شن الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب هجوما حادا على الدول التي تتشدق بالحرية وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان ، مؤكدا أن هؤلاء الذين تتعالي صيحاتهم منادية بتطبيق الديمقراطية نراهم لا يحترمون إرادة الشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه في الانتخابات التشريعية التي شهد لها المراقبون من الاتحاد الأوروبي أنها كانت ديمقراطية ونزيهة وشفافة . وقال الدكتور سرور ، أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للجمعية البرلمانية الأورومتوسطية ، التي عقدت أمس بمقر البرلمان الأوروبي ببروكسيل ، إن من يتحدثون عن الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان ترتفع أصواتهم بالتهديد والوعيد عقابا للشعب الفلسطيني الذي اختار عناصر لا ترض عنها هذه الدول. وأضاف سرور لقد انكشف هؤلاء بأنهم يريدون أن يختاروا من مبادئ الديمقراطية والشرعية ما يتفق مع مصالحهم وينكرون ما لا يتفق عليهم. ووجه الدكتور سرور انتقادات حادة إلى بعض الحكومات الدول الغربية وأوساطها الإعلامية والبرلمانية التي تبنت في حملتها فقط أوجه القصور والسلبيات وأعمال العنف التي شابت الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر ، مشيرا إلى أن الحكومة اعترفت بها وستعمل على تلافيها في الانتخابات البرلمانية القادمة ، مشيرا إلى أن هذه الجهات تركز على السلبيات التي وقعت وتتجاهل الايجابيات ، متناسية أن تاريخ أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية شهد فترات طويلة من الحروب ونزف الدماء سواء في حروب أهلية أو فيما بين الدول تخللها أكثر من مائة عام من الحروب وحربان عالميتان تحالفت فيها دول أوروبية ضد دول أوروبية أخرى حتى ترسخت الديمقراطية. وأكد الدكتور سرور أن مصر قلب الأمة العربية لا تقبل أن تدار عملية الإصلاح من بروكسل أو واشنطن أو لندن أو أي عاصمة أخري ، خاصة مع إقرار شركائنا بأن الإصلاح يجب أن ينبع من داخل كل دولة ولا يفرض من الخارج. واتهم الدكتور سرور الغرب بالجهل الكبير ، قائلا " لقد كشفت تطورات واقعة الإساءة إلى الإسلام والتهكم على أشرف رموزه هذا الجهل والعجز الثقافي خاصة من جانب من يربطون بين الإسلام والإرهاب ومن يعتقدون خطأ أن حرية التعبير مطلقة بدون حدود " . وأضاف أن هؤلاء لو نظروا إلى العديد من الوثائق والقرارات الدولية ومن بينها المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان وبروتوكولاتها الخمس لأدركوا أن المادتين التاسعة والعاشرة تمنعان التحريض على الكراهية وترفضان الإساءة إلى الثقافات والأجناس والديانات. واستنكر الدكتور سرور بشدة في كلمته مواقف بعض الوزراء ورؤساء الأحزاب اليمنية المتطرفة من الإدلاء بتصريحات معادية للإسلام والمسلمين ووصفهم للإسلام بالطاعون ومطالبتهم بشن حرب صليبية جديدة ضد الإسلام وقال إن هؤلاء الوزراء ورؤساء الأحزاب يتساوون مع المتطرفين الذين يلبسون عباءة الإسلام بل إن هؤلاء يمارسون نوعا من الإرهاب الفكري ويحرصون على مصالح شخصية آنية وأنانية وينفذون التوجهات الموجودة بين أقلية في الغرب من النازيين الجدد والفاشيين الجدد والمحافظين الجدد . وحمل الدكتور سرور الدول الغربية مسئولية التطورات المؤسفة لواقعة الرسومات المسيئة للإسلام بعد أن تبنت مواقف جامدة في تعاملهم مع القضية أو أولئك الذين أداروا ظهورهم لجهودنا الدبلوماسية لمنع تفجر الغضب الشعبي أو أولئك الذين يحاضروننا عن الحوار واحترام حقوق الإنسان والديانات ثم يصوتون ضد قرار في الأممالمتحدة يدعو إلى مكافحة ازدراء الأديان . ورفض الدكتور سرور الادعاءات الغربيةوالأمريكية بأن منطقة الشرق الأوسط منبتا للإرهاب ، وقال إن الإرهاب الذين يتحدثون عنه هو صناعة أوروبية والإرهاب في أيرلندا الشمالية وأسبانيا وكورسيكا واليابان وإيطاليا منذ سنوات ولكن للأسف لم يشأ الغرب تصنيف ذلك كجزء من ظاهرة الإرهاب الدولي الذي لا دين ولا وطن له.