخطط كشعب موحد، وليس فقط كطوائف منفردة حتى يتم إفشاله بشكل نهائي».
