اختتمت قمة التغيرات المناخية أعمالها أمس فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، بحضور عدد كبير من زعماء العالم، بعد مفاوضات استمرت أسبوعين، خيمت عليها أجواء الفشل واليأس من التوصل إلى اتفاق عادل يرضى جميع الدول بشأن قرارات الحد من الانبعاثات الحرارية. وحاصرت العشرات من الحركات الاحتجاجية مقر انعقاد القمة فى اليوم الختامى لها بالمظاهرات والهتافات الصاخبة التى طالبت زعماء العالم بضرورة اتخاذ قرارات فعالة تجاه قضية التغيرات المناخية، مما دفع السلطات الدنماركية إلى الاستعانة بأعداد كبيرة من قوات الأمن من ألمانياوالسويد لتأمين الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى حضر ختام القمة أمس، وطوق الأمن مقر القمة والحركات الاحتجاجية. وغلفت مسحة من التفاؤل آخر الاجتماعات صباح أمس حيث عقد 30 رئيس دولة وحكومة جلسة عمل مغلقة لمناقشة مسودة «إعلان سياسى» لمكافحة الاحتباس الحرارى. وأكد الدبلوماسيون أن المشاركين فى الجلسة اقتربوا من التوصل إلى اتفاق للحد من آثار الاحتباس الحرارى. وشارك فى الجلسة رؤساء مجموعة من الدول ذات صفة تمثيلية تضم دولاً صناعية (الولاياتالمتحدة وعدداً من الدول الأوروبية) ودولاً ناشئة كبرى (الصين والهند والبرازيل) ودولاً نامية (بنجلادش وليسوتو والجزائر)، وتبددت الآمال بعد انتهاء الجلسة فى التوصل لاتفاق، وقال رئيس وزراء السويد فريدريك راينفيلد «هناك خلافات عميقة فى الرأى ووجهات النظر بشأن كيفية حل المسألة»، غير أنه استدرك مضيفاً «لكننا سنبذل ما بوسعنا حتى آخر لحظة من هذا المؤتمر». وذكرت مصادر أن الاجتماعات انفضت دون التوصل لاتفاق حول عامل رئيسى فى أى معاهدة بشأن المناخ، وهو توقيت وحجم الخفض فى الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى. وقال مفاوض أوروبى كبير بعد المحادثات «لم نتوصل لاتفاق، والأمر مربك»، بينما أكد مفاوض هندى بارز لدى خروجه من الجلسة «الموقف مخيب للآمال». وسعت محادثات الأمس للاتفاق على نص يمكن أن يشكل أساساً لبيان سياسى فى ختام مفاوضات كوبنهاجن، وقررت مصر مشاركة عدد من الدول النامية «المجموعة الأفريقية والصين والهند وجنوب أفريقيا» فى التقدم بمقترحات مضادة للوثيقة المقترحة التى من المنتظر أن تكشف عنها الدنمارك بشأن ما توصل إليه مؤتمر كوبنهاجن للتغيرات المناخية. وصاغت الدول النامية مقترحها مسبقا كإجراء استباقى مضاد للبيان الختامى لقمة كوبنهاجن. وأعلن المهندس ماجد جورج، وزير البيئة، أن الوفد المصرى شارك المجموعة الأفريقية فى صياغة المقترح المضاد. وأكد المهندس ماجد جورج أن المؤتمر سينتهى إلى إعلان سياسى ووثيقتين منفصلتين الأولى حول استمرار بروتوكول كيوتو والثانية حول التعاون طويل الأجل أو ما يعرف باتفاقية ملزمة قانوناً يتم التوصل إليها خلال عام 2010 وخلال اجتماع المناخ العام المقبل فى المكسيك. فى غضون ذلك، عقد وزراء البيئة العرب فى كوبنهاجن اجتماعاً برئاسة عمر موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بحثوا فيه آخر ما توصلت إليه قمة كوبنهاجن ومدى ملائمتها للدول العربية فى خطوة وصفت بأنها «خريطة طريق عربية استعداداً لمؤتمر المناخ المقبل فى المكسيك». وطالب موسى بقرارات عادلة من قبل الدول المتقدمة ترضى الدول النامية وتعطيهم القدرة على تخفيض الانبعاثات الحرارية، وحذر من تأثير التغير المناخى على التوازن البيئى فى الدول العربية. وفى تصريحات صحفية قال موسى: «أحوال مناخ كوكب الأرض تهدد بكارثة لجميع البشر وبالأخص المنطقة العربية».