شن الدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، هجوماً شرساً على الدول الغربية المتلقية للعمال المهاجرين، متهماً إياها ب«ازدواجية المعايير» وعدم الالتزام بقوانين حقوق الانسان فى مجال حرية التنقل والعمل. واعتبر سرور - خلال كلمته امام منتدى الحوار العربى الأفريقى حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، والذى عقد أمس بجامعة الدول العربية ويستمر لمدة ثلاثة أيام - أن حديث هذه الدول عن الحوار بين الثقافات هو مجرد حديث «يراد به تجميل الفكر والاستهلاك المحلى». وانتقد سرور - فى كلمته أمام الاجتماع - رفض دول الشمال المتلقية للعمال المهاجرين، المصادقة على اتفاقية الأممالمتحدة لعام 1990 حول حقوق العمال المهاجرين وأعضاء أسرهم التى تنطبق على ملايين العمال المهاجرين فى العالم. وقال: «إن الانضمام الى هذه الاتفاقية اقتصر على عدد من دول الهجرة الوافدة، ومنها مصر»، مشيراً الى ان الهجرة ترتبط بحقوق الانسان لأن الحق فى التنقل والعمل هما من البنود الأساسية فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان. وأضاف: «إن افتقاد صفة العالمية فى الاتفاقية الخاصة بحقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم أدى إلى تعريض أولئك العمال للإساءة، ومنعهم من ممارسة أى من أشكال الحقوق الديمقراطية فى الدول التى يهاجرون اليها»، لافتاً إلى أنه أدى أيضاً إلى ارتكاب الجرائم فى الأشخاص والاستغلال الجنسى مع أشكال أخرى معاصرة للعبودية. واعتبر سرور أن ذلك يكشف ازدواجية المعايير فى التعامل مع قضايا حقوق الإنسان وتقلص البيئة الدولية المؤدية إلى ضمان جميع حقوق الإنسان لجميع الشعوب وهو ما يمثل مصدراً رئيسياً للخلافات السياسية التى تعطل تعزيز حقوق الإنسان عبر العالم بشكل فعال وسببا لتبادل الاتهامات فى مجال انتهاك حقوق الإنسان. وقال سرور: «إن ذلك عكس تناقضاً كبيراً لم يقتصر فقط على الازدواجية فى المعايير فى مفهوم حقوق الإنسان، وإنما أيضاً فى مفهوم العولمة»، مشيراً إلى أن من ينادى بتحرير التجارة والسلع والخدمات يفيد الحركة للبشر، متسائلاً: من الأولى بالرعاية السلع أم البشر؟.. ومن أولى بالحرية السلع أم البشر؟ وكيف ننادى بالمبدأ ونمارس نقيضه؟ وأشار سرور إلى أن الدول العربية والأفريقية أصبحت جزءاً مكوناً فى اقتصاديات الدول المستعمرة، موضحاً أنه رغم الاستقلال السياسى لأفريقيا فإن الاستعمار الاقتصادى لايزال جاثماً. وفى كلمته أكد الدكتور بطرس غالى، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن الهدف من الاجتماع هو دراسة أوضاع الهجرة بين دول الجنوب خاصة فى ظل عدم وجود دراسات فى هذا الشأن بعكس وجود دراسات عن الهجرة بين الشمال والجنوب. من جانبها، أكدت المدير العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا أن موقفها إزاء ما وصفته ب«هشاشة الأوضاع ومظاهر الظلم الصارخ» التى تنال من العالم، يندرج فى صميم التوعية الإنسانية التى تدعو لها وتضعها فى صدارة تفكير ونشاط اليونسكو. وقالت إيرينا - فى كلمتها: «اليونسكو تشجع لإيجاد حل شامل للمشاكل المتشابكة التى تطرحها موجات الهجرة». وأضافت: «إن قوة اليونسكو الفريدة من نوعها إنما تتمثل فى إسداء المشورة للبلدان ومساعدتها فى جميع النواحى على نحو متكامل استناداً إلى رسالة المنظمة وخبرتها فى مجالات التربية والعلم والثقافة والاتصال وهى مجالات تترابط فيما بينها».